عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    العملة الوطنية تتحسّن.. فماذا بعد؟!    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    اكتشاف مدينة غامضة تسبق الأهرامات بآلاف السنين    تسجيل هزة ارتدادية بقوة 6.8 درجة شرقي روسيا    خيرة عليك اطلب الله    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    تواصل انتشال جثث مهاجرين أفارقة من سواحل أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    صحيفة أمريكية: اليمن فضح عجز القوى الغربية    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    رائحة الخيانة والتآمر على حضرموت باتت واضحة وبأيادٍ حضرمية    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    بعد إخفاق يحيى.. جيسوس يطلب ظهيرا أيسر    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    لم يتغيّر منذ أكثر من أربعين عامًا    مجموعة هائل سعيد تحذر من المعالجات العشواىية لأسعار الصرف وتنبه من أزمات تموينية حادة    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم السبت 2 أغسطس 2025    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كارلا.. حياة سرية (6) :الأسبانية والإيطالية..حرب مستعرة
نشر في حشد يوم 23 - 09 - 2010

في الحلقة السادسة من كتاب «كارلا.. حياة سرية» الذي تنشر القبس حلقات منه، تتحدث مؤلفته بسمة لاهوري عن الحرب التي اندلعت بين سيسيليا زوجة ساركوزي السابقة، وكارلا زوجته الحالية.. حرب زادتها الصحف والمجلات اشتعالا، بل وصلت الى مقر الامم المتحدة في نيويورك، حيث طغت اخبار المتنافستين ع‍لى النقاشات المتعلقة بإيران.
الحرب اعلنت، وهي حرب اعلامية ضمناً فتح فيها الصحافيون النار في البداية.
في قاعات التحرير تتم المفاضلة والمقارنة بين سيسيليا وكارلا، القامة الممشوقة، الجمال البارد، النظرات المعدنية، الخدود البارزة، عظم الانف، الشفاه الرقيقة، القامة المستقيمة والرأس الشامخ، ولم يتردد البعض في اخراج صور سيسيليا باللونين الابيض والاسود، عندما كانت في العشرين من العمر، وكانت عارضة ازياء تعرف أيضا كيف تقف امام عدسات المصورين.
وفي لعبة الفوارق السبعة كان هناك اجماع ع‍لى القول ان الشبه مذهل.
نسخة شابة
وتخطى النقاش دائرة الاعلام ووصل إلى الاصدقاء والمعارف والاقارب والمقربين، الجميع يؤكد: «كارلا هي سيسيليا في نسخة شابة!» قالها لنا جان بول غوتييه صديق الاولى بلهجة جازمة لا تقبل الجدل.
عشر سنوات تفصل بين المتنافستين وهي غير كافية للفرنسية الاولى التي حصلت على اللقب قبل الثانية، والساعية للتمايز بتغطية اعلامية اكبر عن الفرنسية الاولى التي حلت محلها.
يجب التحرك بسرعة: في الوقت الذي كان نيكولا ساركوزي يضع فيه الخاتم في اصبع كارلا، كانت سيسيليا سيغانيه تعلن خلال عطلة نهاية الاسبوع في نيويورك انها ستقترن قريبا بريتشارد ايتاس، الرئيس السابق لبوبليسيس ايفاننس غني، وهو ايضا صديق لرجال اقوياء ونافذين في العالم اجمع، في لندن، نيويورك، او دافوس. وكل شيء يدعو الى الاعتقاد ان العرس سيكون استعراضيا.. فهل تقبل كارلا بأن تخطف سيسيليا منها الاضواء؟
العشاء الرئاسي الأول
في العاشر من مارس كان يتعين ان يقوم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس بزيارة رسمية الى فرنسا، وكان من المقرر اقامة حفل استقبال على شرفه في الاليزيه. عشاء الدولة هذا كان الاول لكارلا، يجب ان يكون كل شيء رائعا، وهي بالدرجة الاولى، الجميع يجب ان يعرف انها الاجمل في السهرة.
رجل المهمات الصعبة هو باكسال روستين صديقها المصور، يعرف اكثر من اي شخص اخر ان يقدمها باحلى صورها، وهو يعرف كيف يبيع افضل اللقطات، لكن المشكلة ان الرئيس غاضب عليه بعد التقاطه صورة لسيسيليا في احضان ريتشارد ايتاس في نيويورك في عام 2005 ، فالصورة التي نشرتها مجلة «باري ماتش» على غلافها لفتت انتباه العالم يومها، وكان رد فعل ساركوزي، وزير الداخلية يومها، على قدر الاهانة التي تعرض لها. وحصل من صديقه ارنو لاغاردير صاحب المجلة على رأس مدير التحرير آلان جينيستار الذي سرح منها.
