على مدى 50 عاما يتجسد الصراع الرياضي بين قطبي الكرة السعودي الاتحاد من جدة والهلال من الرياض اللذين يتربعان على عرش الكرة السعودية لسنوات عديدة والذي زاد توهجا وإثارة بعد دخول الكرة السعودية لعالم الاحتراف لما يتملكه الناديان من قوة مالية وإعلامية ودعم شرفي كبير ومختلف عن بقية الأندية مكنهما من جلب أبرز المحترفين المحليين والأجانب لتدعيم صفوف فريقهم. الاتحاد أول الأندية السعودية والذي تأسس عام 1927 ظل بطلا للساحة بمفرده ومنافسا لأندية منطقته الغربية الوحدة من مكة وأهلي جدة كمؤسس للكرة السعودية وعميدا لها واستمر كذلك حتى خف توهجه ليكتسح الصدارة نادي أهلي جدة حينها. على الجانب الآخر، الهلال الذي تأسس عام 1957 باسم الاولمبي ليكون رافدا للمنطقة الوسطى منافسا لنادي الشباب استطاع أن يبرز اسمه الذي تغير بطلب من الملك سعود رحمه الله إلى الهلال، لأن يكون له صولاته الكبيرة خلال هذا الزمن القصير حيث تمكن من الفوز بالكثير من الألقاب المحلية والآسيوية التي كان ينافسه فيها نادي النصر السعودي. وتمكن الهلال من الحصول على اكبر عدد من البطولات على الرغم قصر عمره الزمني مقارنة بالبقية.
بداية الصراع الصراع بين الاتحاد والهلال بدأ جليا بعد عودة الاتحاد القوية للبطولات وسيطرته على بطولات الموسم الرياضي لمدة 3 مواسم هي 1997 و1999 و2000 لتبدأ مرحلة جديدة للكرة السعودية بتواجد عملاقين الهلال والاتحاد تناوبا على الحصول على الألقاب سنويا بعد انخفاض المنافسين الأهلي والنصر. ولم تكن الإثارة فقط على مستوى الملعب لما يملكه الفريقان من زخ إعلامي قوي حيث سخرت معظم الأقلام الهلالية والاتحادية للدفاع عن فريقها واثبات انه البطل الأوحد. وحين العودة للسنوات الأخيرة لرصد أهم اللقاءات التاريخية للفريقين نجد التالي:
نهائي كأس الملك 1997 هو نهائي العودة القوية للاتحاد والذي غاب عن البطولات لسبع سنوات ليعود ذلك الموسم بتحقيق جميع بطولات الموسم الرياضي وينافس الهلال الذي حقق البطولة في العام الذي سبقه 1996 ويملك نجوم الكرة السعودية وعلى رأسهم سامي الجابر ويوسف الثنيان وعبدالله الدعيع. وتنتهي المباراة التاريخية بنتيجة 2- صفر للاتحاد سجلها جبرتي الشمراني وجاري القرني ويتوج الاتحاد بطلا للمسابقة لأول مرة.
نهائي كاس الملك 2002 من الصعب أن تهزم الهلال في نهائيين متتالين فهو الفريق البطل الذي لا يقبل الخسارة، ولذلك كان هذا النهائي بمثابة رد الدين وهو من أشعل المنافسة بين الفريقين، حيث استطاع الهلال الفوز بنتيجة 2-1 سجلها للهلال عبد الله الجمعان فيما سجل للاتحاد باسم اليامي في لقاء تتذكره الساحة الرياضية بكونه شرارة بداية المنافسة للفريقين.
نهائي كأس الملك 2007 منذ بداية ذلك الموسم وحتى عام 2010، تناوب الاتحاد والهلال على الفوز ببطولات الدوري السعودي وسيطر عليها الفريقان، حيث وضحت الفروقات عن الفرق الأخرى بالمنافسة. وفي موسم 2007 تصدر الهلال المسابقة بفارق كبير عن خصمه الاتحاد والذي كان يأن داخل المشاكل الإدارية والفنية. لكن نظام المربع الذهبي في ذلك الموسم كان يتحتم على متصدر الدوري خوض مباراة نهائية لنيل اللقب ففضل الهلال إقامة معسكر إعدادي بدبي وهو ما أثرا سلبا على عطاء الفريق نتيجة الإرهاق. النهائي الذي أقيم على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض تقدم فيه الهلال بهدف عمر الغامدي قبل أن يستطيع الاتحاد قلب نتيجة اللقاء بهدفي اسامة المولد وحمد المنتشري ويخطف اللقب، ويتسبب في تغيير نظام المسابقة من بعد ذلك.
