كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عقد لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الخميس بعيدا عن الأضواء ، لطرح مبادرة إيرانية حول المحكمة الدولية لحل الأزمة السياسية في لبنان والحؤول دون التدهور الى فتنة في لبنان. ونقلت قناة "العربية" عن مصادر سياسية ،دون الكشف عن هويتها، "فى حال موافقة الحريري على هذه المبادرة سيمدد نجاد زيارته لبيروت إلى يوم غد الجمعة لعقد قمة رباعية تضم الرئيسين الايراني و السوري ورئيس الوزراء التركي ، ورئيس الوزراء اللبناني في بيروت". واضافت المصادر ان نجاد قدم ما يشبه بالمبادرة للحريري ، الذي يتوقع ان يكون تلقى دعوة لزيارة طهران ضمن مسعى ايراني يهدف لاحتواء ما سينتج عن القرار الظني من مضاعفات. ونقلت صحيفة "الديار" اللبنانية عن مصادر قولها "نجاد اجرى اتصالا هاتفيا مع كل من العاهلين السعودي والاردني قبل وصوله الى لبنان ربما لاحاطة مبادرته بدعم عربي عبر التواصل مع كل من السعودية والاردن، وهذا المسعى الايراني قد تم تنسيقه مع سوريا". وكان نجاد قال إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تنظر في قضية اغتيال الحريري تسعى لزرع بذور الفتنة والإيقاع بين الشعبين اللبناني والسوري. وقال نجاد "يد الغدر الآثمة قد امتدت في لبنان الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها ، ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الأخبار وتستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام إلى بقية الأصدقاء سعيا للوصول الى المرام الباطل عبر زرع بذور الفتنة". وكان نجاد قد زار ظهر الخميس الجامعة اللبنانية في بيروت حيث منح لقب الدكتوراة الفخرية والقى محاضرة ، وتطرق خلالها الى علم الذرة , موجها دعوة مبطنة الى اقامة مفاعلات نووية في لبنان ايضا. واضاف " العلم الحقيقي يرتكز على القوة, العدالة, الحقيقة, الود والمحبة, ومن المحال ان يكون شخص عالما ان لم يكن محبا للانسانية" ، متابعا "نرى ان اكثر من 16 استفادة علمية ممكنة من الطاقة الذرية في الطب والصناعة والزراعة وانتاج الطاقة وفي كثير من الحالات الاخرى". واضاف "ماذا فعلوا مع هذا العلم المفيد, جاؤوا وغيروا مفهوم الطاقة الذرية بما يعادلها بالقنبلة الذرية, وأغلقوا طريق نشر العلم الحقيقي والواقعي للعلم الذري على الشعوب". ومضى بالقول "تعلمون انهم لم يسمحوا لنا في مواصلة علومنا بالاستفادة من الطاقة الذرية, التي بمقدورها ان تجلب الرفاهية للشعوب وتجلب الود والاخاء بين الشعوب".
ويزور الرئيس نجاد جنوب لبنان اليوم لتشمل زيارة بلدة بنت جبيل وقرية قانا غير البعيدتين عن الحدود الإسرائيلية ، وسط دعوات اسرائيلية بتصفيته خلال هذه الزيارة التي وصفتها الإدارة الأمريكية بالاستفزازية .
ونقلت قناة "المنار" اللبنانية عن المسئول الإعلامي لحزب الله في الجنوب حيدر دقماق قوله "الاستعدادات لاستقبال نجاد شملت كل الطرق العامة المؤدية إلى بنت جبيل وقانا والتي تبدأ من بوابة الجنوب في صيدا"، مشيراً إلى أن بنت جبيل ستكون المحطة الأولى لنجاد، ثم قانا حيث يضع الزائر إكليلاً من الزهر على أضرحة الشهداء.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية ان الهيئة الإيرانية للمساعدة في إعمار لبنان وضعت امس اللمسات الأخيرة على حديقة بوابة فاطمة التجميلية، ورفعت لوحة تذكارية تؤرّخ لزيارة نجاد ولتدشين طريق مرجعيون الناقورة ، إضافة إلى وضع مسلّة في وسط ساحة بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية قرب المطلة .
وعلّقت صورة لنجاد رافعاً قبضته كُتب تحتها "قادرون"، فضلاً عن أعلام لبنانية وإيرانية وأقواس زينة ولافتات ترحيب، مما يوحي باحتمال توقّف نجاد في المكان لإزاحة الستارة عن اللوحة.
