في سلسلة كتاباته المعنونة تحت " الى كل مخدوع بإيران " يضهر الكاتب ابو زيد بن عبد القوي مدى ما وصلت اليه نار الكراهية الطائفية والسياسية من اشتعال تذكيه وتزيد زيته أطراف مستفيدة تدفع بابو زيد وأمثاله من كتاب ( الدرجة الثالثة) إلى أتون ذلك الصراع في مقالات تكاد تكون اخطر من نيران الحروب والمواجهات ، مغيبة فيها الحقيقة ومجحف فيها الطرح .. انا هنا لا أدافع عن إيران ، ولست من جندها في المنطقة ، ولكن إنصافاً للحق وإحقاقاً للحقيقة أحببت ان اعلق على مقالات ابو زيد عملاً بقول الرسول الأعظم .. من رأى منكم منكراً.. الخ.
ما قيمة الكتابة الصحفية اذا لم تتحلى بالمنطقية والحيادية وتكسب اجماع فئة اكبر من القراء على مدى القيمة المعرفية لها .. لقد ذكرني ابو زيد بالكتاب الذي قرأته ذات يوم وقام البعض بتوزيع نسخه مجاناً ! لله ثم للتاريخ" للموسوي ، اعتقد ان الغالبية يعرفونه ، ذلك العالم ال (سوبر ستار) الذي قفز الى النجومية بمجموعة ترهات ، وعودة الى ذلك الكتاب الذي قبله لم اكن اعرف عن المذاهب والطوائف أي شي ، تسائلت لماذا هذا الكتاب بالذات وصل الى يدي ، ولم تمهلني الايام كثيراً .. اذ بعدها عرفت كيف ولماذا؟ هكذا اذن تسوق الأفكار بطريقة السوق السوداء ، ليستجيب لها العامة ، وينخدعون بها .. والملفت ان سرعة الانتشار تدلل على مدى الكلفة الباهضة التي تدفع لأجل هذه الدعاية ، التي بكل تأكيد لا تمر على أصحاب الفكر المتزن والاطلاع الدائم بقدر ما يكون ناجح تأثيرها على أولئك المنذهلون الباحثون عن الخبر المثير وتتملكهم القناعة المسبقة.. يقول ابو زيد "كنا منخدعون بايران" يتحدث عن نفسه ليوحي للقارئ بأنه هو الاخر كان مفتون بالنموذج الايراني من قبل ، بينما في الحقيقة لم يكن كذلك .. فالمتتبع لكل مقالات ابو زيد يلمس مدى قدم الحملة التي حرص هو على شنها ضد ايران ، مثله مثل الكثير من الكتاب على الساحة اليمنية والعربية ، الذين لا اكاد اقرأ لهم موضوعاً تكون ايران ليست موضوعاً رئيسياً فيه.. وهم بهذا النهج يبينون للقاصي والداني بأنهم مسيرون لا مخيرون. لقد تحدث الكاتب عن التجربة الديمقراطية الايرانية ووصف ما جرى فيها بالقمع منقطع النضير ، وهذه مبالغة واضحة ، المظاهرات والاحتجاجات تحدث في دول العالم الحر حيث هناك متسع للتعبير عن الرأي ، و اعتقد ان ما جرى في الساحة الإيرانية مؤخراً من احداث مؤسفة كان نتاجاً للديمقراطية الايرانية التي نحسدهم نحن عليها ، والتي طالتها هذه المره المؤامرات الخارجية ، يكفي ان يرى المتابع كيف اجتذبت الانتخابات الإيرانية اهتمام العالم اجمع ، هذا لا يحدث في الانتخابات التي تجري في الدول العربية بسبب توقع نتائجها مسبقاً .. أو بسبب القناعة المسبقة بأنها مجرد سيناريو هزيل لمسرحية الديمقراطية. لقد وصلت الديمقراطية الايرانية الى مرحلة نضج ووعي قفز بها من وضع المنطقة المنطوية تحته