قال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، إنه يرغب في إصلاح علاقات بلاده مع إسرائيل. وتضررت العلاقات الثنائية بين البلدين عندما قتلت القوات الإسرائيلية 8 ناشطين أتراكا ومواطنا تركيا-أمريكيا كانوا على متن سفينة مافي مرمرة التي كانت تحاول إيصال مساعدات إلى فلسطينيي غزة في شهر مايو/أيار الماضي. لكن أوغلو كرر الموقف التركي الذي يطالب إسرائيل بالاعتذار عن قتل الناشطين الأتراك والذي حدا بتركيا إلى سحب سفيرها من تل أبيب. وقالت إسرائيل التي أصرت على أن أفراد القوات الخاصة التابعين لها أطلقوا النار دفاعا عن النفس إنها بدورها تنشد علاقات جيدة مع أنقرة. ويذكر أن البلدين احتفظا بعلاقات جيدة لمدة 15 عاما وقد شملت اتفاقيات عسكرية وتجارية بينهما. وأجرى البلدان مباحثات في جنيف مؤخرا في محاولة لاستئناف علاقاتهما المتوقفة. لكن هذه المباحثات انهارت بسبب ما تداولته وسائل الإعلام من رفض إسرائيل الاعتذار عن الغارة الإسرائيلية يوم 31 مايو الماضي. وقال وزير الخارجية التركي إن "المواطنين الأتراك قتلوا في المياه الدولية، ولا شيء يمكن أن يخفي هذه الحقيقة". وأضاف قائلا "نرغب في الحفاظ على العلاقات الثنائية وفي الوقت ذاته الدفاع عن حقوقنا. إذا كان لصداقتنا مع إسرائيل أن تستمر، فإن الطريقة لذلك هي الاعتذار وتعويض الضحايا وأسرهم". وتابع أن إسرائيل لم ترد على مساعي تركيا لإصلاح العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك مساعدتها على التصدي للنيران التي اندلعت في غابات حيفا. وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، يجال بالمور، إن تحسين العلاقات بين البلدين ظل "هدفا ثابتا". وأضاف أن سجل إسرائيل في إرسال مساعدات إنسانية إلى تركيا "يعبر بطريقة أكثر صدقية وودا مقارنة ببيان وزير الخارجية التركي". عودة مافي مرمرة وأفاد مراسل بي بي سي في تركيا، عبد الناصر سنكي، أن سفينة مافي مرمرة التي خضعت لإصلاحات في إسرائيل وصلت إلى ميناء إسطنبول اليوم الأحد بعد مضي سبعة أشهر على الهجوم الدموي الذي تعرضت له أثناء مشاركتها في أسطول الحرية. وأضاف المراسل أن هيئة الإغاثة الانسانية وحقوق الانسان والحريات التركية نظمت حفل استقبال شارك فيه الآلاف من الناشطين من أكثر من 50 دولة إضافة إلى أسر الضحايا والمصابين. وكانت سفينة مافي مرمرة جزءا من أسطول الحرية الذي كان يحاول الوصول إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر على القطاع منذ استيلاء حركة حماس على الحكم فيها.