الدوري السعودي : لا يمكن أن تتجاهل جماهير النصر آثار الخسارة الأخيرة والقاسية أمام الوحدة، حتى لو كانت بهدف وحيد، إذ أن وقعها كان أشد وطأة عندما حدثت في ملعب النصر وليس خارج قواعده، وهو ما جعل هذه الجماهير الوفية تعبر عن سخطها تجاه فريقها، رغم أنها ذاتها من وقف خلفه في كل الأزمات الماضية. فالوحدة الذي يغرق في دهاليز الانتخابات الإدارية، حضر إلى الرياض ناقص الصفوف، ورغم ذلك استطاع أن ينتزع فوزه الأول بجدارة، لتتحسر الجماهير النصراوية بعدها على حال فريقها، الذي يقف عاجزا عن المنافسة على بطولة الدوري منذ أكثر من 15 عاما، بسبب عشوائية الاختيار وسوء التحضير قبل كل موسم. ومن شاهد النصر في الدور الثاني في بطولة الدوري الموسم المنصرم، يجزم بأفضليته الفنية المطلقة، وبمراحل عن نصر الموسم الحاضر، فمن الاختيار السيئ للاعبين الأجانب، إلى سلسلة المشاكل المالية التي أثقلت النادي، ليظهر بجلاء أن سفينة النصر لن تبحر بعيدا في محيط الدوري، بل قد تفقد ترتيبها الثالث في دوري الموسم الماضي، إن تواصل الحال على ما هو عليه الآن .
مسؤولية كبيرة
المرحلة المقبلة، مرحلة حسم وانجاز، ومسؤولية كبيرة على عاتق الإدارة النصراوية، التي نالت ثقة الجماهير في تحقيق الطموحات، والأماني الموسمية في عودة النصر إلى منصات التتويج، فالاعتراف بالأخطاء والتصدي للازمات أيا كانت فنية أم مادية، هو السبيل الأمثل لأي إدارة تنشد النجاح. ولعل التفاف المجلس الشرفي حول إدارة النصر، ونبذ الخلافات العابرة والمزمنة، أضحى واجبا تفرضه المصلحة العامة للنصر، لمواجهة واقعه بشجاعة وجرأة، قبل أن تخلو المدرجات الصفراء من الجماهير العاشقة، التي صبرت كثيرا على حال الفريق، بانتظار أفراح غائبة منذ سنين، حولها الواقع الثابت، إلى سراب حاضر، ومستقبل غامض.
زينغا في موقف صعب الأغلبية من جماهير ومحبي النصر، لا يرون أن المدرب الايطالي زينغا وحده سببا مباشرا لما يحدث للنصر، رغم أنها صدمت بغموض طريقته التدريبية وإهماله للخطوط الخلفية، كمنطلق أول لمنهجية عرفها العالم عن المدارس الايطالية في علم التدريب، فظهر الخط الخلفي للنصر اضعف الخطوط، وهو الذي لم يختبر جيدا، وبرزت عشوائية المراكز سمة بارزة في جسد التشكيلة النصراوية، حتى فقد اللاعبون تركيزهم في أداء ادوار ثابتة داخل الملعب. ولعل حالة النجم الشاب إبراهيم غالب الذي ظهر إبداعه في مركز المحور الدفاعي، تدل بجلاء على تخبط فني واضح، فمن إشراكه لاعب وسط أيسر، إلى انتقاله للوسط الأيمن، وتارة يحل ظهيرا أيمن، ففقد اللاعب معها الكثير من استقراره الفني، وتركيزه على أداء ادوار فنية واضحة ومحددة في ارض الملعب.
أين الخلل؟
النصر بات بحاجة لمشرط جراح خبير، يحدد مواطن الخلل في الجسد النصراوي المنهك، ولعل عودة القائد الحماسي حسين عبدالغني والحارس الخبير خالد راضي، ستعيد شيئا من الثقة المفقودة في دفاعات النصر، ويبقى الاستغناء عن الرباعي الأجنبي مع بدء فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، خطوة مهمة في طريق تحضير الفريق لمقبل الاستحقاقات، خصوصا وأنهم اثبتوا عالتهم على الفريق، وظلوا لا يحدثون أدنى فرق. وبات الهجوم النصراوي بحاجة ماسة لمحترف أجنبي يجيد ضربات الرأس وبقية الألعاب الهوائية، ليدعم مجهودات المهاجم الهداف محمد السهلاوي، إضافة إلى محو دفاعي مميز، وصانع العاب حقيقي، وقلب دفاع خبير في تنظيم الخطوط الخلفية، لمنح الفريق كامل الثقة. ويبقى مهاجم النصر واللاعب الجماهيري سعد الحارثي بحاجة لوقفة مع النفس، وتلمس أسباب ابتعاده عن مستوياته المعروفة للجماهير، وقبلها موهبته التي بدأت بالاندثار، فظهوره بلياقة بدنية متدنية وبطء حركته داخل الملعب وخلف الكرة، يتطلب مبادرته الشخصية بمعاونة الجهاز الفني، لزيادة جرعاته التدريبية والبدنية، حتى لو كان خارج الحصص التدريبية، لاستعادة بريقه المفقود. هادي: الوضع غير مطمئن وفي هذا السياق يرى مهاجم النصر السابق حسين هادي في حديثة لموقع يوروسبورت العربية أن ما يحدث للفريق أمر متوقع كون العنصر الأهم وهو التأثير الشرفي غير موجود نهائياً، الأمر الذي جعل رئيس النادي الحالي الأمير فيصل بن تركي يتخلى عن جميع أعضاء الشرف، ويتحمل المسؤولية بمفرده، في منظر محيّر فعلاً للمتابع للشأن الأصفر، كون ابتعاد أعضاء الشرف يعتبر كارثة حقيقية ستجعل الفريق ضعيف مادياً، الأمر الذي يعني إن اللاعبون لا يحصلون على مستحقاتهم أولاً بأول، وهذه معضلة كبيرة، يجب التغلب عليها بأسرع وقت. ويضف مهاجم النصر السابق بالقول: "الكل ينتظر الفترة المقبلة التي تعتبر مفترق طرق للفريق في مسار الدوري، والجديد الذي سيقدمه رئيس النصر الذي وعد فور استلامه مهمة الرئاسة بأن فريقه سيصبح الأول بآسيا عام 2011 ولكن الوضع الحالي يوحي بالعكس تماماً، خصوصاً على الجانب الفني الذي يعتبر ضعيف جداً، وأثبت زينغا أنه ليس في المكان المناسب ولم يستطع التعامل مع أبسط المباريات، فكيف ينتظر منه أن يقود الفريق للبطولات". من نايف راشد Eurosport