واصل فريق العين حصد النقاط وتحقيق الانتصارات، بعدما أضاف الشباب إلى سجل ضحاياه في بطولة هذا الموسم، بعدما تغلب على "الجوارح"بثلاثة أهداف مقابل هدف . وعزف العين لحن الانتصارات، ليبرهن مرة جديدة مدى الرغبة الكبيرة لرجال "الزعيم"في الاحتفاظ بالدرع للموسم الثاني على التوالي والحادي عشر في تاريخ المسابقة . مرة جديدة، لعب الغاني أسامواه جيان دور المنقذ وبطل العبور نحو النقاط الثلاث، حين نجح في تسجيل هدفين من ثلاثية الفريق في الشباك الخضراء، ليمنح فريقه الانتصار، وليتربع على صدارة ترتيب الهدافين بعدما رفع غلته إلى 14 هدفاً، وبمعدل هدفين في كل مباراة . لم تقتصر نجومية جيان على التسجيل والتهديف وترك بصمة في كل مباراة، بل إن مشاركة اللاعب في لقاء الشباب أساسياً، وتقديم هذا الجهد شكل "درساً"لكل اللاعبين في الاحترافية والمهنية العالية والالتزام الذي يعتبر سمة النجم الإفريقي الذي بات يشكل "قدوة"للاعبين حول الانضباط في المواعيد و"الإخلاص"للفانلة البنفسجية، رغم أنه ليس من أبناء النادي . ولعب جيان رغم وفاة والدته في غانا، وقد أصرّ على البقاء في الإمارات لمشاركة فريقه مباراته، وهو عبّر عن حزنه بعدم الاحتفال بتسجيل هدفيه . وقد تمكن العين في فرض السيطرة التامة على مجريات المباراة، خاصة في الشوط الأول وعرف كيفية التفوق على المنافس الذي تقوقع في المناطق الدفاعية خوفاً من التعرض لهزيمة "نكراء"كتلك التي مني بها الوصل في الجولة السابقة . واستطاع العين تهديد مرمى "الجوارح«، لكن النجومية كانت للحارس الشبابي إسماعيل ربيع الذي لعب دور "المنقذ"في 3 مناسبات تكفل بها في حرمان الضيوف من افتتاح التسجيل . ولم يجد العيناويون السبيل لفك الشيفرة الدفاعية، إلا من خلال ركلة جزاء احتسبها حكم اللقاء وترجمها جيان إلى هدف التقدم . وبات العين "ملكاً"لركلات الجزاء في مباريات دوري الموسم الحالي، بعدما نال الركلة السابعة على التوالي في 7 مباريات، سجل منها الغاني الرائع جيان 6 منها بينما اضاع واحدة كانت في المباراة الأولى امام الاهلي . وما يحسب "للبطل"القدرة على العودة من جديد بعد ربع ساعة "سلبية"في مستهل الشوط الثاني، فسجل جيان هدفاً ثانياً بطريقة ولا أروع، قبل أن يطلق المدافع المتقدم إسماعيل أحمد طلقة الرحمة على أصحاب الأرض بتسجيل الهدف الثالث . ولم يكن الشباب "سلبياً"بدرجة كبيرة، بل ما عاب الفريق عدم القدرة على مجاراة الخصم الصعب، فأدى الدور الدفاعي بحذر شديد، وخوف بالغ من الوصول إلى منطقة الخصم، قبل أن يتخلى عن عباءة الخوف ليتقدم إلى المرمى العيناوي وليسجل هدف التعادل عبر سياو . واستعاد سياو في الحصة الثانية بعضاً من البريق المفقود، فأعاد الحياة إلى شرايين الفريق "الميتة«، لكن الأخطاء الدفاعية وتواضع مستوى بعض اللاعبين أدى إلى تعرض الفريق للخسارة الخامسة هذا الموسم، ليجد الفريق "الأخضر"نفسه على شفير حافة الخطر بعدما توقف رصيده عند 5 نقاط وبفارق نقطتين عن اتحاد كلباء الثالث عشر قبل الأخير . القمزي: باكيتا باق والقضية مع التحكيم خاسرة أكد سامي القمزي رئيس مجلس إدارة شركة الشباب لكرة القدم أنه لايوجد نية لدى "الجوارح"بإقالة المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، مشدداً على تجديد الثقة به رغم الخسارة الاخيرة أمام العين . وقال القمزي: أعتقد أن فريق الشباب بدأ بالعودة تدريجياً إلى وضعه الطبيعي في آخر 3 مباريات، ونحن نثق باستعادة الفريق لشخصيته المعروفة قريباً . وتابع: هناك ظروف كثيرة أسهمت في تراجع الشباب ومنها ما يحصل داخل الملعب وخارجه، إضافة إلى جدول المباريات . وشدد القمزي على أنه يجب أن يكون هناك نظرة من قبل اتحاد الكرة إلى "التحكيم"الذي يتخذ قرارات