لم تكتف شبكة "بين سبورت" الرياضية التي تبث مباريات كأس العام حصرياُ، بالمبالغ التي تحثل عليها من خلال الاشتراكات والإعلانات التي عرضت على شاشتها، بل طمعت فيما تحتويه جيوب الشعب العربي، وقررت أن تعرض المباريات على قنواتها الجديدة التي تتمتع بميزة ال"HD" وليس على قنواتها المفتوحة على الأقمار العربية نايل سات وعرب سات أو على الأقل على قنواتها المشفرة العادية التي يشترك بها كثير من أفراد الشعوب العربية. هذا السلوك الذي اتبعته قناة الجزيرة، من شأنه أن يُجبر الجمهور المصري على دفع مبلغ قدره 2217 جنيها حتى يستطيع الحصول على الريسيفر الخاص بالشبكة كي يشاهد من خلاله مباريات كأس العالم، وهو المبلغ الذي يعتبر كبيراً جداً، خاصة على ميزانية المواطن المصري محدود الدخل والذي تعتبر بالنسبه له مشاهدة المباريات هي المتعة الوحيدة له في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يُعاني منها معظم فئات المجتمع. الحصري ليس مصرياً انطلاقاً من ذلك، لم يستسلم بعض المصريين لشروط "بين سبورت" بل حاولوا مشاهدة مباريات كأس العالم بالطرق الشرعية وغير الشرعية، وهو ما يؤكده هيثم الزيات "مهندس وأحد العاشقين لمشاهدة مباريات كأس العالم" ل24، حيث يقول: مسألة الحصريات لا تتماشى مع مجتمع مثل المجتمع المصري"، موضحاً أنّه حتى الآن شاهد معظم المباريات التي أقيمت منذ بداية كأس العالم على مواقع كثيرة على الإنترنت وبالمجان مثل موقع "فيفا تي في". شاب آخر جامعى، يدعى محمد عبدالعزيز قال إن أصدقاء كثيرين له أخبروه أن المباريات تذاع على قنوات تركية وألمانية على الأقمار الأوربية المختلفة، وهو ما وجده بالفعل وأتاح له مشاهدة المباريات بشكل مجاني. وعلى أحد المقاهي، كان لقاؤنا بمحاسب يدعى "مدحت عبدالحميد"، وبسؤاله عن كيفية تحايله لمشاهدة مباريات المونديال، قال إن معظم المصريين لجؤوا للكافيهات والمقاهي التي تذيع مباريات كأس العالم مقابل الجلوس بها وطلب مشروب واحد فقط لا يتعدى حسابه في كثير من الأحيان الخمسة جنيهات. بالإضافة إلى ذلك، أضاف عبدالحميد أنه سمع كثيراً عن طرح أجهزة ريسفير صينية ومحلية الصنع بالأسواق المصرية تستطيع فك شفرات قنوات "بين سبورت" " التي تعرض قنوات كأس العالم ولا يتعدى سعرها ال 600 جنيه. مخالفة القانون وبسؤال رئيس جهاز حماية المنافسة د. منى الجرف عن هذه الطرق التي يلجأ إليها الشباب المصري، قالت في تصريحات خاصة ل24 إن حصرية مشاهدة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمر قانوني ولا غبار عليه، لكن عدم القانونية تأتي من شروط تلك القناة التي تضعها أمام المواطن، والمتمثلة في إجباره على الاشتراك لمدة عام كامل بالشبكة، في حين أن مباريات البطولة تستمر لمدة شهر واحد فقط، كذلك تجبره على شراء ريسيفر جديد مؤمن من موزع معين، بحجة حرص الشبكة على حماية حقوق ملكيتها الفكرية من القرصنة وفك شفرات الأجهزة القديمة دون تجديد الاشتراكات. وأضافت الجرف أن الجهاز قدَّم أكثر من شكوى لحماية المستهلك، لافتة أنه خاطب أيضاً إدارة الشبكة والموزع الرسمي لها حتى تستطيع الوصول لتسوية ترضي الأطراف المختلفة، بخصوص تقليل هذه الشروط أو إلغائها. "المنتخب" حرم المصريين من كأس العالم وبدوره، قال رئيس إدارة التسويق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم عمرو شاهين ل24، إن المشكلة بالنسبة للشعب المصري تكمن في أن منتخبهم لم يستطع الوصول للنهائيات كأس العالم، موضحاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم تكفل لجميع الشعوب بحق مشاهدة مشاركة منتخباتها لكأس العالم، لافتاً أن التليفزيون الجزائري لديه الحق الكامل في إذاعة مباريات منتخب الجزائر بكأس العالم. وأضاف أن هذه المشكلة لم يعان منها الشعب المصري أو العربي فقط، بل إن كأس العالم يذاع من خلال الحصريات على مستوى العالم كله وليس في منطقة الخليج العربي وشمال أفريقيا فقط، مؤكداً أن الاتحاد الدولي نفسه بدأ يفكر كيف يجني الأرباح من وراء المسابقات التي ينظمها، وبالتالي ليس هناك طريقة أفضل لتحقيق ذلك سوى الاعتماد على أسلوب الحصريات.