الهجرة الدولية: استمرار النزوح الداخلي في اليمن وأكثر من 50 أسرة نزحت خلال أسبوع من 4 محافظات    قراءة تحليلية لنص "عدول عن الانتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    المقالح: بعض المؤمنين في صنعاء لم يستوعبوا بعد تغيّر السياسة الإيرانية تجاه محيطها العربي    المقالح: بعض المؤمنين في صنعاء لم يستوعبوا بعد تغيّر السياسة الإيرانية تجاه محيطها العربي    بيان توضيحي صادر عن المحامي رالف شربل الوكيل القانوني للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشأن التسريب غير القانوني لمستندات محكمة التحكيم الرياضية (كاس)    وزارة الشؤون الاجتماعية تدشّن الخطة الوطنية لحماية الطفل 2026–2029    إضراب شامل لتجار الملابس في صنعاء    جبايات حوثية جديدة تشعل موجة غلاء واسعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي    الحكومة تشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في مأرب وتؤكد أنها خط الدفاع الوطني الأول    المنتخب الأولمبي يتوجه للقاهرة لإقامة معسكر خارجي استعدادا لبطولة كأس الخليج    اليمن ينهي تحضيرات مواجهة بوتان الحاسمة    منتخب مصر الثاني يتعادل ودياً مع الجزائر    نقابة الصرافين الجنوبيين تطالب البنك الدولي بالتدخل لإصلاح البنك المركزي بعدن    وقفة ومعرض في مديرية الثورة وفاء للشهداء وتأكيدا للجهوزية    الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن    دفعتان من الدعم السعودي تدخلان حسابات المركزي بعدن    مقتل حارس ملعب الكبسي في إب    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تدين وتستنكر التهديدات التي يتعرض لها الزميل خالد الكثيري"بيان"    الكثيري يطّلع على أوضاع جامعة الأحقاف وتخصصاتها الأكاديمية    ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    المنتخبات المتأهلة إلى الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء محدودة من 7 محافظات وأمطار خفيفة على أجزاء من وسط وغرب البلاد    تغريد الطيور يخفف الاكتئاب ويعزز التوازن النفسي    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    الداخلية تعرض جزءاً من اعترافات جاسوسين في الرابعة عصراً    لجان المقاومة الفلسطينية : نرفض نشر أي قوات أجنبية في غزة    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    اعتماد البطائق الشخصية المنتهية حتى 14 ديسمبر    اتفاق المريخ هو الحل    صنعت الإمارات من عدن 2015 والمكلا 2016 سردية للتاريخ    رئيس النمسا يفضح أكاذيب حكومة اليمن حول تكاليف قمة المناخ    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    الرئيس المشاط يُعزي الرئيس العراقي في وفاة شقيقه    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    النرويج تتأهل إلى المونديال    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيرات المناخية في اليمن أل 50 سنة القادمة
خطر دون مستوى الإدراك على السواحل
نشر في حشد يوم 25 - 07 - 2010

أدرك علماء البيئة أن إنبعاث غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الانشطة البشرية بدات في احداث تغيرات في المناخ , مما أثار قلقا لدى المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالبيئة خلال فترة الثمانينيات من خطورة تغير المناخ العالمي.
ومع مطلع التسعينيات من القرن الماضي أقتنع علماء المناخ بان تلك التغيرات ناتجة عن النشاط البشري وأكدت عمليات الرصد أن درجات الحرارة في العالم قد ارتفعت بنحو (0.6) درجة مئوية خلال القرن العشرين بسبب غازات الاحتباس الحراري.
