تواصل الدولة العبرية حملة التحريض ضدّ جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، وكالعادة انضم الى هذه الحملة المسعورة د. دوري غولد، من اقرب المستشارين لرئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمرشح لان يكون سفير الدولة العبرية في منظمة الاممالمتحدة، الذي اعدّ دراسة جدية حول التهديد الايراني جاء فيها على حد قوله، انّ حقيقة تحول ايران الى تهديد رئيسي لامن اسرائيل تنسي احيانا حقيقة وجود ساحات اخرى في الشرق الاوسط قد تنتج تصعيدا بين ايران والغرب، مثل الخليج العربي على سبيل المثال. وزاد غولد، الذي يعمل باحثا كبيرا في ما يُسمى معهد اورشليم للدراسات الاستراتجية ان في السابع من شهر ايلول (سبتمبر) الماضي اتخذ مجلس الامن التابع للامم المتحدة القرار 1929 القرار السادس ضد ايران والذي يوسع من حجم العقوبات الاقتصادية ضد طهران، مشددا على انّ البند الخامس عشر من القرار خوّل الدول بتفتيش السفن في المياه الدولية في حالة ما ظنّت انّ هذه السفن تحمل منتجات تتعلق بالصناعة النووية في ايران بما في ذلك معدات لتخصيب اليورانيوم. واوضح، كما جاء في الدراسة التي نُشرت على الموقع الالكتروني للمعهد الاسرائيلي ان الولاياتالمتحدة اشترطت القيام بعمليات من هذا النوع ان تتم وفقا للقانون الدولي عموما وقانون البحار على وجه الخصوص. وجاء ايضا في دراسة غولد انّه نظريا، هذا يعني ان اية عملية تفتيش يجب ان تتم بعد اعطاء موافقة من الدولة التي يرتفع علمها على السفينة المشكوك بأمرها فقط، ومع ذلك معروف انّه جرت عدة محاولات سرية في عدة حوادث للصعود على سفن مشكوك فيها لتفتيشها، مشيرا الى انّه في كانون الثاني (يناير) الماضي اوقف سلاح البحرية الامريكي سفينة سلاح ايرانية في البحر الاحمر. في هذا السياق تجدر الاشارة الى انّ الاممالمتحدة دعت الدول الى فحص وتفتيش السفن التابعة لكوريا الشمالية شكّ في امرها خلال السنة الماضية. وبحسبه فانّه في العام 2002 ايضا اعترض جنود كوماندوز اسبان سفينة تابعة لكوريا الشمالية في بحر العرب بناء على شكوك بانّها تحمل اسلحة دمار شامل، واتضح بعد التفتيش انّ حمولتها تتضمن صواريخ سكاد فقط، اي ان اسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تغير على السفن في البحار الدولية عندما يتعلق الامر بالشكوك بنقل اسلحة بطريقة غير مشروعة، على حد قوله. وتابع قائلا: الايرانيون يدركون انّه في اعقاب قرار مجلس الامن الجديد القوات البحرية الامريكية قد تشعر بانّ لديها دعما دوليا واسعا باعتراض السفن الايرانية من اجل تفتيشها والبحث عن اسلحة، ونتيجة لذلك حذّر قائد الذراع البحري في حرس الثورة الايراني الغرب من الرد في حالة التهديد بالصعود الى السفن الايرانية وتفتيشها. وبحسب الدراسة الاسرائيلية فانّه في العامين 1987 و1988 حدثت عدة صدامات بين حرس الثورة والاسطول الامريكي في الخليج وتمّ الهجوم على عدد من نقاط الضعف في الاسطول الامريكي من تلك المعارك وبدأوا باعداد انفسهم لحرب غير متناظرة في المستقبل، مشيرا الى انّ ورقة عمل صادرة اعدت من قبل استخبارات الاسطول الامريكي التي قامت بدراسة سلاح الجو الايراني والتي نشرت في خريف 2009 اماطت اللثام عن عدة تفاصيل بالنسبة للاساليب التي تعدها ايران لشنّ حرب بحرية ضد قوة تتفوق عليها كالاسطول الامريكي، وزادت انّ الايرانيين باشروا بالتزود بعشرات القطع البحرية الصغيرة ذات السرعة الفائقة وقد تمّ تسليحها بصواريخ C-802 ضد السفن، وهي الصواريخ التي اطلقت على الزورق الاسرائيلي الحامل للصواريخ اثناء حرب لبنان الثانية، والذي اعتبر في صفوف الجيش الاسرائيلي بانّه احد عوامل الفشل الاستراتيجية خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006. وبحسبه فانّ التخطيط الايراني يقوم على مهاجمة الاسطول الامريكي بأعداد كبيرة من القطع البحرية الصغيرة تطلق الصواريخ والالغام البحرية في اتجاهها. ولما كانت مياه الخليج ضحلة فانّ لدى القطع البحرية الصغيرة القدرة الاكبر على المناورة من سفن الاسطول الكبرى، قائلا انّ القطاع الساحلي الايراني يمتد على مدى 1000 ميل بحري مع خلجان كثيرة وجيوب ترابط فيها السفن الصغيرة وتختفي، بالاضافة الى ذلك سلاح البحرية الايرانية ينصب صواريخ بحر على الجزر الواقعة على الخليج وعلى منصات للتنقيب عن النفط. وقال د. غولد ايضا انّ القوات البحرية التابعة لحرس الثورة برهنت في الماضي على استعدادها لتحمل المخاطر في مواجهة السفن التابعة للاسطول الامريكي، في نيسان (ابريل) من العام 2006 حاولت سفينة صواريخ ايرانية الاقتراب من حاملة طائرات امريكية، كما انّهم حاولوا مرة اخرى في العام 2008 ضد حاملات طائرات امريكية وضد مدمرة بهدف اختبار ردّ فعل القوات الامريكية. وخلص الباحث الاسرائيلي الى القول: الزعماء الايرانيون دأبوا على القول في السنوات الماضية ان واشنطن اصبحت ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن مصالحها، واذا كانوا يؤمنون بأقوالهم فانّ فرص الحسابات الخاطئة في الخليج خلال السنة القادمة ستكون كبيرة، على حد تعبيره.