العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كارلا.. حياة سرية (7) :خليط من الجرأة والعناد والسحر
نشر في حشد يوم 23 - 09 - 2010

في الحلقة السابعة من كتاب «كارلا.. حياة سرية»، الذي تنشر  فصولا منه، تروي مؤلفته بسمة لاهوري، تفاصيل رحلة كارلا في عالم عروض الازياء وكيف فرضت نفسها بقوة في مجال يتطلب عملا شاقا وهي ابنة العائلة الثرية التي ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب.
الرسائل الالكترونية القاسية، المقارنات المذلة، زلات اللسان المدمرة.. ان حياة الفرنسية الاولى لا تشبه مجرى نهر هادئ.. فهل كارلا بروني بقامتها الممشوقة (طولها 1،76 متر) قادرة على التصدي؟
البعض يشك في ذلك مثل شانتال توماس مصممة الازياء التي استخدمت كارلا بروني لاول مرة كعارضة ازياء عندما كانت في السابعة عشرة من العمر: «لقد فوجئت عندما تزوجت الرئيس، لان زوجة رئيس الدولة هي مهنة بحد ذاتها، وكارلا حرة للغاية».
لم تعد مصممة الملابس النسائية الداخلية تعرف عارضتها السابقة، لان كارلا بروني أصبحت تمتهن مهنة اخرى.
امام الضربات التي تلقتها لم تحرك ساكنا، لم تظهر استياءها ولم تتحرك قسمات وجهها الرائع للاعراب عن الاستياء أو الغضب، حتى عندما كان دمها الايطالي يغلي في داخلها.
وفي هذا المجال، يمكن القول ان كارلا هي ابنة المهنة، وقد تعلمتها خلال عروض الازياء، حيث وقفت اكثر من عشر سنوات امام المصورين تروض جسمها ومواقفها وتحركاتها ومشيتها بجدية وارادة يشهد لها كل الذين عرفوها عن كثب، حتى عندما كانت ترقص في ملهى بوس بالاديوم بلامبالاة عمرها المراهق، كان رأسها الجميل صلبا على كتفيها.
عارضة لا تحب الموضة
ايرين سيلفاني تعمل اليوم مستشارة لدى يوجي ياماموتو، وكانت في تلك الفترة رئيسة تحرير مجلة «ال» وكانت ابنتها الكسيا صديقة كارلا، تقول: {كنت وقتها الام الوحيدة التي تعمل وتسكن في شقة قرب الشانزنيليزيه في الدائرة الثامنة، وكانت عصابة من صديقات ابنتي يحتللن الشقة لكي يأخذن حريتهن، وعندما اعود الى المنزل اجد الثلاجة فارغة. كانت كارلا تجلس بالقرب مني وتتحدث معي عن الازياء وتطرح علي الاسئلة وكانت تريد معرفة كل شيء.
الموضة، عروض الازياء، عارضات الازياء، هي مركز اهتمامات كل فتاة، ولكن الامر بالنسبة لكارلا كان يختلف، فهي القادرة على شراء ملابس الماركات العالمية، لم تكن تفعل ذلك}.
وتقول شانثال توماس ان كارلا لم تكن تحب الموضة على غرار بقية عارضات الازياء. وعلى خلاف كيت وليندا وايفا ونعومي كانت ترتدي دائما بنطلون الجينز، بينما كان بمقدورها ان تشتري ملابسها من اكبر دور الازياء.
ما كان يجذب كارلا الى الموضة هو عالمها، وكان بلا رحمة او في غاية الرقة، وعلى الرغم من ان طفولتها كانت هادئة وسهلة وغنية رأت في الموضة مجالا لتخطي ذاتها، ولإثبات انه بمقدورها ان تنجح في وسط مجهول لا تعرف اي شيء عن قواعده.
كانت عائلة بروني تحرص على تنمية تذوق الفن والموسيقى لدى افرادها. ماريزا، الام، كانت عازفة بيانو، وامرأة منفتحة الذهن، تشجع الابداع والمبادرات الفردية الخلاقة لدى اولادها الثلاثة. وعندما قالت لها كارلا انها تريد ان تصبح عارضة ازياء اصطحبتها الى استديو للتصوير لالتقاط الصور، فالشغف بامر ما مسألة جيدة، كما انها اصطحبت ابنتها لاجراء اول امتحان لمعرفة ما اذا كانت ستقبل كعارضة ازياء لدى شانتال توماس، وانتظرتها خارج القاعة.