ووفقا للسيناريوهات المناخية المحتملة فإن درجات الحرارة العالمية قد ترتفع خلال القرن الحالي بنحو (1.4-4.5) درجة مئوية , إذا استمر إنبعاث غازات الاحتباس الحراري بنفس المعدلات الحالية وستكون هذه الزيادة أكبر بكثير من أي تغير مناخي على الاقل خلال العشرة ألاف سنة القادمة وتوقع تقرير أعدته منظمة (IPCC) الدولية المتخصصة برصد التغيرات على مستوى العالم , ان يرتفع مستوى سطح البحر بنحو (9- 88 سم ) بحلول العام 2100م مما قد ينتج عنه فيضانات في المناطق المنخفضة وإغراق الكثير من الجزر والمناطق الساحلية , وتوقع التقرير حدوث تغير في مواسم الامطار بحيث تزيد في بعض المناطق وتقل في أخرى , مما يؤدي لمشاكل كثيرة في موارد المياه والانشطة الزراعية , وقد يترتب عليها نقص في الغذاء العالمي ومشاكل عديدة.
اكرم الثلايا
ومن أهم التاثيرات الناتجة عن التغيرات المناخيه حدوث تغير في درجات الحرارة ، حيث يصبح الصيف أكثر حرارة، والشتاء أكثر برودة, وتغير في مواسم تساقط الأمطار، حيث لم تعد الأمطار تتساقط بحسب المواسم التي تعارف عليها المزارعون منذ عشرات السنوات، وهذا له تأثير على مواعيد وضع البذور ومواعيد الحصاد , بالاضافة الى تغير في كميات هطول الأمطار حيث يلاحظ تساقط الأمطار بغزارة شديدة وخلال فترات قصيرة مما يتسبب في حدوث الفيضانات وانجراف التربة الزراعية وتدهور المدرجات الزراعية، ويتبع ذلك فترات جفاف طويلة مما يؤدي إلى اتساع رقعة التصحر.

اليمن كغيرها من بلدان العالم الثالث لم تتسبب في حدوث هذه الظاهرة التي نجمت عن العمليات الصناعية الضخمة والمخرجات الغازية لعمليات التنقيب عن النفط والتجارب النووية وتوليد الطاقة واستخدامها , ولكنها لن تكون بعيدة عن النتائج الخطيرة لظاهرة تغير المناخ , ولعل كارثة السيول في حضرموت أواخر العام 2007م كانت أحد الشواهد على ذلك , فضلا عن كارثة تسونامي التي أجتاحت سواحل العديد من الدول الاسيوية ومانجم عنها من أضرار فادحة في الارواح والممتلكات.
ويقول المهندس انور عبدالعزيز نعمان رئيس وحدة تغير المناخ بالهيئة العامة لحماية البيئة : موضوع التغيرات المناخيه لايزال جديدأ ليس على اليمن فقط وانما على كافة البلدان النامية , وبالتالي فالدراسات والبحوث ماتزال في بدايتها , وقد بدات أولى الدراسات حول تغير المناخ في اليمن خلال العام 1999م , وهي عبارة عن دراسات نموذجية في مناطق وقطاعات محدودة , لم تغطي كل مناطق اليمن , ولكن بدون إمكانيات كافية لايمكن إجراء الابحاث اللازمة لاستكمال الخارطة المناخية لليمن ,
ولدينا الآن دراسة لمنطقة عدن يقوم بها باحثين من جامعة صنعاء , تتضمن إجراء مسوحات لتحديد ارتفاع منطقة السواحل , وبناء على نتائج هذه الدراسة سيتم تحديد النقاط الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند البناء والتوسع العمراني وانشاء البنى التحتية,
ولاشك ان أي منطقة تحت مستوى سطح البحر او في مستواه معرضة لان تغمر بالمياه وبالتالي ستتعرض البنية التحتية والمنشآت والتنوع الحيوي للتدمير , وهذا مايجب أخذه بعين الاعتبار في دراسة اثار التغيرات المناخية واحتمالاتها, وخلال الفترة من عام 1998-2001م أجريت العديد من الدراسات بمساعدات خارجية , في أطار ما يسمى ( البلاغ الوطني الأول ) تلاها إجراء الدراسات الخاصة باعداد البرنامج الوطني للتكيف مع التغيرات المناخية , ونحن بصدد الاعداد للبلاغ الوطني الثاني حول التغيرات المناخية في اليمن,
وحول إمكانية التنبؤ بتكرار حدوث كارثة السيول في حضرموت يقول انور عبد العزيز أن وضع سيناريو للتغيرات المناخية خلال السنوات العشر القادمة أو أكثر من ذلك, يتطلب توفير معلومات وبيانات دقيقة لنحو 30-40 سنه سابقة يمكن ان نبني عليها السيناريوهات المناخية المتوقعة , والمشكلة هنا أنه اذا توفرت المعلومات في اليمن ستكون شحيحة وموزعة بين أكثر من جهة وغير متاحة للباحثين في أكثر الاحيان , وإذا توفرت فإنها تكون ناقصة ولاتغطي الخارطة الجغرافية لليمن , ونحن نحاول الاستفادة من المعلومات المتوفرة لدى الهيئة العامة للارصار الجوي في تنفيذ الابحاث والدراسات حول التغيرات المناخية , إلا ان المعلومات لاتزال شحيحة ومحدودة وفي أغلب الاحيان لا نستطيع الحصول على المعلومات التي نريدها.
