عاد سودانيو الجنوب إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. وقال مبعوث بي بي سي إلى المنطقة ويل روس إن الإقبال على صناديق الاقتراع في الساعات الأولى من العملية لم يكن بالحجم الذي كان عليه في اليوم الأول من الاستفتاء الذي سيستمر أسبوعا. ويُجرى الاستفتاء تطبيقا لمعاهدة السلام التي وقعت عام 2005 بعد عقدين من الحرب الأهلية. وقال بعض الذين كانوا في الطوابير التي تشكلت أمام مكاتب الاقتراع، إنهم أقارب من قتلوا أثناء هذه الحرب. وذكر مبعوثتا في قرية كوتوبي، إن العديد أعربوا عن خشيتهم من أن يعمد بعض من الشمال إلى عرقلة العملية "لمنع استقلال الجنوب". لكن الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة تعهد للجنوب -حيث الأغلبية للمسيحيين ولأتباع ديانات غير كتابية- بعدم عرقلة مشاريع انفصال الجنوب إذا ما أيدت صناديق الاقتراع هذا التوجه. وقال مراسلنا إنه لم يلتق بعد مقترعا يدافع عن الوحدة. وصرح الرئيس السوداني عمر حسن البشير قائلا إنه سيحترم نتائج الاستفتاء، لكنه حذر مما قد يواجه جنوبا مستقلا من اضطرابات وعدم استقرار. "صفحة جديدة" وحتى تصير نتائج الاستفتاء سارية المفعول ينبغي أن يشارك في الاقتراع ما لا يقل عن نسبة 60 في المئة من المسجلين في اللوائح الانتخابية. ودعا زعيم جنوب السودان سلفا كير المواطنين إلى "التحلي بالصبر"، إذا لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأول. ويتابع المجتمع الدولي الاستفتاء في جنوب السودان عن كثب، وقد اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هذها الاقتراع يفتح "صفحة جديدة في التاريخ". وجاء في بيان للرئيس الأمريكي إن سلوك القادة السودانيين سيساهم في توجيه شعبهم "إما إلى السلم والرفاهية، أو الدفع به نحو حمام الدم". وقد تخللت الاستعدادات للاستفتاء اشتباكات مسلحة بين قوات جنوب السودان ومتمردين من ولاية الوحدة الغنية بالنفط. كما وردت أنباء عن وقوع معارك بين جنوبيين وعرب رحل بسبب النزاع على حقوق الرعي في منطقة أبيي الغنية بالنفط كذلك، والتي ينتظر أن يقام استفتاء بشأن مصيرها في موعد لم يتحدد بعد بسبب الاختلاف على أهلية التصويت لعدد من الناخبين. ديون من جانب آخر، تبرع الرئيس السوداني عمر حسن البشير بأن يتحمل شمال السودان كل الديون التي بذمة البلاد في حال قرر الجنوب الانفصال بعد الاستفتاء. اعلن ذلك الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في حديث اجراه مع شبكة سي أن أن يوم الاثنين. وقال كارتر: "تحدثت الى الرئيس البشير، وقال لي إن كل الديون يجب ان يتحملها الشمال وليس الجنوب. لذا سيبدأ جنوب السودان صفحة جديدة فيما يخص الديون." وما برح السودان يطالب باعفائه من ديونه البالغة 38 مليار دولار، معظمها عبارة عن ديون متأخرة حسب صندوق النقد الدولي.