بينما اكتفى باسكال روستين برؤية مراقبي مصلحة الضرائب يدققون بحساباته، وبمنعه من الدخول الى قصر الاليزيه.
تحد كبير
في العاشر من مارس وجد المصور نفسه في قصر الاليزيه، ولم تأخذ كارلا بمشاعر زوجها وطلبت منه تغطية السهرة.
ان استقبال الرئيس الاسرائيلي يشكل تحديا كبيرا لها لانه يعطيها نوعا من الثأر من الزوجين اتياس.
في اليوم المحدد وصل البابارادزي الى قصر الاليزيه قبل موعد حفل الاستقبال، وصعد الى جناح الرئيس الخاص، وفيما كانت كارلا تستعد في الحمام جلس هو بانتظارها في الصالون، ولم يخطر على باله انه سيلتقي رئيس الجمهورية في القصر قبل العشاء، وهو الذي يروي لنا تفاصيل ما حصل: «كنت في الصالون نصف ممدد على كنبة أشاهد التلفزيون وأدخن سيجار الرئيس، سمعت صوتا يقول: «إنك على حق روستين، تصرف وكأنك في بيتك»، كان نيكولا ساركوزي. ذهلت وتحجرت في مكاني ووقفت في لحظة لأجد نفسي وجها لوجه امام رئيس الجمهورية.. ليس أمام رجل غاضب، لكن أمام رئيس تعلو البسمة وجهه، مادّا يده لمصافحتي، ولا يوجد أي أثر سخرية. انتظرت أن يحدثني عن الماضي، ولكن لا شيء ولم يلفظ اسم سيسيليا يومها ولم يلفظه بعدها».
خرجت كارلا مرتدية ثوبا رائعا ليلكي اللون من تصميم هيرميس يبرز جسمها، فالتقط روستين آلة التصوير... وفي اليوم التالي تحدث شيمون بيريس عن الحفاوة الاستثنائية التي حظي بها.
بعد يومين نشرت مجلة «بادي ماتش» صور الفرنسية الأولى في حميمية الجناح الخاص في قصر الاليزيه، وهي تدور حول نفسها، وبأناقة رهيفة تلعب دور المضيفة الساحرة، من دون بهرجة أو مظهر خادع، وبدت كأنها صاحبة المكان وولدت فيه، الى درجة يقال معها ان هذا المكان صمم لها!
اننا بعيدون كل البعد عن النظرات الحزينة التي تظهرها سيسيليا يوم تسلم زوجها مهامه، أو الصورة الفجة لبرناديت شيراك وقد لفّت ساقا على ساق.
«إن هذا هو الفارق بين كارلا وبرناديت»، لاحظت الصحافية جاني جيمس، المسؤولة السابقة عن صفحات موضة الأزياء في الفيغارو «بعد اكثر من خمسين عاما من الحياة المهنية برناديت تهتم بزهور الحديقة، لقد كانت ربة منزل حقيقية».
كارلا تسخر من الزهور ولا تتدخل على الاطلاق بشؤون كبير الخدم.. والسبب: انها الوردة، على اي حال الرسالة وصلت في الاليزيه حيث رفضت ان تستقر، انها في منزلها.
معركة أغلفة المجلات
الاستراحة لم تدم طويلا، في 23 مارس بعد اقل من شهرين من زواج كارلا اقترنت منافستها بريتشارد ايتاس في نيويورك، واختارت سيسيليا، عن قصد، صوفي ساركوزي زوجة شقيق نيكولا. على اي حال انها الحرب: نيكولا اختار لدى زواجه من كارلا ماتيلد اغوستينيلي مديرة الاعلام في برادا والصديقة الحميمة السابقة لسيسيليا.
ايتاس هو ايضا خبير في الاعلام. وباع متسرعا حصرية صور عرسه لوكالة الصحافة الاميركية جيتي، ظنا انه سيحصل على اكبر تغطية اعلامية، لكن في فرنسا، وحدها مجلة غالا اشترت الصور.