الدكتور محمد مهدي أبوبكر الاستاذ بقسم علوم الارض والبيئة بكلية العلوم – جامعة صنعاء – أكد أن هناك مؤشرات على وجود تاثيرات مباشرة للتغيرات المناخية على البيئة اليمنية , ومنها ماحدث في حضرموت من فيضانات , إالى جانب شحة الامطار وتذبذبها , وزيادة انحسار المساحات الزراعية , وزيادة التصحر,
وأشار أبو بكر إلى أن مدينة الحديدة معرضة للخطر على ضوء تصنيف منظمة (IPCC ) الذي وضع مدينة عدن في المركز السادس بين خمسة وعشرين مدينة ساحلية في العالم معرضة للخطر نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر, واستبعد أبو بكر إمكانية حدوث تسونامي في السواحل اليمنية كالذي ضرب سواحل شرق أسيا , والذي كان نتيجة ظروف واسباب لاعلاقة لها بالتغير المناخي حسب قوله , وإنما هي تحصيل حاصل لعملية جيولوجية بحته ناتجة عن تحرك طبقات بقاع المحيط ادت الى حدوث الظاهرة تسونامي , وأستدرك قائلا : هذا لا يعني ان تسونامي لن يحدث , فالكثير من الدول مثل بنغلاديش تواجه كل سنة اعاصير شديدة تسبب كوارث وفيضانات , ونحن لسنا بعيدين عنهم فكل مايحدث في البيئة عمومأ ومنها التغيرات المناخية يمكن أن يؤدي الى حدوث أمطار وفيضانات كالتي حدثت في حضرموت , وأوضح الدكتور أبو بكر ان التغيرات المناخية قد لايشعر بها الانسان العادي لانها تتم بطريق بطئية تستغرق عدة سنوات ,ولكن قد يحدث طفرات في بعض الظواهر مثل هطول الامطار بغزارة شديدة كما حدث في اندونيسيا التي تبعد عن اليمن بنحو ستة الاف كلم , ولكن تأثير تسونامي وصل إلى شواطئ حضرموت والمهرة وسقطرى وسواحل شرق أفريقيا, وهي عملية تدريجية في تاثيراتها , وهنا يفترض أن يكون لدى الجهات المعنية بمراقبة المناخ يوميأ رصد لدرجات الحرارة ومعدل الرياح وكمية الامطار وعلى اساس هذه المعلومات سنقرر إذا كنا نواجه مشكلة أم لا ,, ولكن للاسف أن الهيئة العامة للارصاد الجوي تقوم فقط بالدور الكلاسيكي من قياس درجة الرياح والحرارة والسحب , ولكن هذه المعلومات حكر على هيئة الأرصاد وتعتبرها ملكآ خاصآ بها , ولا تستطيع المراكز البحثية الاستفادة منها .
