حسم فريق العين موقعته مع النصر وهزمه (2- صفر)، على استاد آل مكتوم، في مواجهة يمكن القول من خلالها إن "الزعيم" عرف من أين تؤكل الكتف من الثانية الأولى في المباراة، فسجل هدفين في الشوط الأول واكتفى بالاستعراض في الشوط الثاني أمام فريق فقد ثقته بنفسه وروحه القتالية، فكان جريحاً بكل ما للكلمة من معنى . تقدم العين عبر الفرنسي جيريس ايكوكو قبل أن يعزز الهداف الكبير الغاني أسامواه جيان بالثاني، وبهذا الفوز رفع العين رصيده إلى 34 نقطة فيما تجمد رصيد النصر عند 22 نقطة، ويبدو أنه فقد كل آماله بالمنافسة على لقب طال انتظاره . على عادته كان "الزعيم" في قمة الجهوزية فمديره الفني الروماني اولاريو كوزمين يعرف ما يريد من المباريات، فالأمور واضحة في قلعة البنفسج اللعب والإجادة في أي مكان، وهذا ما حصل ويبدو أن الروماني أدرك أن أمام فريقه اسبوعاً حافلاً فطلب من فريقه انهاء المهمة بسرعة فسجل هدفين في الشوط الثاني وقام بتهدئة اللعب في الثاني، حيث اكتفى الفريق بالتمرير بطول الملعب وعرضه على طريقة "التيكي تاكا" البرشلونية في ظل استسلام واضح من قبل النصر على غير العادة . محظوظ كوزمين فهو يملك كافة الأسلحة لتحقيق طموحاته خط وسط عالمي بقيادة الرائع عمر عبدالرحمن وصلابة ميريل رادوي والرئة التي يتنفس بها الفريق هلال سعيد وايكوكو الذي يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، وصولاً إلى عاشق الشباك الأول اسامواه جيان الذي يؤكد أنه حافظ مليمترات المرمى بالطول وفي العرض . على الجهة المقابلة حدث ولا حرج فقد واصل "العميد" النسج على المنوال نفسه للأسبوع الرابع على التوالي يفشل الفريق بتحقيق الفوز، فبعدما كان الفارق بينه وبين الزعيم نقطتين فقط قبل 4 أسابيع فإذا به يسقط أمام الأهلي وعجمان بالتعادل ويخسر أمام الظفرة ثم العين، ما يعني أنه فقد 10 نقاط فخرج من سباق المنافسة على اللقب مبكراً . النصر تنتظره مباراة مصيرية أمام الشباب في كأس رئيس الدولة وفي حال خسر وخرج من الكأس سيكون قد ودع منافسات الموسم مبكراً، لذا يجب على الإدارة أن تجمع صفوف الفريق بسرعة قبل فوات الأوان . تراجع النصر يطرح أكثر من علامة استفهام فالفريق الذي بدأ الموسم بأحسن أحواله ماذا حل به، من يتحمل المسؤولية؟ الا ان اعتراض الجماهير على المدير الفني والتر زينغا بعد المباراة يؤكد أنه يتحمل المسؤولية الكبرى . زينغا لم يحسبها صحاً منذ أسابيع وتحديداً منذ التعادل مع دبي (1-1)، ومن هناك كان بوادر التراجع، لأن المدير الفني وضع أكثر من شماعة لتراجع فريقه، منها الاعتراض على التحكيم وتصريحاته غير المدروسة وعصبيته الزائدة، حتى في مباراة أمس عجز عن مجاراة خصمه، حيث أراد تعويض غياب برونو سيزار فأشرك نشأت أكرم رأس حربة، وقام بتغيير مركز جوزيبي ميسكارا في المباراة أكثر من مرة فخسرهما معاً، كما طرح غياب مسعود حسن أكثر من سؤال فتبين أن المدير الفني استبعده لأن الأخير غاب عن التدريب . الحكم كان يمكن أن يحتسب ركلة جزاء لمصلحة النصر والنتيجة (1- صفر) لمصلحة العين بعد فاول على نشأت، لكن هل هذه الحالة كان يمكن أن تغير نتيجة المباراة بالتأكيد لا، لأن العين كان الطرف الأفضل في ظل انشغال زينغا بالمناوشات مع الجماهير النصراوية التي كانت متواجدة على المنصة أكثر من انشغاله بما يحصل في الملعب، حتى إنه في بعض الأحيان كان يترك المباراة لمشاهدة اعتراضات جماهير النصر عليه، أو يطلب من الشرطة التدخل لإبعاد مشجع معترض . المطلوب الآن من شركة الكرة النصراوية الجلوس مع المدير الفني، لأن الامور تتجه من سيئ إلى أسوأ في ظل إدارة زينغا الحالية، والا سيجد العميد نفسه في مراحل اكثر صعوبة من دون أن ننسى أن أمام الفريق مشاركة آسيوية يجب أن يكون مستعداً لها . من جهته حرص رئيس مجلس إدارة نادي العين الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان على تهنئة