مباراة الجولة الأخيرة 2008 النسخة الأولى للدوري السعودي للمحترفين اتسمت بالإثارة والندية بين الفريقين وكانت درسا في عالم الكرة المستديرة، حيث استطاع الاتحاد توسيع الفارق بينه وبين الهلال إلى 11 نقطة، قبل أن يتمكن الأخير من تقليص الفارق إلى 3 نقاط بفضل الروح العالية والعزيمة التي يتمتع بها أفراده، لتكون آخر مباريات الموسم هي المباراة الحاسمة بين الفريقين بعد تعديل نظام الدوري السعودية. وأصبح في حالة تعادل الفريقين بالنقاط تحسب المواجهات بين الفريقين، وهو ما كان يجهله الوسط الرياضي السعودي، مما خلق مزيدا من الإثارة والتشويق لمعرفة البطل حيث أصبح الفائز باللقاء هو الفائز بالبطولة. وبالفعل أقيم اللقاء على إستاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة واستطاع ياسر القحطاني من خطف هدف الفوز على الرغم من الاستحواذ الاتحادي وتضييعه الفرص إلا أن أسلوب وطريقة اللعب الهلالي كانت الناجح، ليحقق أول بطولة للدوري السعودي للمحترفين بقيادة كوزمين الذي كان قدم الهلال معه مستوى متميزا تكتيكيا ودفاعيا.
مباراة الجولة الأخيرة 2009 لم يرض الاتحاد بخسارته السابقة، فوحد صفوفه لرد الاعتبار. وبالفعل استطاع أن يصعد بمستوى ثابت لنيل البطولة بقيادة المدرب الداهية كالديرون والذي لم يهزم إلا بلقاء واحد ولم يخسر إلا سبع نقاط فقط طوال مباريات الدوري السعودي لهذا الموسم، حتى جاء لقاء الجولة الأخيرة أمام الهلال بإستاد الملك فهد بالرياض ليلعب الاتحاد بفرصتين التعادل أو الفوز بينما الهلال ليس له إلا فرصة الفوز بنيل الألقاب. ولكن الاتحاد اختار الفوز بنتيجة 2- 1 سجلها نايف هزازي وهشام بوشروان وسجل للهلال الروماني رادوي، ليؤكد استحقاقه للقب البطولة.
نهائي كأس الملك للأبطال 2010 كانت آخر النهائيات لكلاسيكو الكرة السعودية والذي لم يقل عن سابقيه وأكد أن لقاءات الفريقين لا تخضع للمقاييس الفنية، فالهلال الذي كان أكثر جاهزية واستطاع الحصول على لقب الدوري السعودي لنفس الموسم بمستوى لم يقدمه لسنوات عديدة بقيادة البلجيكي غريتس وهو ما جعل الهلاليون يؤكدون أن البطولة سهلة لهم أمام الاتحاد غير المستقر إداريا وفنيا بعد خروجه من ست بطولات بخفي حنين. إلا أن المفاجأة حصلت وقدم الاتحاد مستوى ممتع أقنع به المتابعين على الرغم من إضاعة قائده محمد نور ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة. لكن القائد استطاع تدارك الأمر بعد أن امتدت المباراة لركلات الترجيح حيث سجل الركلة الأخيرة ليمنح فريقه الفوز باللقب.