يقول الدكتور عبد الله نعمان من وحدة المياه والبيئة - بجامعة صنعاء- أصدرت اليمن عام 2001م تقرير بيئي عن هذه ظاهرة التغيرات المناخية بعنوان " البلاغ الوطني الأول " ضم عدة سيناريوهات لتوقعات تأثير التغيرات المناخية في اليمن على القطاعات البيئية والزراعية والسمكية وغيرها, واقترح إجراءات للتخفيف من تأثيراتها السلبية والاستفادة المثلى من تأثيراتها الإيجابية .
ووفقا لتقديرات البلاغ الوطني الأول الذي سُلّم لسكرتارية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية 2001, فإن مناخ اليمن يتوقع أن يتغيّر بصورة ملحوظة على مدى الخمسين السنة المقبلة. كما يتوقع ازدياد في درجات الحرارة ما بين 1.4 إلى 2.8 درجة مئوية بحلول العام 2050. وانخفاض معدل هطول الأمطار بحوالي 24 بالمائة كأدنى حد، أو زيادتها بحوالي 50 بالمائة كأقصى حد في الفترة نفسها.
هذه الدراسة اعتمدت على معطيات وبيانات مناخية غير دقيقة ( لعدم توفر البيانات الصحيحة من مصادرها الأصلية) وبالتالي فان نتائج السيناريوهات غير دقيقة , لذا فان اي دراسة صحيحية للتغيرات المناخية في اليمن يحتاج الى بناء قاعدة بيانات ترفد المختصيين والباحثين بالبيانات الدقيقة وهذا ما نحتاجة من الأن .
وحول التأثيرات المباشرة المباشرة على الجزر اليمنية نتيجة التغيرات المناخية يقول الدكتور محمد مهدي ابو بكر ان ذوبان الجليد في المناطق القطبية سيؤدي الى تغيرات في الظروف المناخية سواء في البحر أو الجو , ولاشك ان المناطق الساحلية التي تقع في مستوى سطح البحر ستتعرض للغمر , وسيؤدي ذلك الى تأثر البيئات الموجودة وتضرر البنية التحتية خصوصآ إذا كانت قريبة من الساحل , ولذا فقد وضعنا توصية قبل ثلاث سنوات بمنع البناء في مسافة أقل من (500متر) من خط الساحل كحد أدنى , ليجاد مسافة أمنة خصوصا مع التكهنات التي أطلقتها منظمات دولية تفيد بأن مستوى سطح البحر قد يرتفع بنحو (60سم ) خلال القرن الحالي , وهي نسبة غير بسيطة , ويصعب مواجهه أثارها في مسافة (150متر) من الساحل , وهذا يستوجب الانسحاب إلى الخلف كإجراء وقائي واحتياطي.
يقول المهندس عبدا لرحمن المصباحي مدير عام المركز الوطني للاستشعار عن بعد : ان المركز معني بتطوير الدراسات بتقنية الاستشعار عن بعد وهي دراسة الأشياء دون ملامسة مباشرة ومن هذه الدراسات ومن أهمها هي دراسة المناخ على الكرة الأرضية وتأثيراتها وانعكاساتها على الدول والمحيطات الاجتماعية والمركز قام بعدة أبحاث في مجال البيئة والمناخ ولكن لسنا المعنيين الرئيسيين , وإمكانيتنا لازلت محدودة ولا تشمل أي آليات وتقنيات لرصد المناخ وأبحاثه وبذلك لسنا رافد لمعلومات عن التغيرات المناخية , وانما نحن نستخدم تقنية الاستشعار عن بعد في جميع المجالات ذات الطبيعة العلمية التي تخدم الوطن , ومنها دراسات في الغطاء النباتي وتدهور الأراضي بالمقارن مع ما كان في السابق , بالإضافة إلى دراسة مستفيضة عن فيضان حضرموت وهو ذو قيمة عالية , والاهم من هذا كله ان المركز يقوم ببناء حاوية بيانات وطنية مستغلا مشروع الخارطة الرقمية الموحدة للجمهورية اليمنية , وقال ان رصد التغيرات المناخية ليس من اختصاص المركز وإنما من اختصاص الهيئة العامة للطيران والأرصاد الجوي , وهم المتخصصون برفد الهيئة العامة لحماية للبيئة بالمعلومات التي تفيد الباحثين فيها.