الفريق العيناوي بعد المباراة، وكان سعيداً جداً بالفوز والأداء ورداً على إنهاء "الزعيم" مرحلة الذهاب بأحسن صورة وبتصدر مريح للدوري، قال الحمد لله إن الفريق أكد إمكاناته العالية فبعد خسارتنا الأولى أمام الأهلي في افتتاح الدوري، أعتقد الجميع أن العين سيتراجع كما يحصل مع كل بطل دوري . لكن العزيمة والإصرار والجمهور الذي يقف خلف الفريق كان له دور ليؤكد أن العين لايزال هو نفسه، بل نسعى إلى الأحسن بإذن الله . ووجه الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد التهنئة إلى جماهير العين قائلاً: هم سبب الفوز وانتزاعنا للنقاط، واستطعنا تغيير كل المفاهيم في دورينا والدليل أننا نتصدر بفارق 7 نقاط عن صاحب المركز الثاني بعد نهاية الدور الأول . وعن دوري أبطال آسيا الذي يدخله العين بذكريات عام 2003 حين توج باللقب، قال نحن جلسنا مع اللاعبين وقلنا لهم يجب أن نفوز بأكبر عدد من النقاط قبل المشاركة الآسيوية، كي نكون في وضع جيد فلا أحد يعرف كيف تكون الظروف حينها . ويكمل نحن لا ندخل أي بطولة للمشاركة فقط، بل نلعب من أجل المنافسة، لذا آمل أن يعيدوا جدولة الدوري فلا تنسوا تصريح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الموسم الماضي الذي طلب أن تدعم الأندية التي تشارك في البطولة الآسيوية لأنها لا تمثل نفسها فقط، بل ترفع راية الدولة خارجاً، هذا ما أتمناه من الاخوان في الرابطة أن يأخذوه في الحسبان . كوزمين: هزمنا فريقاً قوياً ومنظماً قال الروماني اولاريو كوزمين، المدير الفني للعين خلال الموتمر الصحفي "إننا لعبنا أمام فريق قوي ومنظم، لذلك كانت مهمتنا غاية في الصعوبة ولكن استطعنا ان نسجل ونحصل على نقاط المباراة كاملة، وأنا سعيد بالطريقة التي لعب بها الفريق والتنفيذ الجيد للاعبين على مدار الشوطين، وأهنئهم على حسم الدور الأول وهم في صدارة الترتيب، وأتمنى أن نحافظ على موقعنا حتى نهاية الدوري بشكل كامل" . وأشار كوزمين إلى أن الفترة السابقة من الدور الأول كانت صعبة بالنسبة لنا، حيث مررنا بعدة مشكلات، ولكن استطعنا أن نتغلب عليها وحافظنا على صدارة الترتيب حتى هذه اللحظة وهذا هو الأهم . وعن إن اللقب حسم للعين بعد اتساع الفارق أكد كوزمين أن فريقه مقبل على عدة بطولات على الصعيدين المحلي والقاري، ويجب علينا أن نحافظ على المستوى الذي ظهرنا عليه منذ بداية المواسم في جميع البطولات، وننجح في التعامل مع ضغط المباريات، ومن وجهة نظري لا أعتقد أن بطولة الدوري حسمت لمصلحة العين . ضغط المباريات أرهقنا زينغا :حرمنا من ضربة جزاء واضحة أكد الايطالي والتر زينغا مدرب نادي النصر "أن فريقه لعب مباراة جيدة ضد فريق قوي يملك إمكانات هجومية هائلة لم يترك لهم حرية السيطرة على أرضية ملعبهم، حيث سجلوا هدفاً في بداية اللقاء بسبب خطأ فردي، ولم تحسب لنا ضربة جزاء صحيحة، وبعدها من مجهود شخصي استطاعوا أن يضيفوا الهدف الثاني واستطعنا ان نمسك زمام المباراة ولكن من دون فاعلية تذكر أو تهديد حقيقي على مرمى الخصم، والأمر الإيجابي في المباراة هو حصول لاعبي العين على البطاقات الصفراء ليتوقفوا في المباراة المقبلة، أما نحن فلم نأمر لاعبينا المهددين بالإيقاف لأخذ تلك الإنذارات خلال اللقاء . وأوضح اننا نمر بمرحلة صعبة ولا يسعفنا الوقت لتعديل أوضاعنا بسبب ضغط المباريات خاصة أننا سنخوض بطولة كأس رئيس الدولة بعد 3 أيام أمام الشباب، وهذه فترة لا تكفى بشكل كبير لتصحيح الأخطاء . وحول عدم إشراكه لمهاجم صريح في الشوط الأول، أوضح زينغا أن تشكيلته ضمت ما لا يقل عن 4 لاعبين لهم خاصيات اللاعب المهاجم وهم العراقي نشأت أكرم والإيطالي جوسيبي مسكارا والبرازيلي ليوناردو ليما وحبيب الفردان، وقال إنه يعتقد أن هذا العدد من اللاعبين كاف . وبشأن ضربة الجزاء، التي لم يحتسبها الحكم لمصلحة نشأت أكرم في الشوط الأول، قال زينغا إن فريقه تعرض لسلسلة من