طيعة.. ووديعة
المصور تيري لو غويئس كان في العشرين من عمره يعمل مساعداً في استديو «بين اب» في باريس عندما التقى بكارلا بروني، وكانت في السادسة عشرة من العمر. خلال عطلة نهاية الاسبوع كانت ادارة الاستديو تسمح له باستخدام المعدات مجاناً: «كنت ابحث عن موديل لا تدرب على التقاط الصور، وكانت تريد تعلم مهنة عرض الأزياء. خلال الأسبوع كانت تذهب الى المدرسة، وفي نهاية الأسبوع تعمل معي كموديل لساعات طويلة من دون ان تشتكي مرة واحدة. كانت الأمور سهلة جدا بالنسبة لها.. انها من اختراعي».
كانت طيعة، وديعة، تتابع باهتمام، تتعلم بسرعة، وأصبحت نهمة للتعلم أكثر فأكثر.
في أوساط الموضة كانت كارلا تذهل، فالفتيات اللاتي لهن تربيتها وذكاؤها وثقافتها نادرات، تقول شانتال توماس. وعلى عكس عارضات الأزياء المبتدئات لم تكن كارلا بحاجة الى الأموال لتكسب حياتها.
ويتذكر ريكاردو كاراميلا، أحد أصدقاء عائلة بروني، ان ابنته باولا وجدت ذات يوم شيكا باسم كارلا بدل مشاركتها في عرض أزياء أقيم في نيويورك، نسيت أين وضعته ولم تبحث عنه.
المال لا يهمها كثيرا، فهي تبحث عن النشوة. {الأخريات يقمن بعملهن كعارضات أزياء، أما هي فتحب ذلك} تلخص شانتال توماس، {فقد انتقلت من حياة القصر الى حياة الاستديو بسهولة مذهلة، كارلا تتفتح وتزدهر}.
تيري لوغويئس الذي أصبح مصورا، التقى بها بعد اربعة اعوام في جزيرة سان بارث. كانت كارلا هجرت دراسة الهندسة المعمارية لتعمل عارضة أزياء في وكالة سيتي موديل الباريسية. وكان موسم التقاط الصور في هذه الجزيرة الخلابة في الكاريبي.. أجمل عارضات الأزياء في العالم كن يسرن على شواطئ هذه الجنة الأرضية.
وقد كلفت مجلة المصور التقاط مجموعة من الصور لصفحات الجمال... فالتقط صور كارلا عند الساعة السادسة صباحاً، تركض عارية على الشاطئ بالقرب من فندق تايوان، وقد تجمد سائحان أميركيان عندما شاهداها {كارلا كانت طبيعية للغاية».
بعد الانتهاء من التقاط الصور رافقت كارلا المصور الى فندقهما. وفي الطريق شاهدا سيارة تعرضت لحادث. رائحة الحريق كانت تشير إلى ان الحادث وقع للتو فوثبت كارلا على سقف السيارة وقالت له {صورني}. بعد عدة أسابيع اختارتها ماركة الأزياء مورغان لحملتها الدعائية.
لم يكن عمر كارلا يتجاوز العشرين عندما انطلقت كعارضة أزياء. تقول عنها أوديل سارون المديرة السابقة لاختيار فتيات الغلاف في مجلة «ال»: {كارلا جميلة الحركة، طويلة، شقراء، نظراتها فولاذية}.
وتروي سارون اللقاء الأول مع كارلا بروني: «ذكرتني عندما رأيتها لأول مرة بأودري هيبورن: متوحشة، دلوعة، خارج أي إطار يمكن ان توضع فيه. لديها شيء خارج الوقت والزمان».
امرأة لغز
وتقول عنها مصممة الأزياء سونيا ريكييل {انها تمشي بطريقة رائعة. ليس كعارضة أزياء أو كراقصة، ولكن كامرأة تحيط بها الألغاز}.
طريقة مشيتها المميزة كانت رائعة خلال عروض الأزياء، لكن وجهها لم يكن يصلح للأغلفة. وكان من الصعب العثورعلى مصور كبير مثل بيتر لينبرغ يوافق على العمل معها. وهذه هي حال كل كبار المصورين الذين التقيناهم.
هل الفرنسية الأولى تخرج كثيراً عن المألوف؟
{لنقل أن جمالها ليس كلاسيكياً}، يقول المصور باتريك دومارشيلييه، وهو خبير اطلق أكثر الحملات الدعائية شهرة لفيرساتشي وشانيل وكالفين كلاين، وصور كل نجمات أغلفة «فوغ» الأميركية من الليدي دي الى مادونا، ويعتبر واحداً من أكبر المصورين في العالم، ولا يقبل بأن يتقاضى أقل من ستين ألف يورو في اليوم لالتقاط الصور.