وأضاف الدكتور خالد الخنبري نائب مدير مركز الاستشعار عن بعد قائلا : التطبيقات تطورت في التقاط الصور الفضائية لتصل دقت أبعادها لدرجة 60x60سم لأي معلم على الأرض ,وفي مجال التغيرات المناخية نستطيع الاستفادة من تطبيقات الاستشعار عن بعد من خلال التقاط الصور التكرارية للسواحل فيوضح لنا نسبة التآكل أو الترسبات في خط ساحل معين وهذا يعطي مؤشر على نسبة ارتفاع منسوب مياه البحر والارتفاع له علاقة بالتغيرات المناخية فمن خلال الصور بالا مكان تحديد هل حصل تراجع او لم يحصل تراجع لخط الساحل , وهناك أقمار متخصصة لمراقبة ومتابعة السواحل , وهذه كلها تقنيات ليست متاحة للمركز لمحدودية المركز المالية , فهناك علاقة غير مباشرة بين تقنية الاستشعار عن بعد وقضية التنبؤ بحالات وتغيرات المناخ واحتمالاتها.
تقول الدكتورة نجاة صائم الأستاذ في علم النفس الاجتماعي - كلية الآداب ورئيسة مركز ابحاث ودراسات النوع الاجتماعي والتنمية - جامعة صنعاء – هناك علاقة تبادلية بين الإنسان والبيئة ومنها تغير المناخ , فكلنا يعلم ان التغيرات المناخيه الحالية التي نعاني منها ناتجة عن السلوك الإنساني السلبي تجاه البيئة , فلا يتصرف الناس بشكل ايجابي تجاه البيئة، فما نعاني منه الآن من ارتفاع في درجة حرارة الارض والناتجة عن الاحتباس الحراري هو واحد من الآثار السلبية لتعامل الإنسان مع البيئة، ولو تكلمنا عن ردود افعال الأفراد تجاة هذه التغيرات فنجد أن معظم الأفراد ، وخاصة في المجتمعات المحلية ذات الوعي المتدني ومستوى التعليم متدني، يعتقدون أنهم لا يؤثرون بشكل سلبي في البيئة ، وهذا غير صحيح فلو أخذنا مجتمعنا وما نحدثه من دمار في بيئتنا سوف نذكر هنا الاستخدام العشوائي وغير الواعي للأكياس البلاستيكية والمبيدات الكيميائية وما تلحقه من أضرار شاملة في البيئة ومع ذلك نجد أن معظم الأفراد لا يعون ذلك ، ومن هذا المنطلق لا يحاول الناس القيام بعمل او سلوك ايجابي تجاه البيئة بما يؤثر على الحد من ظاهرة التغير المناخي , ولكن ممكن الحد من السلوك السلبي تجاه البيئة من خلال التوعيه في الصحف والتثقيف الإعلامي , واضافت ان ما يحدث عند الاستماع لاخبار عن اثار التغيرات المناخية من كوارث وانتشار الأمراض بهذا الشكل بين البشر, يخلق حالة عامة من القلق الدائم المتواتر, وتؤكد صائم ان تلوث البيئة كجزء من التغير المناخي يضفي على بعض الأشخاص ردود أفعال انفعالية سريعة تؤدي في بعض الاحيان لارتكاب جريمة بلا سبب , كالقتل في أسواق القات ولأسباب تفاهة عند التعرض لضغط شديد , كما تحصل ردود أفعال اجتماعية سلبية كازدياد حالات الطلاق في مواقف لا تستدعي ذلك فإنعكاس التغيرات المناخية من ارتفاع لدرجة الحرارة وتلوث الهواء لابد وان يؤثر بشكل أو بأخر على النواحي الانفعالية والسلوكية للأفراد.