نقاط بين الفريقين - أول لقاء جمع الفريقين في 3/5/1397 في أول موسم كروي رياضي في السعودية في جدة وانتهى لصالح الاتحاد 3-1 فيما لقاء الدور الثاني انتهى لصالح الهلال 3-1. - كانت أكبر النتائج الهلالية هي فوزه بنتيجة 5- صفر عام 2009 بينما سجلت اكبر النتائج الاتحادية عام 2000 بنتيجة 4- صفر. - التقى الفريقان في تسع نهائيات حيث فاز الهلال في 4 نهائيات هي كأس الملك عامي 1964 و1982 والبطولة العربية العاشرة عام 1994 ودوري كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2002. - أما الاتحاد فقد فاز خمسة نهائيات هي كأس الملك عام 1963 وكأس الأمير فيصل بن فهد عام 1986 ودوري كأس خادم الحرمين الشريفين 1997 و2007 وكأس الملك للأبطال 2009. - أكثر لاعبي الاتحاد مشاركة في لقاء الهلال هو الكابتن المخضرم احمد جميل بواقع 43 مباراة. - أكثر لاعبي الهلال مشاركة في لقاء الاتحاد هو الكابتن المخضرم يوسف الثنيان بواقع 45 مباراة. - أكثر لاعبي الاتحاد تسجيلا للأهداف في مرمى الهلال هو اللاعب محمد المغنم الملقب بالنجده بواقع 15 هدف. - أكثر لاعبي الهلال تسجيلا في مرمى الاتحاد هو اللاعب سامي الجابر بواقع 6 أهداف فقط.
صراع البطولات حقق الهلال 51 بطولة فيما أحصى الاتحاديون بطولاته ب45 بطولة حسب الإحصائيات الصادرة من المركزين الإعلاميين بالناديين.
الصراع في جلب المحترفين لم يقتصر الصراع بين الفريقين داخل الملعب، بل امتد لخارجه بجلب أفضل اللاعبين المحليين والغير سعوديين، وتأتي ابرز الأسماء ياسر القحطاني الذي استطاع الهلال اقتناصه رغم المحاولات الاتحادية الكبيرة وتقديم البلوي شيكا ب42 مليون ريال، كما استطاع الهلال كسب جولة أسامة الهوساوي بعد الخطأ الإداري الفادح الذي وقعت به إدارة الاتحاد. على النقيض استطاع الاتحاد خطفي لاعبي الهلال خميس العويران وأحمد الدوخي مما كان له الأثر السلبي في علاقة الطرفين، الأمر الذي انعكس على النطاق الخارجي فبرزت مشكلة تعاقد الاتحاد مع المغربي جواد زايري والذي فاوضه الهلاليين كذلك مما جعل الآخر يقدم احتجاجا وطلبا بتمديد فترة التسجيل وهو ما تم. ورد الهلاليون الدين بعد ذلك في صفقة البرازيلي نيفيز والذي أعلن الاتحاديون التعاقد معه قبل أن يتضح انه سبق التوقيع للهلال.
الصراع الاعلامي يتميز فريقا الهلال والاتحاد بالهالة الإعلامية التي يتمتع بها كل منهما، حيث تكرس الأقلام لخدمة صفوف فريقها، إلا أن ابرز التصريحات الصحفية هي الجدال الإعلامي بين الأمير بندر بن محمد ومنصور البلوي رئيسا الناديين السابقين رغم العلاقة الحميمية بين الطرفين وصداقتهما، وكانت أبرز التصاريح: بندر بن محمد: "سنهزم الاتحاد باللاعب الخفي وسنفوز حتى لو أقيمت المباراة ببيت البلوي". منصور البلوي بعد فوزه بالبطولة: "الأمير بندر نسي أن يجدد عقد اللاعب الخفي". بندر بن محمد: "يقزمون الاتحاد ببكائهم.. وبالصف الثاني سنهزمهم". منصور البلوي : "فليتصور (بندر بن محمد) مع اللاعب الخفي!". كما جاء أسخن التصريحات الأخيرة بين الأمير محمد بن فيصل والأمير تركي بن جلوي: محمد بن فيصل: "لا نريد أحداً يشجعنا على الطريقة الاتحادية". تركي بن جلوي: "العملاق دائماً يتسلقونه. والأمير محمد ما عنده فكره عما يدور حوله والمجردين من الوطنية هم من احتفلوا بهزيمة الاتحاد أمام كوريا وأقاموا العزائم". من وائل عبد الله Eurosport