ويضيف دومارشيلييه: «كارلا عارضة ازياء جيدة، لكنها ليست توب موديل (أي الأفضل أو الاجمل) انها شخصية جذابة أكثر منها عارضة ازياء».
والدليل على ذلك أنه لم يتم اختيارها ولو مرة واحدة كغلاف لمجلة {فوغ} في الولايات المتحدة الأميركية.
جمال غير مقنع
صحيح أن كارلا لم يتم اختيارها لمجلة {فوغ} الأميركية، لكن ذلك لم يمنعها من أن تشارك بعروض ازياء كبار المصممين الفرنسيين.
{لم يكن هناك اجماع على كارلا مثل لافريسانج، فإما كانت محل تقدير ومحبوبة أو أنها كانت عُرضة للانتقادات}، يقول جان جاك بيكار مساعد مصمم الازياء كريستيان لاكروا، ويتابع «كريستيان وانا مثلاً لم نكن متحمسين كثيراً لصورها. جمالها لم يكن مقنعاً.. على الأقل في البداية على أي حال».
أحد مساعدي الاستديو هو الذي اقترح اسم كارلا على كريستيان لاكروا في مطلع التسعينات. وبعد تردد قرر لاكروا ومساعده بيكار الاتصال بوكيل اعمال كارلا لكي تأتي لمعرفة ما اذا كان يمكن استخدامها في عرض تشكيلة لاكروا. وهذه المبادرة منهما كانت بمنزلة الفرصة التي أتاحاها لعارضة الازياء الشابة، من دون أن يعني ذلك انها اختيرت.
وفي اليوم المحدد جاءت كارلا بروني في الوقت، فدعاها كريستيان لاكروا إلى مكتبه.. بعد ساعة من الانتظار دخلت وقالت «وأخيراً».. مع ابتسامة ساخرة، ففوجئ لاكروا وبيكار الذي قال لها: «اظهار عدم القدرة على الانتظار والتذمر يشيران إلى التكبر».
فقالت كارلا بصوت فيه دلع «نعم، اخيرا، اتصلت بي يا سيد لاكروا. وأنا في كل عرض للأزياء تقدمه اسأل وكيل أعمالي هل اتصل بي السيد لاكروا؟ وفي كل مرة كنت اصاب بخيبة امل عندما يكون الرد سلبيا. سترى أنك بالاتصال بي اخذت القرار الصائب، لأنني عندما ارتدي فساتينك ستصبح أجمل».
امرأة خطيرة الإغراء
فهم بيكار انه أمام امرأة خطيرة الاغراء، بينما ذاب لاكروا كليا. وهو عندما يتذكر ذلك الموقف يبتسم ويقول «إنها نرجسية للغاية ومملوءة بالسحر». وفي نهاية المطاف قدمت كارلا فساتين لاكروا في عروض الأزياء لسنوات طويلة.
هنا يكمن سر الايطالية... خليط من الجرأة والعناد مع حضور ذهني وذكاء، يجعلها تتخطى كل الحواجز، وجهها لم يحقق الاجماع، وكان يمكن أن تكون مجرد عارضة جسد مثل الكثيرات، لكنها كانت دائما تريد أكثر، تريد أن تكون في القمة.
وتقول كارلا بروني «حتى بالنسبة للعمل انا التي كنت أذهب وابحث عنه، لم يطلب مني أحد في الشارع أن أغني أو ان يلتقط صوري، أنا لا أجذب مطلقي المواهب، لقد أطلقت مواهبي أنا شخصيا».
{أترون كم أنها قوية}، يقول بيكار معجبا {لم تقدم نفسها ذات يوم على أنها ضحية، مع كارلا كانت دائما الأمور تحت السيطرة، كانت دائما تعتبر نفسها الاجمل والأفضل. ونجحت في إدارة مهنتها كعارضة أزياء من البداية حتى النهاية}.
رمز الأناقة والترف
بعد أن استحوذت على لاكروا قررت عارضة الأزياء إلقاء شباكها على مصمم الأزياء جان بول غوتييه، الذي سترتدي في وقت لاحق فساتينه في الزيارات الرسمية وحتى ملابس عرسها، بينما هي تعمل لدى هيرميس، وبفضله اصبحت تجسد الاناقة والترف والاسعار الغالية.