تقول المهندسة بلقيس الكوكباني أخصائية بكلية الزراعة – جامعة صنعاء- هناك تاثير مباشر للتغيرات المناخية على البيئة اليمنية والزراعية ومنها تضاءل الغطاء النباتي وزيادة التصحر بالاضافة لحدوث إزاحة للمواسم المطرية في اليمن( تذبذب بالكمية والزمن) مما يؤدي الى عدم قابلية استمرار زراعة المحاصيل التقليدية التي تعوّد عليها المزارعون في اغلب مناطق اليمن المتنوعة زراعيا ولابد من معالجات ضرورية منها إعادة استخدام المياه العادمة ومعالجتها, واستخدام الطاقة النظيفة وترشيد استخدام الطاقة, وإعادة زراعة الأشجار الاستوائية من النخيل من أجل تكيفها مع ارتفاعات منسوبات مياه البحر, واستخدام التقنيات الجديدة والتقليدية لاستثمار مياه الأمطار, وتطوير أبحاث زراعة محاصيل ملحية مقاومة للجفاف والحرارة وتصميم إستراتيجية لمكافحة التصحر وانجراف التربة , وتنسيق رسمي بين الجهات المعنية , وتشجيع المجتمعات المحلية على الزراعة المنزلية والبستنه , والعمل على تنمية مشاريع أحزمة خضراء حول المدن , وأضافت لقد أطلقنا مشروع (معنا من أجل مواجهه التغيرات المناخية وأثارها) بالشراكة مع مجلس شباب أمانة العاصمة التطوعي (منظمة مجتمع مدني) , يهدف لتحفيز القطاع الخاص للمشاركة والتمويل في تشجير مداخل المدينة والتخطيط لإقامة حزام أخضر للمدينة مستقبلا ألا ان المشروع لم يتجاوب معه احد من كبريات الشركات والبيوت التجارية والمقاولات العملاقة والمؤسسات العامة والمختلطة فالغالبية في اليمن لا تكثرث للتغيرات المناخية ومحاولة بذل جهد لمعالجتها.
تدابير رسمية
اتخذت اليمن العديد من التدابير الرسمية لمواجهه خطر التغيرات المناخية في اطار الاهتمام بهذه الظاهرة العالمية وتمشيا مع الجهود الدولية , قال أنور عبد العزيز رئيس وحدة تغير المناخ انضمت اليمن إلى الاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية في عام 1992م أثناء انعقاد مؤتمر قمة الأرض الأولى ، وقد دخلت الاتفاقية إلى حيز التنفيذ على المستوى الدولي ابتداء من شهر مارس 1994م. وبعد أن استكملت الإجراءات الدستورية للانضمام إلى الاتفاقية أصبحت بلادنا طرفاً في الاتفاقية منذ 21 مايو 1996م.
كما صدر القرار الجمهوري رقم 32 لسنة 2004 بالمصادقة على انضمام بلادنا إلى بروتوكول كيوتو ,وأصبحت بلادنا طرفاً في البروتوكول منذ سبتمبر 2004م.
وبعد انضمام بلادنا إلى كل من الاتفاقية والبروتوكول تم إعداد مجموعة من التقارير والدراسات المتعلقة بتغير المناخ كما تم إنشاء إدارة خاصة بمشروع إعداد البلاغ الوطني أشرفت على تشكيل فرق علمية متخصصة من الكوادر الوطنية من الجهات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة والجامعات ومراكز الأبحاث لإعداد الدراسات وبإشراف خبراء دوليين من قبل الجهات المانحة، وكانت فرق العمل على النحو التالي:
1. فريق إعداد السيناريوهات المتوقعة لتغير المناخ.
2. فريق دراسة جرد غازات الاحتباس الحراري.
3. فريق دراسة إعداد طرق تخفيف الانبعاثات من الطاقة دون التأثير في التنمية والاقتصاد.
4. فريق دراسة تقييم تأثير تغير المناخ على المصادر المائية.
5. فريق دراسة تقييم تأثير تغير المناخ على بعض المحاصيل الزراعية.
