لم يأت فوز المنتخب الكويتي بكأس الخليج لكرة القدم للمرة العاشرة وليد صدفة وإنما ثمرة لجهد تسعة أشهر قاده فيها المدرب الصربي غوران توفازيتش لتحقيق ثلاث إنجازات بعدما كان قد أهل الأزرق إلى نهائيات كأس أمم آسيا المقررة في الدوحة مطلع 2011، وظفر معه من المشاركة الأولى بلقب بطولة غرب آسيا التي استضافتها الأردن قبل شهرين. وكشفت "خليجي 20" التي اختتمت في اليمن الأحد، عن أهم الأسباب التي منحت الأزرق السعادة الهستيرية في ملعب 22 مايو والشوارع الكويتية التي غصت بالمسيرات والاحتفالات، عندما أعلنت عن حصول ثلاثة لاعبين كويتيين على الألقاب الفردية للعرس الخليجي. وكان المنتخب الكويتي قد أعلن نفسه بطلاً خليجياً جديداً بعد غياب دام 12 عاماً عن العرش الخليجي بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره السعودي بهدف أحرزه النجم الطائر وليد علي في الشوط الإضافي الأول بعد التعادل السلبي في الشوط الأصلي. ويعود الفضل في التتويج الكويتي إلى تألق النجم فهد العنزي "رونالدينيو الخليج" في صناعة الأهداف وحسم المباريات بلمساته السحرية على طريقة لاعبي السامبا التي أجمع عليها المحللون والخبراء حتى نال جائزة أفضل لاعب في البطولة. ولن تنسى الجماهير الكويتية الدور الذي لعبه "القلب النابض" للأزرق بدر المطوع المتوج بجائزة هداف الدورة، والقائد المخضرم نواف الخالدي الحاصل على جائزة أفضل حارس، والجناح الأيسر صاحب التسديدات القاتلة وليد علي صاحب هدف الفوز الثمين، فضلاً عن الأوراق البديلة التي أبدع غوران في استغلالها حتى تكللت قراءاته الموزونة لوقائع المباريات بالنجاح. الكويت باتت تمتلك منتخباً واعداً بإمكانه صياغة مجد جديد للكرة الزرقاء وتوجيه البوصلة نحو بطولات كبرى يتقدمها الاستحقاق الأقرب المتمثل في بطولة أمم آسيا في الدوحة، ويدرك الاتحاد الكويتي لكرة القدم برئاسة الشيخ طلال الفهد الذي بث الروح والمعنويات باللاعبين قبل وأثناء وبعد البطولة الخليجية أن الأزرق مقبل على تحدي أكبر يجب اغتنامه لإعادة الزمن الجميل الذي سطره فيصل الدخيل وجاسم يعقوب وأحمد الطرابلسي في حقبة السبعينات والثمانينات. وبالأرقام نجد أن المنتخب الكويتي الوحيد الذي جمع أكبر عدد من النقاط في الدور الأول برصيد سبع نقاط، وكان الأفضل هجوماً برصيد أربعة أهداف دون أن تهتز شباكه، حيث فاز على قطر 1-صفر، وتعادل مع السعودية سلباً، وهزم اليمن 3-صفر، قبل أن ينتقل إلى مواجهة العراق ويكسب بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل 2-2. الكويت عرفت طريقها إلى منصة التتويج بإرادة لاعبيها وحنكة مدربها وروح جمهورها وقوة وموضوعية إعلامها ودعم إدارة اتحاد الكرة لتجتمع الظروف كلها وتخلق مناخاً إيجابياً منح اللقب لأصحابه وأعاد الكأس إلى مهدها.