في عام 1996 لم يكن جان بول غوتييه طلب من كارلا بروني ارتداء فساتينه في عروض الازياء ويؤكد انها طلبت منه مراراً، عبر عارضة ازياء ان تشارك في عروضه، لكنها لم تكن من الطراز الذي يحبه، فهو «يفضل العارضات الخلاسيات او المنتميات الى نماذج معينة».
وذات يوم، وبينما كان في عز التحضيرات لعرض تشكيلته الجديدة نظم قبل يومين من العرض مسابقة لاختيار العارضة الرئيسية وحدد مسألة واحدة فقط: ان تكون العارضة حمراء الشعر.
وفي اليوم المحدد لاختيار العارضة وقفت عشرات العارضات بالصف، يقول غوتييه «عندما رأيتها واقفة امامي وقد وضعت باروكة شعر احمر على رأسها وقالت لي بونجورنو بصوت مليء بالاغراء، لم أتمكن من ان اقول لها لا، لانني من ناحية كنت منزعجا ومن ناحية اخرى كنت مغبوطاً».
هكذا كانت كارلا تمارس الاغراء ولم تكن هكذا فقط مع مصممي الازياء.
بحث عن الكمال
تقول فيفيان بلاسيل الصحافية المتخصصة بالموضة في القناة الاولى: «كانت هكذا ايضا مع الصحافيين، كانت تمتلك فن اعطاء قيمة لكل ما ترتديه، وتعرف بشكل غريزي اين توجد الكاميرا. وكانت تعرف كيف تتواطأ مع الصحافيين ومع الجميع ايضا، مع المصورين وايضا مع الموظفين الصغار العاملين في دور الازياء}.
ويقول المصور تيري لو غويئس {كانت ساحرة الى درجة انها بكلامها تعرف كيف تضع الجميع في جيبها} .
{لم تكن ساحرة فقط، كانت تعمل كثيراً}، يضيف المصور متذكرا الصور التي التقطها لها لتقديم الملابس الداخلية للنساء. كانت تجربة قاسية في منتجع توكيه في الشمال، وكانت درجة الحرارة 3 تحت الصفر عند الساعة الخامسة صباحا ولم تتلفظ كارلا بأي شكوى.
{تعمل بجد، بدقة، وتبحث عن الكمال في عملها}، بهذه الكلمات يعرف فريد فاروجيا، اشهر رجل في عالم ماكياج عروض الازياء، كارلا بروني، وهو يشهد لها بجلادة صبرها وطول بالها، {في مختلف الظروف كانت تعرف كيف تحافظ على اي تسريحة شعر وعلى اغرب انواع الماكياج، خلال التقاط صور لمجلة «ال» في مطبخ فندق الريتز شاهدتها عندما القيت عليها براميل المياه، ولم يرف لها جفن}.
واضافة الى جلادتها في العمل كانت مرهفة يضيف فريد فاروجيا {ذات مرة كنت في رحلة عمل مع عارضات الازياء الاكثر شهرة في العالم يومها، وكانت احداهن الى جانبي في الطائرة وراحت تشرب الى درجة الثمالة، ونامت على كتفي وقضت الرحلة تشخر في وجهي، بينما لم تشرب كارلا الكحول ولا مرة واحدة}.
وسط مميز
اذا كانت زوجة رئيس الجمهورية لا تتحدث على الاطلاق عن عائلتها الغنية للغاية، فالجميع يشعر انها ترعرعت في وسط مرتاح مادياً.
المصورون يتأكدون من ذلك عندما تدعوهم كارلا الى منزلها. نوثن التقط مجموعة صور لقصر كاب نيغر مع افراد عائلة بروني، مارك هيسبار المصور نجم مجلة «غلامور» التقط صوراً في شقتها العائلية التي تبلغ مساحتها اكثر من الفي متر مربع، وفي كل غرفة او قاعة توجد لوحة لكبار الرسامين في العالم.
وتدريجيا بدأ العاملون في المهنة يفهمون في اي وسط من اصحاب الامتيازات كبرت العارضة النجمة، وتعرف مدى صلابة وضعها الاجتماعي.
