على موقع الحوثيين الرسمي على الانترنت " انصار الله" والذي لا يبدو اي شي فيه يدل على مفاوضات او حلول ، بل تصعيد مضطرد ومستمر بمقالاته وتناولاته واخباره ، تحت عنوان "التصعيد الثوري مهما حصل" ، جاء شريط عاجل يتحدث عن اعلان الناطق الرسمي للمتمرد الحوثي بفشل المفاوضات وعودتها الى نقطة الصفر .. ناهيك عن حديث للبخيتي على قناة اوروبية قبل لحظات من كتابة الخبر يحكي نفس الرواية ..! الحوثي يعيق العملية السياسية ويوقف كل المساعي ويعلقها ، في مسعى لادخال البلد في مخططه رغم كل التنازلات الرئاسية ، عبر رفضه اتفاقا كان قد انجز ولم يكن قد تبقى سوى التوقيع عليه واعلانه . الحوثي بهذا التصرف الاخرق اغلق امامه كل حظوظ السياسة وفتح متعمدا الابواب المؤدية الى تفحم صورته شعبيا ودوليا ، والتاريخ لن ينسى بكونه وجماعته من يتحمل مسئولية اللجوء الى خيارات مكروهة لكنها آخر العلاج. وفي الوقت الذي ظلت تصريحات وخطابات القيادات الحوثية واعلامه يتعالى على الشعب والمجتمع الدولي ويؤكد انه من فتح باب المفاوضات ملحقا تلك الانباء بقدرته على تسيير تصعيد اكبر و خيارات اكثر ، أظهرت قيادة الرئيس هادي للبلاد عموما وللازمة خصوصا كم كان كبيرا بقدر المسئولية ، آثر المضي في خيارات عديدة قيمية و وطنية لابعاد شبح الحرب الذي اسقط شراعه الحوثي ، رافضا كل الخيارات و متحديا كل الشعب.
مصادر "حشد نت" اكدت ان تفاصيل ملحقة وجزئية وقف الحوثي عندها مانعا وحائلا امام الوصول الى تسوية ، وهو ما يفسر نوايا مبيتة في الوصول الى هذا المئال وان اختلفت الطرق .، فمن ملف الاعتصامات والخيم والمسلحين المحاصرين لصنعاء ، الى حادثة مجلس الوزراء ، والتي بذلت الدولة من اجلها جهدا كبيرا للوصول الى تسوية مقنعة مقارنة بما جرى العام 2011م ، بل وحضر وزراء و رجال قانون اليوم للمناقشة ودعم المسار القانوني في هذا السياق ، غير ان مفاوضي الحوثي وقفوا عند هذه النقطة مشترطين شروط تعجيزية ، لعلها كانت الطريق الى فشل للاتفاق فيما بعد!.
خيارات الحوثي الذي فضل ان يضل متمردا رغم خطوط الحظ التي داهمته ذات لحظة لتنقله الى واقع مختلف ، خيارين لا ثالث لهما ، كانت الموافقة وانجاح الاتفاق ، الطريق الى الالتزام محليا ودوليا بتنفيذ مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن الدولي 2014 ، وفي تلك المواثيق مصالح للحوثي اكبر من خسائره ، لكن رفض التسوية الدولية وهو الخيار الاخر فقد أدخل نفسه في مواجهة مباشرة لا يقوى على تحمل عواقبها الوخيمة مع الداخل و مع الإقليم والشرعية الدولية .. كمعرقل رئيس ومتمرد يقود مليشيات مسلحة خارجة عن القانون , تهدد الأمن والاستقرار الدوليين كما ورد في القرار الدولي عن وصفه الحالة في اليمن ..