زوج سيسيليا لم يكن مسروراً، فقرر التفاوض مباشرة مع كولومب برنغل رئيسة تحرير مجلة «بوان دو فو» وهي المجلة ذاتها التي نشرت صور كارلا ونيكولا في يورو ديزني.. معركة أغلفة المجلات بدأت.
منذ البداية كان الزوجان ساركوزي يعدان أغلفة الصحف والمجلات مثل الغنائم والانتصارات.
بعد عودته من الاردن، لم يكن الرئيس يعي حجم الصدمة التي احدثتها صورة اوريليان، ابن كارلا، جالسا على كتفيه لدى المواطنين.ابتهج لرؤية الصورة على غلاف «باري ماتش» وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده لوح بعدد المجلة بفخر امام مستشاريه وبعض الصحافيين الحاضرين، وقال لهم: هل شاهدتم التغطية التي جرت؟ لقد كنت جيدا في هذه الصورة، وهذا ايضا؟
لقد بيع من العدد الذي ابدو فيه مع كارلا 800 الف نسخة، اتعرفون ذلك!
كارلا بروني ايضا كانت فخورة. ان المرأة التي تهدل بلفظ كلمة زوجي في كل مرة تجد نفسها امام الكاميرا، اطمأنت ان صورها على صفحات الورق البارد هي نقاط مسجلة في المواجهة مع غريمتها لاسيغانيه.
جواب جارح
في السابع والعشرين من مارس كانت الفرنسية الاولى في انكلترا برفقة زوجها نيكولا ساركوزي في زيارة رسمية، لم ترتكب اي خطأ. ويجب القول ان صديقتها بيتي لاغاردير، ارملة الصناعي جان لوك لاغاردير، دربتها لساعات طويلة على الطريقة التي يجب ان تنحني بها امام الملكة، وقد تنافست الصحف الشعبية البريطانية على الاشادة بكارلا.
خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين نيكولا ساركوزي وغوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني، سأل الصحافي في «لوفيغارو» الرئيس السؤال التالي: سيدي الرئيس الصحافة البريطانية كالت المدائح لزوجتكم لدرجة انها حجبت حضوركم، ألا تعتقدون ان ذلك مبالغا فيه؟
وجاء جواب الرئيس الفرنسي جارحاً: «سيد جودي ان نظرتك للزواجي غريبة، لا ادري كيف هي حياتك مع زوجتك، اما انا فإنني فخور بزوجتي».
لقد صدم الحضور بهذا الجواب، والتف الصحافيون، وبخاصة البريطانيون حول زميلهم واعربوا عن استغرابهم لكلام ساركوزي الجارح.
وقد نُسي هذا الكلام بسرعة، في المساء في السفارة الفرنسية بلندن، حيث اقيم حفل استقبال للجالية الفرنسية، كان الرئيس في غاية السعادة يسير متأبطا ذراع زوجته.
وفي وقت لاحق اصطحب معه برونو جودي وفيليب ريديه من صحيفة «لوموند» الى قاعة خاصة مغلقة، حيث يتواجد عدد من الشخصيات، والرئيس في غاية الفرح لم يترك الصحافيين، «تقدما لاعرفكما على كارلا».
فافتعلت كارلا ابتسامة مهذبة وتقدمت باتجاه الصحافيين، وبأسلوب غامض ومتعمد قال ساركوزي لزوجته «احترسي منهما انهما ماكران داهيتان»، ان مزاح الرئيس يعكس في الحقيقة كم انه فخور بزوجته.
اما كارلا فبدت وكأن دعابة زوجها تسليها، لكن في قرارة نفسها كانت تعد النقاط على الارجح.
النقاط سجلت الكثير لمصلحتها في ضربة واحدة، عندما قالت بمكر: «انا شخصيا كنت اقترعت لزوجي»، في اشارة منها الى سيسيليا التي امتنعت عن التصويت في الانتخابات الرئاسية.
زيت على النار
وبعد مرور سنة على زواج كل منهما، كانت الحرب لا تزال مستعرة بين الايطالية والاسبانية، الاولى تقاتل من اجل شرعيتها كأول سيدة في فرنسا، والثانية لم تهضم ان تصنف بأنها اكبر سنا من التي اخذت مكانها، وبما ان الصحافة تصب الزيت على النار فإن وقت المباراة قد مدد، فعندما تحتل الاولى غلاف احدى المجلات، تنظم الثانية تظاهرة تضعها تحت الأضواء وتعطيها الأهمية.