ويقول هيسبار «ما من ادنى شك ان تهذيب كارلا وتربيتها فتحا الابواب امامها. فذات يوم اضطررت لمغادرة جلسة تصور لمجلة «ال» الانكليزية عند الساعة السابعة مساء، وكان جسم كارلا قد طلي لساعات بالدهان حيث كتبت عليه احرف ابجدية كبيرة، وكان علي التقاط الصور قبل ان يجف الدهان، ولم انته من التقاط الصور وكان يجب عليّ الذهاب الى المستشفى لرؤية زوجتي التي خضعت لعملية جراحية، الا ان رئيسة تحرير المجلة منعتني من مغادرة القاعة، فنهرتها كارلا وصرخت بغضب: يقول لك انه مضطر للذهاب الى المستشفى لرؤية زوجته، أنا على استعداد لانتظار عودته طيلة الليل اذا ما لزم الامر.
لقد عدت عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، وكانت كارلا تنتظرني، لم تتحرك من مكانها ولم ترتد الملابس بسبب الاحرف المدهونة التي كانت على جسمها».
أخلاق مهنية نادرة
في أروقة عروض الأزياء كانت كارلا دائما مهنية وتحافظ على برودة اعصابها، لا تفلت منها اي حركة تملل، ولا تصدر عنها اي اشارة غضب، وهذه الاخلاق المهنية نادرة.
فالشابة ابنة العائلة الراقية تحب انجاز عملها على افضل وجه، وهي تعي تماماً أن عالم الموضة بلا رحمة، وانه على الرغم من النجاح يجب الابقاء على الحذر.
كان كريستوف جيرار، وهو الآن نائب رئيس بلدية، باريس للشؤون الثقافية، يعمل مساعداً لمصمم الازياء الشهير ايف سان لوران، لاكثر من عشرين سنة، وهو يعرف افضل من اي شخص آخر العمر الوسطي للحياة المهنية لعارضة الأزياء «كان بيار بيرجيه وايف سان لوران يحبان العارضة ليتسيا كاستا، لكن بيرجيه كان يسمي كارلا «مضيفة الطائرة». كانت تعرف كيف تتجنب الزوابع في الاجواء المرتفعة، لطيفة وبشوشة، لكنها كانت تعرف كيف تركز وكيف تبقى رزينة وكتومة اذا ما دعت الحاجة}.
مصممة الازياء سونيا ريكييل تتذكر فتاة جميلة شابة غالبا وحيدة، تختبئ تحت الطاولة لتقرأ او لتأكل ساندويش بسلام، مهذبة مع كل الناس، ودائما تجد الكلمة اللطيفة والحلوة، وتروي إحدى العاملات في محلات جيفنشي كيف ان كارلا سارعت لاعطائها دواء ضد الزكام عندما رأتها تعطس.
وتضيف سونيا {عاملات التجميل ومُلبسات العارضات كن يعشقن كارلا. قبل ثلاثة اسابيع من عروض الازياء كن يطلبن مني اذا كان بمقدورهن الاهتمام بكارلا}.
ويقول لنا جان جاك بيكار: «في المشغل كانت غنوجة الجميع. عندما كانت بقية العارضات في حالة هيستيريا لان الملبسة وخزتهن بالخطأ أو لانهن لا يجدن الفساتين التي سيقدمنها خلال العروض كانت كارلا هادئة في كل الظروف. كانت ترتب ملابسها وتوضبها وتضعها على كرسي بينما كانت الاخريات يرمينها على الارض. كانت رائعة، في غاية النظافة. لا تفوح منها رائحة. وهذه لم تكن حالة كل العارضات}.
غير مبالية بالفوضى التي تحيط بها خطت كارلا طريقها واثقة من قدراتها، وكانت تردد لكل من يريد ان يسمعها انها ستكون الأجمل وان صورها في المجلات ستكون الأحلى. وبالفعل تصدرت أغلفة المجلات. قصصها الغرامية الصاخبة مع ايريك كلابتون ومايك جاغر وغيرهما، تلك التي حظيت بالتغطية الاعلامية ساعدتها كثيراً على طريق الشهرة. وقالت يوماً لاحد مصممي الازياء ان مصاحبة النجوم تُساعد.
وبالفعل نجحت في خروجها من عالم الموضة. وكانت تقول دائماً لمصممي الازياء «عندما تكف الاضواء عن حبي احيطوني علماً». كريستيان لاكروا لم يتمكن أو يتجرأ على أن يقول لها ذلك.
وبدأ موسم عروض الازياء، وقالت كارلا: لا تنتظروني، ولم يبحث أحد عنها.
ذهبت الى احدى محطات التزلج وبينما كانت زميلاتها يقدمن تشكيلة الازياء كانت هي تبحث عن قمم جديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.