انظمة الحكم الملكية الوراثية والشمولية ، واكتسب الشارع الايراني مفاهيمها واكسبها ثقافته ووعيه ، المواطن الإيراني اكثر قدرة على التفاعل مع ما يجري في بلاده مقارنة بنضيره العربي الذي يرى ان الخوض في الامور السياسية جزء من المحضورات التي تأتي بالمصائب. وما جرى في الساحة الإيرانية مؤخراً اعزيه الى اختراق غربي تمكن من الدخول في تقاصيل المشهد ، ربما نفذ من خلال جماهير المرشح الخاسر في سباق الوصول الى كرسي الرئاسة ، والذي ربما كان احد النجاحات التي حققتها التدخلات الاجنبية بشئون ايران .. البلد الشقيق المسلم . وفي حديث الكاتب عن الدور الايراني في اسقاط نظام صدام واعتباره دوراً رئيسياً فهذه مبالغة اخرى يجب ان لا تمر على من تابع كل المسوغات والاحداث التي قادت الى ذلك ابتداء من حرب الخليج الثانية التي كان سببها الرئيس احتلال الكويت ومن ثم مسلسل المؤامرات العربية ضد النظام العراقي .. التي سوغت للاسطول الامريكي الدخول الى المنطقة ومن ثم استباحة العراق .. ان الدور الايراني في سقوط النظام العراقي .. رغم الحقد الدفين بين النظامين المتناحرين في الثمانينات كان بمثابة المتفرج الذي يشهد تسارع في الاحداث واتخاذها مساراً تمناه هكذا ان يكون ، لكن ان يعزى كل ما جرى في العراق الى إيران فاضن ان كل المحللين والمتابعين يشاطروني الرأي بأن ربط كل الأحداث بإيران غلو في الكراهية.. الغريب ان القى من الكاتب ابو زيد لهجة الشارع الغير ملم بالاحداث والذي يتناقل الاخبار الغريبة والمثيرة التي تجانب الحقيقة .. فالكاتب يستغفل القارئ ويحتقره بشكل او بآخر من خلال الايعاز اليه باخبار المصير الامريكي الايراني المشترك! وان كل الاحداث الجارية في الساحة المتمثلة في الازمة الايرانيةالامريكية مجرد سيناريو الضحية فيه شعوب المنطقة .. انا هنا لن احاول اثبات العكس لكن ساكتفي بالقول لكل ذي لب ان يفهم حقيقة الصراع الامريكي الايراني الآتي من استشعار الخطر الاستراتيجي الكبير الذي تمثله ايران للغرب باعتبارها دولة اسلامية متمكنه قادرة على فرض نفسها في مجريات الاحداث في المنطقة ، ولعل ما حدث في حرب حزب الله الاخيرة مع اسرائيل والدعم السخي الذي تقدمه ايران للمقاومة الفلسطينية دليل كافي على ان ايران ( كابوس) ينغص بروتوكولات امريكا واسرائيل ، لذا دأبت اسرائيل باعلامها ومسئوليها على التشهير بايران ومحاولة استغلال الازمة السياسية مع ايران في تهديد طهران بأنها ستكون هدفاً للصواريخ الاسرائيلية.. مشكلة مثقفينا في الوطن العربي بمختلف انتماءاتهم واوطانهم انحصار الفكر في نفق ضيق لا يكاد يتسع للمزيد من الطرح ، ناهيك عن اني افشل دوماً في البحث عن كاتب او مثقف متحرر من القناعات المسبقة تجاه أي قضية او طرح يتناوله ، اما عن اسلوب ابو زيد في الكتابة فيكفي ان تقرأ السطور الاولى من مقاله لتجد نفسك (مسدودة) عن قراءة المزيد ..