سيسيليا اعلنت عن تشكيل مؤسسة للدفاع عن حقوق المرأة، كارلا بدورها اطلقت النار معلنة انها تعمل على مشروع انشاء مؤسسة لمكافحة عدم المساواة الاجتماعية، والتقت بنيلسون مانديلا. سيسيليا اعطت شيكاَ لبطل مناهضة التمييز العنصري.
وبين المبارزة ينشر الصحافيون الملفات المقارنة.
هدنة بعد المنافسة
كارلا ضجرت من هذه المنافسة التي لا نهاية لها، وطلبت من المستشار الاعلامي للاليزية بيير شارون فرض هدنة.
شارون طردته قبل عام من الاليزيه سيسيليا واستعادته كارلا.
هدفها الاول كان فابريس بويه الذي كان يومها رئيس مجلس ادارة مجموعة «بريس برس»، وقد استدعي الى قصر الاليزيه في بداية صيف 2009 واستقبله شارون في الجناح الخاص لرئيس الجمهورية. ووصف شارون لنا المشهد الذي استمتع فيه بكم فاه صاحب ثاني اكبر مجموعة صحافية في البلاد لفترة من الزمن: «ثلاثة مواضيع غلافات مخصصة لكارلا وسيسيليا هذا مبالغ فيه.. هل تعرف ان نيكولا هنا لعدة سنوات ايضا؟ واذا ما اردت ان تعمل صحفك معنا بذكاء فعليك ان توقف ذلك فوراً».
الرسالة واضحة، فكارلا كانت جالسة بجرأة وجسارة خلال اللقاء.
ويتابع شارون: «لا يوجد شيء للمقارنة بين سيسيليا وكارلا. مؤسسة كارلا تحاول العمل لخدمة الاهداف الانسانية، ماذا تعني كل هذه الجولات ام المباريات؟»
كارلا بقيت صامتة. فجأة ظهر نيكولا ساركوزي في القاعة وجلس من دون ان يلفظ كلمة واحدة. الجو كان متلبدا، لقد لعبنا دور الشرطي الخبيث والشرطي اللطيف، ولترطيب الاجواء عرض ساركوزي على فابريس بويه سيجاراً وسأله كيف الحال؟ فخفت حدة التوتر، وفي نهاية اللقاء انسحب فابريس بويه داكن الوجه. فسألته قلقاً: هل كل شيء على ما يرام؟ فاعتذر رئيس مجلس الادارة قائلا: لا اتحمل السيجار.
وحتى الآن يضحك مستشار الاليزيه ويقول «ساركوزي ارعب رئيس مجموعة إعلامية من أجل عيني زوجته الجميلتين».
نقل أرض المعركة
عملية التأنيب هذه آتت ثمارها وأظهرت فعاليتها، فهدأت صحف المشاهير على الأقل لبعض الوقت، لأن سيسيليا لُدعت بالبدايات الدبلوماسية الجيدة التي بدأتها كارلا. فبدأت من جديد محاولة استعادة مواقعها، وهذه المرة على الأراضي الأميركية. ففي خريف 2008 أطلقت رسميا مؤسستها الخيرية عبر قناة تلفزة في لوس انجلوس.
ومنذ ان تركت فرنسا للحاق بزوجها في دبي أولا، ثم في نيويورك، فإنها تحرص على الظهور كامرأة مجروحة، حطمها مسلسل الزوجين الرئاسيين، وهذا ما أكدته الصحافية جوهانا سفر التي أجرت معها مقابلة في نيويورك لمجلة فرنسا - أميركا في يوليو 2009.
«سيسيليا هي خليط من المرأة الطبيعية والخجولة، وقد مثلت أمامي دور المرأة المتواضعة، وطيلة المقابلة حاولت أن تقنعني بأنها ليست مثقفة، وأن ما تحبه في نيويورك هو أنها في هذه المدينة يمكن أن تحصل على فرصتها».
وخلال المقابلة كانت سيسيليا تنادي زوجها الموجود «يا حبيبي»، «يا ملاكي»، وتقول إن المؤسسة تحقيق لحلم ريتشارد وهو طفل.
كارلا لا تريد أن تحكى لها الحكايات، فحطت في 22 سبتمبر 2009 على الاراضي الاميركية، وبين حقائبها الخطوط العريضة لمشروع مؤسستها الخيرية، لكن في أروقة الأمم المتحدة، حيث يشارك زوجها في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحيث هي ايضا ألقت خطابا صغيرا، كانت توزع مجلة فرنسا اميركا التي على غلافها مقابلة سيسيليا اتياس.
