بدأ العد العكسي لبطولة كأس الخليج التي ستقام في اليمن ابتداء من22 نوفمبر حتى 4ديسمبر المقبلين , ومع انتهاء عملية القرعة وتوزيع المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين , اعتقد البعض وخاصة أصحاب التصريحات النارية أن مشاكل كثيرة كانت تعترض إقامة البطولة في اليمن السعيد قد انتهت , نهاية مراسم القرعة لا تعني إطلاقا نهاية البطولة بل بداية الحمل والعبء الثقيل , خاصة وان مسؤولية المنظمين قد تضاعفت وهم بحاجة لدراسة كل ما يتعلق بإقامة البطولة بتركيز أكثر ودقة وموضوعية بعيدا عن الشطحات الكبيرة , خاصة وان تصريحات ما قبل القرعة كانت تبشر بمفاجآت , المفاجأة كانت حاضرة لكن للأسف الشديد حملت الكثير من الهفوات الفنية التي تدل على عدم كفاءة خبرتهم وتحتاج إلى التصحيح من اليوم قبل فوات الأوان . للأسف الشديد أصبحت الصدور ضيقة ولم تعد هناك مساحات لسماع صوت العقل , خاصة وان الذي يعمل يحاول أن يخوض التحدي من الباب الضيق معتمدا على مجموعة من الذين يرفعون شعار كل شيء تمام , لقد تحول الأمر إلى سباق لكسب الرضا , وسباق آخر نحو كسب مادي مشروع وغير مشروع وهو الأكثر . الوفود الخليجية بعد أن زارت مدينة عدن اختلفت آراؤها بعضها جاء إيجابيا يشيد بما تم انجازه , ربما حياء من قول الصدق , ونحن قد تعودنا على المجاملات التي تشعرنا بالغرور وهي مجرد كلمات تحافظ على مشاعر الأخوة والصداقة , بينما يتم أخذها على محمل الجد من قبل المنظمين الذين يصطدمون بالواقع المر فتكون الصحوة متأخرة . البعض الآخر كان صريحا وتحدث عن الملاعب وأبدى الخوف من العشب الصناعي والمنشآت الأخرى , وأكد بأن الوقت يمضي سريعا وربما لا يكون في خدمة اليمنيين الذين أضاعوا الوقت في التفكير , وكان الأجدى بأن تقام البطولة في صنعاء الأكثر جاهزية من بقية المدن اليمنية ليس لأنها العاصمة السياسية التي تحظى بالرعاية والاهتمام , ولكن المدينة تتميز بطقس رائع جدا وسيكون مناسبا لكل المنتخبات , صنعاء تضم مجموعة كبيرة من الفنادق والمنشآت الرياضية الحديثة التي ممكن أن تعكس صورة إيجابية عن اليمن التاريخ والحضارة . لا يجب الانتظار حتى ساعة الصفر بل يجب التحول إلى العمل على أرض الواقع وتجهيز الأمور المتعلقة بالبطولة مع نهاية شهر سبتمبر القادم , حتى تكون الرؤية واضحة للجميع , وتكون هناك مساحات زمنية لتصحيح أي عيوب قد تبرز بين الحين والآخر , ويجب الاستفادة من تجارب الآخرين خاصة وان هناك بعض الدول الشقيقة أبدت استعدادها لخدمة اليمن بهدف نجاح البطولة والخروج بأفضل صورة ممكنة تحمل ردا قويا على كل المشككين . نجاح البطولة يعتمد على قدرة المنظمين الذين بذلوا جهدا كبيرا ولم يظهر بالصورة المرجوة يوم القرعة , لكنهم بالتأكيد سيظهرون ساعة الصفر ليؤكد بأن اليمنيين يقهرون المستحيل عند الشدائد . " عن الشبيبة"