المضحك ان يتكلم الكاتب عن الفساد في ايران .. وعن انتشار الفقر وغيره ، كنت اتمنى لو خصص تلك المساحات التي ابدى فيها شفقته على شعب ايران المسلم لتلمس قضايا وطنه ومواطنيه التي لا تحتاج الى المزيد من الادلة والبراهين عن مدى ترديها ( حدث ولا حرج). هناك هوة ما زالت قائمة بين مثقفينا ونظرائهم في الغرب ، ما زالت موروثاتنا الجاهلية ظاهرة في صفوتنا وما زالت العزة تأخذنا بالاثم .. فنزداد ضياعاً وانحساراً .. اوكد للقارئ الكريم اني اختلف مع النهج الايراني – وهذا ليس تبريراً بدواعي الخوف او الهروب من التهم – ولكنه ايضاح للرأي الذي يتملكني بناء على جمله من التصورات ، لكني احترم التجربة الايرانية ، بل احسدهم عليها ، مثلها مثل التجربة الامريكية التي يستحسنها العالم قبل ان يختلف مع اهدافها.. كنت اتمنى لو استطاعت دولة واحدة من الدول المنطوية تحت المنظومة العربية في تقليد النهج السياسي الايراني واقع حياة تنعكس اثاره الايجابية على مختلف نواحي الحياة، بدلا من الانبطاح المؤلم الذي نعيشه والذي افقدنا السيادة والقرار ، وصرنا ( اراجوز) تحركه خيوط المؤامرات.. نعم ايران في محنة الآن لكني اوكد للجميع انها ستمر وستنطوي ، بوعي الايرانيين انفسهم. وعودة الى بعض النقاط التي طرحها الكاتب حول حقيقة الانتماء للعقيدة الاسلامية في النظام الايراني .. ساعقب وبشكل سريع لاجل التوضيح ليس الا.. ماذا كان رد ايران للكاتب سليمان رشدي البريطاني الجنسية عندما اصدر كتابة ايات شيطانية الذي افترى به على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، مليون دولار حينها لمن يقتل هذا المرتد. ومن حينها والاستاذ الجامعي لا يستطيع ان يغادر بيتة ذو الحراسة المشددة. بعد مرور 20 سنة وبعد ان اصبح الرجل يعيش في عزلة تامة اخرجتة ملكة بريطانيا ومنحتة لقب فارس !!!هذا حدى بايران الى مضاعفة المكافأة في قتله الى اربعة مليون دولار.. تراء من يهدم الدين؟ من كفر بالاية الصريحة : قال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. صدق الله العظيم وقد اضاف شيخ الاسلام ابن تيمية انهم ايظا اليهود والنصارى ,اذا من الذي يصافح ويعانق ويشد على يد اليهود والنصارى . ملالى ايران كما وصفهم الكاتب ، كلنا نعلم ان أي رجل دين شيعي لا يصل مرتية رجل الدين او المرجعية الا ان كان حافظ للقران ورع زاهد مجتهد غير مكب على الدنيا، هذا السلوك انعدم في مرجعياتنا نحن السنة وبكل أسف. ترى من يهدم الدين . من يبث لشباب أمته فوق الخمسين قناة هابطة منحلة خليعة راقصة ماجنة تشيع الفاحشة بين ابناء جلدته العربية ودينه كافرا بالاية الشريفة التي تنص: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" صدق الله العظيم أليس الإنفاق ألملياري على راقصات وماجنين هذه القنوات هو من خزائن ارض المسلمين والتي اولى بها ان تنفق على ملايين السنيين الجوعى في الصومال مثلا تطرق الكاتب إلى سوء المعاملة التي يلقاها العرب وابناء الطائفة السنية في إيران ، ونسي انه في بعض دول الخليج .. لا يزال التعامل الرسمي مع ابناء جلدتهم ومذهبهم من أوطان عربية أخرى تكاد تكون اكثر واقعية واشد ايلاما .. في السعودية والامارات علي سيبل المثال لا تتزوج السعودية او الامارتية بغير ابن البلد ولو كان المتقدم عربي سني , ضاربين بحكم الله عرض الحائط. بل انك لا تستطيع ان تفتح ولو محل شوارمة باسمك الا ان تاتي بمواطن منهم يفتح باسمه وهنا تبدا رحلة الاستفزاز. فيما يتعلق بمقولتك ان صبرك الكبير على الايرانيين قد نفذ , فماذا انت فاعل الا كمثل الوعل ينطح بقرنة الصخر . للتذكير صبرك على اليهود لم ينفذ او نقص مثقال ذرة اما كذبك وافترائك ان الإيرانيين ينفقون المليارات على الصليبيين ودول مسيحية والفتات على المسلمين فهذ زيف وكذب : من لاخواننا السنة في غزة مثلا بعد الله غير الدعم الإيراني . اخي الإيرانيين ليسوا سذج وأغبياء ليسرقهم المسيحيين ثرواتهم وهم يبصرون اعرف اني لن اغير ولو قيد انملة من قناعات الكاتب .. لكني اتمنى ان تكون انت اخي القارئ حكيما بما يجعلك تكتسب المناعة الايجابية من أي مادة تقرأها .. لتحكم بنفسك.