نت – سند راجح: نتطرق الى اول تناوله مقتضبة لهذه الظاهرة التي يستهلها "حشد نت" .. ظاهرة انتشار شبكات الوايرلس المنزلية والتي تقدم خدمة الانترنت فيها عبر كروت ورقية تباع في البقالات ومحلات الاتصالات الواقعة في جوار تلك الأحياء ، ظاهرة انتشرت في العاصمة اليمنيةصنعاء وبعض المدن الكبرى كعدن وتعز وإب وأخريات. وبنفس نظام مراكز الانترنت تمضي هذه الخدمة غير ان الفرق هو ان لا محل "دكان" معروف لنيل هذه الخدمة من قبل الزبائن ، كما ان الانترنت هنا يقدم عبر وايرلس يمكن التقاطه عبر التلفونات الذكية او الكمبيوترات المحمولة ، ويطالب الزبون من خلال المتصفح بادخال اسم المستخدم وكلمة المرور التي يوفرها الكرت الورقي الذي يمكن شراؤه من خلال المحلات الموجودة في الحي بفئات عدة تختلف بعدد الساعات المطلوب شراؤها .. عادة ما تكون الساعة بخمسين ريال يمني " أقل من ربع دولار" وبزمن استخدام لا يتجاوز اليومين . الكثير من الاحياء في العاصمة صنعاء تتوفر فيها هذه الخدمة ، حيث يقوم احد سكان الحي " المالك " بالحصول على اشتراك مفتوح بسعة مناسبة من "يمن نت " الداعمة لخدمة الانترنت في اليمن ، وتتكفل شركة تقنية محلية بعمل برنامج تبيعه للمالك باسعار قد تصل الى خمسمائة دولار امريكي ، يتكفل هذا البرنامج بعمل نظام لحركة المرتبطين بالشبكة ، كما يقوم بعمل اسماء دخول وكلمات سر رقمية يتم طباعتها ورقيا وقصقصتها لتباع في الدكاكين المجاورة بتلك الاسعار. الظاهرة انتشرت في الأونة الاخيرة لعدة اسباب أهمها الانتشار الملحوظ بكثافة للتلفونات الذكية ذات تقنية الاندرويد بتطبيقات الانترنت الشهيرة والتي تأتي مزودة بخدمة الوايرلس الذي يمكنها من التقاط الشبكات اللاسلكية للانترنت، ولا يعرف حتى الان انعكاسات ذلك على مستوى الاقبال لدى محلات الانترنت. ولا يقف الامر عند الموبايلات ، اذ لوحظ في بعض شوارع العاصمة اليمنية ان شباب يتصفحون الانترنت من خلال اجهزة المحمول ويتخذون الارصفة المتاخمة لمنازلهم مقرا لهم ، خصوصا في ساعات الليل مع اعتدال درجة حرارة الجو وخلو الشوارع الفرعية من الحركة .. "حشد نت " استعرض هذه الظاهرة باختصار ومن جوانب محدودة ، وقدم اسئلة لعدد من الشباب الذين صادفهم عن الخدمة ، البعض منهم ابدى اعجابه بها كونها توفر عناء الذهاب الى مراكز الانترنت ، ولكونها يتم التقاطها من خلال تلفوناتهم ويتم من خلالها تحميل الكثير من التطبيقات والالعاب والاغاني بالاضافة الى التواصل عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن البعض رأى فيها خدمة رديئة وبطيئة ، وبأن الاشتراك المنزلي افضل ، وارجع تذمره الى ان سرعة الشبكة لا تتحسن الا في ساعات الليل المتأخرة حينما يخف عدد المرتبطون بالشبكة وعزاء ذلك الى رغبة الجميع في التنزيل للتطبيقات والفيديوهات وهو ما يتسبب ببطء الشبكة لدرجة الانقطاع. وبعيدا عن انعكاسات الظاهرة أجتماعيا التي لا تزال غير معروفة ، وشكلها القانوني ، فأن على المتجول ليلا في احد أحياء وسط العاصمة الذي قد يلحظ الكثير من الشباب والمراهقين وهم يستندون الى اسوار منازلهم او منازل مجاورة منهمكين في النظر لشاشات هواتفهم الذكية ، حينها يجب ان يعرف ان احدهم في الحي يضع جهاز وايرلس على سقف منزله لغرض الاستثمار في هذا المجال.