وقال احد اعضاء البعثة الفرنسية في نيويورك إن الاميركيين كانوا يضحكون، ففي عز النقاشات المتعلقة بإيران كانت المعركة بين زوجة الرئيس السابقة وزوجته الجديدة لا تصدَّق».
يجب بذل المزيد من الجهود لإسكات الذين يقارنون كارلا بزوجة ساركوزي السابقة. وخير دليل على ذلك ان صحيفة لوموند ارتكبت غلطة مطبعية، حيث عنونت على صفحتها الأولى «سيسيليا بروني ساركوزي».
كارلا: لكل شخص حق قول وكتابة ما يشاء
نيويورك - CNN - نفت كارلا بروني أمس الأول، جملة وتفصيلا ان نظيرتها الأميركية ميشيل أوباما، وصفت لها الحياة في البيت الأبيض ب«الجحيم»، حسب ما جاء في كتاب نشر حديثا عن حياتها.
وفندت عارضة الأزياء السابقة والمغنية التي وصلت إلى نيويورك تتأبط ذراع زوجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، المشارك في قمة التنمية الدولية التي تنظمها الأمم المتحدة، تلك التصريحات بالقول:‍ «بالطبع ميشيل أوباما لم تقل مطلقا مثل هذا الشيء».
وكان الكاتبان مايكل دارمون وايف ديراي، قد زعما في كتاب نشراه الأسبوع الفائت بعنوان «كارلا والطموح»، ان زوجة الرئيس الأميركي باحت لنظيرتها الفرنسية ابان عشاء رسمي، أثناء أول زيارة رسمية لساركوزي وكارلا إلى واشنطن في مارس الماضي، بهذا التصريح لدى سؤالها عن المعيشة في البيت الأبيض ودورها كسيدة أميركا الأولى.
وجاء رد أوباما، بان وظيفتها كالجحيم ولا تطاق، وفق المزاعم الواردة في الكتاب.
إلا ان بروني، شددت على ان ما جاء في الكتاب الذي لا تهتم بقراءته، غير صحيح، وان مزاعم الكاتبين بانها تحدثت لهما عارية عن الصحة، وانهما بالتالي غير مصرح لهما التطرق الى حياتها.
ورغم ذلك، استبعدت بروني اتخاذ اجراءات قانونية ضد الكاتبين قائلة: «أنا أعيش في فرنسا، وهي دولة حرة ويمكن لأي فرد فيها التخيل وطباعة ذلك»، مشيرة إلى ان اتخاذ دعوى قضائية ضدهما سيضفي المزيد من الدعاية عليهما. وأردفت: «ثانيا هذا ليس مبدئي.. فانا ديموقراطية، وأومن بان لكل شخص حق قول وكتابة ما يشاء».
وأشارت بروني الى انه صدر نحو سبعة كتب حتى الآن عن حياتها، ولم يصرح لأي منهم بالكتابة بالطرق الرسمية، وفي ذات الوقت لم تقاض.هم.
وكان البيض الأبيض قد بادر بنفي ما نسب للسيدة الأولى، ولم يتسن للشبكة الحصول على تعقيب من مؤلفي الكتاب حول هذا الأمر.
ويذكر انها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها كتاب لتصريحات منسوبة لبروني بعد لقائها بنظيرتها ميشيل. وكان محرر مجلة نيوزويك، جوناثان ألتر، قد كشف في كتابه «الوعد: الرئيس أوباما.. العام الأول» ان بروني تتحدث عن السعادة والدهشة اللتين اصيبت بهما زوجة الرئيس الأميركي في أول لقاء جمع بينهما.
وزعم ألتر ان بروني تفاخرت أمام ميشيل بانها وزوجها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أبقيا زعيما أجنبيا في انتظارهما ريثما انهيا ممارسة الجنس، وان بروني سألت ما اذا كان الرئيس الأميركي وزوجته يفعلان ذات الأمر «ويبقيان الجميع في انتظارهما الى حين اتمام علاقتهما الحميمة»، وفق المؤلف.
إلا ان الكاتب نقل عن بروني ان سيدة أميركا الأولى ردت مبتسمة ولكن بعصبية وقالت «لا»، وذلك حسب ما جاء في الكتاب الذي حصلت CNN على نسخة منه قبيل طرحه في الأسواق في 18 مايو الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.