وذكرت عدة مصادر صحفية انه قبيل انتقال احمدي نجاد الى الجنوب اللبناني توجهت فرقة تضم ضباطاً من الجيش الايراني عبارة عن سرية حراسة خاصة بالرئيس نجاد تتولى حمايته الشخصية في بنت جبيل وقانا، ويبلغ عديدها 150 ضابطاً باشروا فور وصولهم بالتنسيق مع عناصر من حزب الله عملية بحث وتفتيش دقيق شملت جوانب الطرقات المؤدية الى البلدتين وساحتيهما وشرفات المنازل وسطوح الابنية المشرفة عليهما. واشارت المصادر الى ان بعضهم اتخذ مواقع حراسة ثابتة في محيط الملعب الرياضي في بنت جبيل حيث سيقام احتفال عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم يلقي خلاله نجاد كلمة، وكذلك في محيط مكان وقوع "مجزرة" قانا حيث سيضع اكليلاً من الزهر. وكان نجاد قد استقبل بحفاوة شعبية ورسمية بالغة أمس الاربعاء ، حيث اصطف الالاف من الشيعة اللبنانيين في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت الاربعاء لاستقباله ، ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف على طول الطريق الرئيسي من مطار بيروت الى القصر الرئاسي. واغلقت معظم المدارس في الضاحية الجنوبيةلبيروت معقل حزب الله واصطف العشرات من عناصر حزب الله بمرافقة الجيش اللبناني على طول الطرقات المؤدية الى القصر الرئاسي. ترقب اسرائيلي واعرب النائب الاسرائيلي اليميني المتطرف ارييه الداد عن تأييده لتصفية الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اثناء زيارته لبنان.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت واي نت" عن النائب عن حزب الاتحاد الوطني المعارض قوله: "في حال وجد احمدي نجاد ولو للحظة واحدة في منظار بندقية جندي في الجيش الإسرائيلي فينبغي قطعاً منعه من العودة الى دياره حيا".
واضاف النائب عضو لجنة الشؤون الخارجية للدفاع: "كان التاريخ ليأخذ منعطفا اخر عام 1939 لو تمكن جندي يهودي من قتل هتلر"، مشيرا الى ان الرئيس الايراني يستغل كل المنابر المتوافرة للتهديد بتدمير اسرائيل. ويمتنع المسؤولون الاسرائيليون منذ ايام عن الادلاء باي تصريح حول زيارة نجاد لبنان، غير انهم عبروا عبر القنوات الدبلوماسية عن اعتراضهم عليها. وكانت منطقة الحدود الاسرائيلية مع جنوب لبنان شهدت امس الاربعاء تظاهرة لاسرائيليين احتجاجا على زيارة نجاد للبنان. وعلق المتظاهرون لافتات على السياج الحدودي بين الجانبين كتب عليها شعارات مثل "احمدي نجاد هتلر الجديد" و "إصح يا اسد احمدي نجاد بطريقه للشام" واطلقوا بالونات باللونين الازرق والابيض في الهواء عند الحدود. وقد وضعت قوات الاحتلال جيشها في حال استنفار في مواقعه المشرفة على البلدات والحدود اللبنانية في الجنوب ولوحظ انه عمل خلال الساعات ال24 الماضية على تحصين موقعه في ظهر الجمل في الجانب الاسرائيلي مقابل بلدة راميا الحدودية حيث شوهدت جرافة تقوم بتحصين الموقع وسط حراسة مشددة للجيش الاسرائيلي الذي عزز تمركزه في مواقعه في تل رياق المشرف على بوابة فاطمة الحدودية وفي العباسية والغجر ومزارع شبعا. من جهته علق المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز ردا على زيارة وعزم نجاد التوجه الى الحدود مع اسرائيل وقال " ان نجاد ما زال ينتهج سبله الاستفزازية، حتى بعد ان جعل بلاده تعاني ازمة اقتصادية وفوضى نتيجة لافعاله التي ادت الى عقوبات دولية لها اثر كبير". واضاف جيبز "ان زيارة نجاد تشير ايضا الى ان حزب الله يقدر ولاءه لايران اكثر من ولائه للبنان".بدورها رفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أي أعمال أو تصريحات تصدر عن الرئيس الايراني يمكن أن تؤدي إلى "تأجيج التوترات" في لبنان. وأكدت خلال زيارة لكوسوفو "دعم الولاياتالمتحدة لحرمة لبنان وسيادته"، أملت كلينتون في "ألا يفعل أي زائر أو أن يقول شيئاً يمكن أن يتسبب بتوتر أكبر أو إثارة إضطرابات في تلك البلاد".