الأخطاء التحكيمية، حيث لم يمنحه الحكم ضربتي جزاء أمام الظفرة في الجولة الماضية وكذلك ضربة جزاء واضحة في مباراة عجمان، وأمام العين كانت لنا ضربة جزاء واضحة تماماً . وأضاف: كل ضربات الجزاء هذه، التي لم تمنح للفريق توضح كل شيء، ولاداعي للحديث بتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع . وعن رأيه في الطريقة، التي اعتمدها العين في المباراة، قال زينغا: العين سجل هدفه الأول في الدقيقة السابعة بسبب كرة ضاعت من لاعبينا، وبعد ذلك سيطرنا على المباراة وكان لنا الحق في ضربة جزاء، ثم أضاف العين هدفه الثاني بفضل إمكانات لاعبه جيان، وبعد هذا الهدف الثاني لا أتذكر أن العين لعب بشكل منظم أو أوجد فرصاً أمام مرمانا، نحن ندرك جيداً أن لديه لاعبين يتمتعون بمهارات عالية خاصة في خطوطه الأمامية من ضمنهم لاعب سجل 21 هدفاً وهو المهاجم، الذي دفع من أجله العين مالاً كثيراً ويثبت كل جولة أحقيته بهذا المال، الذي دفع له، عندما نخسر يجب أن نهنئ الفائز وبالنسبة إلينا يجب إعادة تنظيم الفريق من جديد . وبشأن تصريحه السابق حول صعوبة إيقاف العين وعن الحلول التي لا تزال أمام منافسيه للتخفيض من سرعته في التقدم، أوضح زينغا أن هذه مسألة لا تهمه، خاصة أن تصريحاته السابقة تحدث خلالها بشكل عام ولكنها فهمت خطأ، وقال إنه يأسف لذلك ولن يضيف تعليقاً آخر عن ذلك . كدفور :خباز كان احتسب ركلة الجزاء حمدون: مدير فريق النصر شاهد مباراة ثانية أطلق محمد بن كدفور مدير فريق النصر تصريحات مثيرة عبر أثير برنامج "غايم أوفر" التي تبثه أبوظبي الرياضية، حيث شكر لاعبي النصر على الأداء وبارك للعين الذي سجل هدفين وعرف كيف يحافظ على الفوز . وعن اعتماد النصر على نشأت أكرم مهاجماً قال المدرب دفع به لامتلاكه قدرة جسمانية قوية أمام فارس جمعة ومهند العنزي، وبخبرته يستطيع إحداث فارق وهو نجح والكل شاهد ركلة الجزاء الواضحة التي لم يحتسبها الحكم لفريقنا، ولو سألت خباز عنها كان ليقول انها ركلة جزاء واضحة . وتساءل كدفور عن ماذا يفعل الحكم في المباراة إذا قال إنه لم يشاهد ركلة الجزاء، لأن كل من تابع المباراة شاهدها؟ وأضاف كنت أعرف قبل 3 أسابيع أن محمد عبدالكريم سيقود المباراة، وبالفعل كان على قدر الحدث، وبرأيي لا يستحق أكثر من علامة (5 على 10)، بسبب قراراته خلال دقائق المباراة وأنا مستعد للاستعداء إلى لجنة الانضباط وأتحمل مسؤولية تصريحاتي . وعن تقييمه لفريق النصر قال إن فريقي يستحق العلامة الكاملة وكنا نستحق الفوز بالمقابل، كل تمرير العين كان عبارة عن كرة سلبها وحارسنا عبدالله موسى كان في نزهة، والسؤال ماذا قدم العين كي يستحق الفوز؟ وتساءل ابن دفور عن الإنذارات التي نالها لاعبو العين آخر المباراة وقال إنها بصراحة تؤدي إلى شيء في إشارة إلى أن من نالها سيغيب عن لقاء العين في الكأس ليعود ويشارك في الدوري أمام الأهلي . ولم يتأخر الرد العيناوي على تصريحات ابن كدفور حيث قال محمد عبيد حماد (حمدون) عبر اثير البرنامج ان مدير فريق النصر خانه التوفيق في تصريحاته ويبدو انه شاهد مباراة ثانية لأننا سجلنا هدفين وقمنا بتهدئة اللعب لقدرتنا على السيطرة على مجريات المباراة . وعن الإنذارات قال ليس فريق العين وحده من قام بذلك، لأن بشير سعيد وماجد حسن لاعبي الأهلي قاما بالشيء نفسه من أجل الغياب عن مباراة الكأس واللعب أمام العين في الدوري، وأكد أنهم طلبوا من عمر عبدالرحمن ومحمد أحمد وخالد عبدالرحمن والحارس داوود سليمان الحصول على الإنذار الثالث . وطالب حمدون الجميع بالكف عن وضع التحكيم شماعة مع النصر أو غيره، والدليل أن ركلات الجزاء التي احتسبت للعين باعتراف محمد عمر رئيس لجنة الحكام أكد أن 7 منها صحيحة . وفي نهاية تصريحه قال أتمنى من النصر أن يركزوا على الفريق وأشار إلى أن سبب تراجع النصر هو تصريحات زينغا الذي بدأ يفكر خارج الملعب أكثر منه أموراً فنية .