صور نجاد تملأ شوارع بيروت ، ترحيب يقابله استياء ، و تشديد يقابله خوف ، والصحف الاسرائيلية تقول ان الحراسة اللبنانية والايرانية على السواء ستعاني كثيراً.. يبدأ الرئيس الايراني محمود أحمدي نِجَاد اليوم الاربعاء زيارة الى لبنان تستمر يومين يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين وتتخللها جولة في الجنوب. وقد دعا حزب الله اللبناني و حركة امل الى استقبال حاشد ترحيبا بالرئيس الايراني على طول طريق المطار، حيث رفعت صوره ولافتات ترحيبية بزيارته واعلام لبنان و ايران. ومن المقرر ان يوقع احمدي نجاد 15 اتفاقية بقيمة 450 مليون دولار على شكل قروض ميسرة وطويلة الامد لتمويل قطاع الكهرباء ومشاريع المياه، فضلا عن اتفاق تعاون في مجال الطاقة. وقد عقد امس الاثنين اجتماع بين مسؤولين لبنانيين وايرانيين في وزارة الخارجية اللبنانية تحضيرا للزيارة، كما انتشرت في العاصمة اللبنانية بيروت صور الرئيسِ الايراني محمود احمدي نجاد ترحيبا بالزيارة التي سيقوم بها. وفيما تم اعداد برنامجٍ رسمي وآخر شعبي لاستقبال احمدي نجاد، اثارت الزيارة نقاشا واسعا بين الساسة اللبنانيين. وسيحشد "حزب الله" و"حركة أمل", أنصارهما من البقاع, شرق لبنان, ومن الجنوب في مهرجان الضاحية الجنوبية, المعقل الرئيس ل"حزب الله" حيث سيحدث احمدي نجاد. اقتصاديا, سبقت زيارة الرئيس الايراني التوقيع على تقديم قرض ايراني بقيمة 450 مليون دولار للبنان في مجال الطاقة, مع استعداد لمساعدة لبنان في مختلف المجالات, حيث يتواجد حاليا في بيروت وفد اقتصادي ايراني للبحث في اوجه التعاون بين البلدين. في المقابل, دعت قيادات سياسية, على خلاف مع "حزب الله", الى ضرورة مراقبة ما سيقوله الرئيس الإيراني خلال زيارته إلى جنوب لبنان, مبدية خشيتها من اعطاء اسرائيل "ذرائع" ضد لبنان, فيما اعتبر "حزب الله" وقيادات داعمة للمقاومة, ان اسرائيل ليست بحاجة لذرائع اذا ما كانت تريد الاعتداء على لبنان. وقال عضو الهيئة التنفيذية في حركة امل قبلان قبلان في تصريح للعالم الاحد: الدكتور محمود احمدي نجاد ياتي الى لبنان ويجد قلوب اللبنانيين في استقباله شاكرة لكل ماقدمته ايران في بلسمة جراح اللبنانيين في ردهم على العدوان الاسرائيلي وسيرى ماقامت به المؤسسات الايرانية الداعمة في مجالات البنى التحتية والخدمات والمساعدات النقدية والعينية في كل المرافق. من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية ساسين ساسين في تصريح للعالم: زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان تاتي ضمن اطار الزيارات الدولية التي يقوم بها رؤساء الجمهورية ومن هذا المنطلق نرحب بهذه الزيارة ونامل ان تسفر عن نتائج ايجابية تصب في خانة الاستقرار الداخلي في لبنان وتصب في خانة العلاقات الدولية اكثر فاكثر. من جهة اخرى ذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" أن الرئيس الايراني احمدي نجاد يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى بيروت ، على راس وفد إيراني كبير المستوى ، يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين(رئيس الجمهورية ، رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب) ، ثم سيقوم وبتفقد القرى الحدودية وخصوصا قرية بنت جبيل التي شهدت معارك ضارية خلال حرب تموز 2006 على لبنان. وأشارت الصحيفة أن زيارة الرئيس الإيراني للبنان ، تسبّب وجع رأس لا يستهان به لحرّاسه الأمنيين ولمضيفيه. فيما تم خلال الأيام الأخيرة نقل إنذارات من طهران إلى جهات أمنية واستخبارية مسؤولة في بيروت تحذّر من "نشاط شاذ" من جانب إسرائيل في لبنان بهدف إجهاض زيارة نجاد لدرجة القيام بمحاولة لاغتيال نجاد و حسن نصر الله . وبينت الصحيفة انه وفي أعقاب هذه الإنذارات تم تعزيز طوق الحماية حول الرئيس الإيراني ، مبينة أن الإيرانيون دون سواهم سيتولون مهمة حماية وحراسة احمدي نجاد وذلك خشية أن يتمكن جهاز (الموساد) من دسّ عملاء في صفوف أجهزة الأمن اللبنانية. وركزت الصحيفة في تقريرها أن كبار المسؤولين اللبنانيين وقيادتا حركتي "حزب الله" و"أمل" على وضع اللمسات والترتيبات الأخيرة على برنامج زيارة الرئيس الإيراني للبنان ، وانه تم تمديد الزيارة ليوم ثالث إضافي. وأوضحت الصحيفة انه من المفترض أن يشهد ملعب قرية بنت جبيل غدا ، احتفال شعبي بمشاركة الرئيس الإيراني ، حيث انتشرت حول الملعب وفي محيطه نقاط الحماية المتحركة لعناصر أمنية في "حزب الله" والسفارة الإيرانية فيما تولت عناصر أمنية حزبية باللباس المدني تحمل أجهزة اتصال ، تفتيش الطريق المؤدي إلى مكان الاحتفال في الملعب. وذكرت "يديعوت احرنوت" أن شخصيات سياسية وأعضاء كنيست إسرائيليين سيقومون صباح اليوم ، بإطلاق أكثر من ألفي بالون بألوان العلم الإسرائيلي ، عند الحدود الشمالية بين فلسطينالمحتلة عام 1948 ولبنان ، وذلك احتجاجًا على زيارة نجاد بلدات عند الحدود اللبنانية. مشيرة إلى أن هذه الشخصيات تعتزم تنظيم مظاهرة احتجاجًا ، مطالبين في الوقت ذاته باعتقال نجاد لتصريحاته ضد "إسرائيل" الداعية إلى إبادتها. وامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيز قواته وكثف من تحركات آلياته العسكرية بالتزامن مع إعداد تلك الشخصيات للمظاهرة الاحتجاجية عند موعد وصول نجاد إلى لبنان.