6. فريق دراسة تقييم تأثير تغير المناخ على السواحل.
7. فريق دراسة تقييم التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ.
كما تم إعداد البرنامج الوطني للتكيف مع التغيرات المناخية (NAPA) والذي تم فيه تحديد المتطلبات الآنية والعاجلة للتكيف مع التغيرات المناخية في أهم القطاعات المتأثرة بالتغير ت المناخية وهي قطاع المياه، الزراعة، والمناطق الساحلية. حيث تم تحديد أثنى عشر مشروعاَ للتكيف مع التغيرات المناخية وهي:
1- إعداد وتنفيذ برامج الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية
2- الحفاظ على موارد المياه عن طريق إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة والمياه الرمادية من المساجد، واستخدام تقنيات الري الحديثة التي تساعد على توفير المياه
3- إعداد وتنفيذ برنامج رفع الوعي حول التكيف مع التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية على القطاعات المتأثرة.
4- إنشاء وصيانة قاعدة بيانات حول التغيرات المناخية.
5- زراعة وإعادة استزراع أشجار الشورى (المانجروف) وأشجار النخيل من اجل التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
6- إعداد وتنفيذ برامج الاستعداد لمواجهة الطوارئ والكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، بما فيها أنظمة التنبؤ والإنذار المبكر.
7- حصاد مياه الأمطار باستخدام التقنيات المختلفة بما فيها الطرق التقليدية.
8- تأهيل وصيانة المدرجات الزراعية.
9- تشجيع الأبحاث حول المحاصيل المقاومة للجفاف والتي تتحمل االحرارة والملوحة العالية.
10- إعداد وتنفيذ استراتيجيات الإدارة المستدامة للأراضي من أجل مكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي.
11- الإدارة المستدامة للموارد البحرية والأسماك.
12- إدراج موضوعات تغيرات المناخ ضمن مناهج التعليم الدراسية.
ويتم في الوقت الحالي إعداد البلاغ الوطني الثاني للتغيرات المناخية

دور الشركات والمصانع:

يقول المهندس عبدالله نعمان: على الرغم عن الممارسات السيئة للمصانع و الشركات التي تتسبب بالجزء الأعظم من التلوث البيئي وخاصة شركات النفط العاملة في البلاد والتي ينجم عنها انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي , الا انه لايوجد أي دعم من تلك الشركات والمصانع لابحاث البيئة والمناخ من اجل مواجهة التغير المناخي في اليمن الذي يتطلب دعم الأبحاث العلمية الخاصة بالتغيرات المناخية بالجامعات والمراكز المختصة و بناء قاعدة بيانات خاصة بالتغيرات المناخية وهذا ياتي عن طريق تجميع كل البيانات من جميع الجهات ذات العلاقة و تركيب وزيادة في عدد المحطات الخاصة بدراسة وتغير المناخ بالإضافة الى التنسيق بين المراكز البحثية بالجامعات والهيئات والوزارت ذات العلاقة وزيادة التوعية بمخاطر التغير المناخي واسبابه لجميع اطياف المجتمع وطلبة المدارس ومتخذي القرار.
وفي الأخير ... لا بد من القول بأن التعامل مع مشكلة التغيرات المناخية في اليمن لايزال دون المستوى المطلوب ويتعثر بمشاكل العشوائية والارتباك بين الجهات المعنية بدراسة الاثار المحتملة للتغيرات المناخية وسبل احتواها , ويبدو ان اللجان وهي مشكلة بحد ذاتها لا تنتج شيئا بقدر ما تستنفذ الموارد تماما كاللجنة الوزارية العليا للتغيرات المناخية التي تتكون من احدى عشر وزيرا أرعدوا ولم يمطروا !!


* كتب وأعد النص بالانجليزية لصحيفة يمن تايمز وترجمه الى العربية : اكرم الثلايا
http://www.yementimes.com/defaultdet.aspx?SUB_ID=33989


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.