لا أدعي أنني من المتابعين الأسبوعيين لأعداد صحيفة (حشد)، إلا انني أستطيع القول إنها واحدة من الصحف الأصيلة التي أثبتت وجودها بجدارة في عالم الإعلام الحزبي المتوازن الذي يسعى لأخذ موقفه الصحيح في هذا البلد الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، والحقيقة بالخديعة.. وما أحوج الوطن العربي وبلادنا خاصة إلى صحافة حرة ونزيهة، يثق بها القارئ ويشعر أنها تساعده على فهم الواقع العربي والإنساني، وتدله على المواقف التي ينبغي أن يتخذها بعيداً عن التشنج والتعصب. أعتقد بأن صحيفة (حشد) خلال هذه المدة تمكنت من تقديم تجربة مهنية امتازت بالتركيز على الميدان ومحاولة عرض الآراء المختلفة بطريقتها الخاصة، بغض النظر عن قضايا الصحيفة التي يتم حولها النقاش.. وتمكنت من عرض قضايا متعددة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكانت المحافظات حاضرة بشكل كبير في شتى المجالات.. أهنئ صحيفة حشد على قطع المشوار في مجال الأعمال الصحفية، وأعتقد أن لها ميزة منفردة عن بقية الصحف الحزبية الأخرى المحلية، وأنها تمتاز بطرح الموضوعات الصحفية بمصداقية لكافة أعمالها الصحفية وخاصة القضايا التي ينخر الفساد فيها جسم هذا الوطن التي تهم المواطن.. وأتمنى أن تواصل مشوارها الطويل في الاهتمام بقضايا الوطن بشكل عام. انني أشعر بغبطة كبيرة، وأنا أرى واسمع (حشد) تطوي سنتها الخامسة وتصدر العدد 200 و التي لطالما أثرت الساحة الصحافية في اليمن، رغم كثرة الإصدارات الصحافية مؤخراً، ذلك أن أي نجاح يحققه أي زميل صحفي هو نجاح للأسرة الصحافية كلها. لقد تحولت حشد إلى صحيفة مقروءة بفضل الاجتهاد الكبير الذي بذلته إدارة الصحيفة خلال الخمس السنوات التي مضت، وأنا واثق أن السنوات القادمة من صحيفة حشد ستسير على نفس المعايير التي اعتمدتها الادارة أثناء تأسيس الصحيفة. لقد فتحت حشد صفحاتها للجميع، واختطت طريقاً اختلف كثيراً عن صحف حزبية كثيرة تتواجد في الساحة منذ سنوات، واستطاعت باجتهاد رئيس مجلس ادارتها ومحرريها بلوغ هدفها من التواجد في الساحة لتقدم خدمة للقارئ، ولم تتحول كما تمنى البعض إلى مجرد رقم في عداد الإصدارات الصحافية. لقد راهن الاستاذ صلاح الصيادي على مهنيته الصحفية المكتسبة سياسيا بدرجة رئيسية ومهنية الطاقم الذي عمل معه، ولم يراهن على شيء آخر، كما راهن على قدرته على اجتذاب القارئ، وهو ما تحقق خلال خمسة اعوام انقضت فكسب الرهان. لهذا سيكون على حشد مهمة صعبة في الحفاظ على النجاح الذي حققته خلال الفترة الماضية من عمرها، وهو بالمناسبة قصير إذا ما قسناه بعمر الزمن، لكنني واثق من أن الأسس التي انطلقت منها حشد ستجعلها قادرة على الصمود والاستمرارية، بشرط أن تبقى وفية للمعايير التي انتهجتها منذ تأسيسها. أتمنى من كل قلبي النجاح ل (حشد) الصحفية و(حشد) الحزب، وللزميل العزيز صلاح الصيادي وكافة محرريها النجاح، وأن تبدأ سنتها الخامسه بمساحة أكبر للحديث عن مستقبل اليمنيين جميعاً. * مهندس مدني من ابناء محافظة الضالع