تؤثر في مصير فرق، من دون "أن يرف له جفن". وقال القمزي: لن أتحدث عن التحكيم لأن قضيتنا معه خاسرة . باكيتا: كنت أسمع عن ركلات جزاء العين والآن شاهدتها وجه البرازيلي ماركوس باكيتا سهام الانتقادات وحمل الحكم مسؤولية خسارة فريقه حين قال: "كنت أسمع أن فريق العين يحصل على ضربة جزاء في كل مباراة، والآن عرفت لماذا يحصل على ضربات الجزاء هذه، ولأول مرة أرى فريقاً يحصل على 7 ضربات جزاء في 7 مباريات متتالية". وأثنى المدرب البرازيلي على أداء ومستوى فريقه خلال هذه المباراة التي واجه فيها خصماً قوياً ومنظماً ويمتلك أكبر قاعدة جماهيرية . وتطرق المدرب البرازيلي إلى مجريات اللقاء، فرأى أن 3 أسباب أدت إلى الهزيمة وهي فنية وتحكيمية وأخطاء فردية للاعبين . ومضى يقول: كانت المباراة متقاربة طوال دقائقها، ولم ينجح العين في تسجيل هدف التقدم إلا من خلال ركلة الجزاء، بعدما قاوم الفريق واستبسل في الدفاع عن منطقته من دون أن يمنح الضيف فرصة التسجيل . وأثنى المدرب على قرار إدارة نادي الشباب في تجديد الثقة بخدماته رغم سوء النتائج، فرأى أن هذه الثقة تدل على مستوى الوعي كما تدرك أن الفريق في مرحلة إعادة الترتيب والتكوين، كما يوجد هناك مرحلة إعادة الترتيب والتكوين وكسب الخبرات . وأوضح المدرب قائلاً: "الفريق يمتلك برنامج عمل يتضمن تغيير التكتيك وإدخال عناصر جديدة، ونحن على ثقة بأن الشباب سيظهر بصورة أفضل في القادم من المباريات، وقد بدأت علامات التطور تظهر في لقاء العين من حيث اللعب بقوة وروح قتالية". ولم يخف باكيتا أن النتائج هي وحدها المعيار للحكم على عمل المدربين، لكن يوجد برنامج محدد بيني وبين مجلس الإدارة، خاصة أن فريق الشباب لا يملك الإمكانات المادية الضخمة مثل نادي العين، ولكنه دائماً يقوم بإنتاج لاعبين وهذا ما نعمل عليه الآن . وفي الختام رفض المدرب البرازيلي التعليق على ضربة الجزاء التي حصل عليها العين، قائلاً: "سأترك لكم حرية التعليق والتقييم بالنسبة لركلة الجزاء، لكني كنت أسمع عن ضربات جزاء العين، والآن عرفت لماذا كان يطالب الجمهور بذلك". درس احترافي من جيان كوزمين: فرض الرقابة على عمر قلص فرصنا رأى الروماني كوزمين المدير الفني لفريق العين أن "الزعيم"فرض سيطرته التامة على مجريات اللقاء طوال الدقائق، وواجه خصماً لعب بتنظيم دفاعي مع فرض رقابة فردية على مفاتيح لعب العين، لاسيما النجم عمر عبدالرحمن ما أسهم في الحد من عدد الفرص التي يصنعها العين في كل مباراة . وتابع: طالبت اللاعبين بعدم الخوف من التنظيم الدفاعي الشبابي، وقد تمكن الشباب من تسجيل هدفين من اخطاء سنعمل على تلافيها والاستفادة منها حتى لا تتكرر في القادم من المباريات، خاصة أننا نريد تحقيق الاهداف المرسومة عبر الفوز داخل وخارج ملعبنا . وحول القيام بخطوة سحب اللاعبين الأجانب "اعترف كوزمين بأن هذه الخطوة جاءت بعدما لمس تراجعاً في مستوى أدائهم، وامتلاك الفريق للاعبين رائعين على الدكة امثال علي الوهيبي الذي قمنا بالدفع به من أجل الحفاظ على ثبات الفريق". وأشاد الروماني كوزمين باحترافية اللاعب الغاني أسامواه جيان الذي يعتبر نموذجاً للاعب المحترف والمكسب الكبير لدوري الإمارات . وقال لقد رفض جيان التوجه إلى غانا والمشاركة في دفن والدته، وأصر على المشاركة في المباراة الصعبة أمام الشباب، وتحدثت مباشرة مع اللاعب جيان الذي قدم صورة مثالية عن تضحية المحترف الذي يلعب ويقدم نفسه من اجل ناديه . وقال: لا يتم الحكم على اللاعبين الكبار بقدر جهدهم داخل المستطيل الأخضر، بل من خلال دوره أيضاً خارج المستطيل، ولا يسعني إلا أن أتقدم إلى النجم جيان بالشكر على هذا الدرس الاحترافي وهذا الموقف الذي يبرهن عن شخصية احترافية كبيرة .