يتوجه حوالي أربعة ملايين سوداني من مواطني الجنوب اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الأول من نوعه حول تقرير مصير جنوب السودان..وستفتح مكاتب الاقتراع في الساعة الثامنة من صباح اليوم التاسع من شهر يناير الجاري على أن تتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني.. ويحتاج الاستفتاء إلى مشاركة 60 % من الناخبين كي يصبح نافذاً. وأوضح نائب رئيس مفوضية الاستفتاء تشان ريك مادوت ان حوإلى اربعة ملايين شخص سجلوا انفسهم للتصويت, اكثر من 95 % منهم في جنوب السودان. .وقال الناطق باسم المفوضية جورج ماكير إن الاستعدادات لإجراء الاستفتاء باتت مكتملة تماماً، مضيفاً أن قوة الأممالمتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع إلى المناطق النائية. .وأشار ماكير إلى أن مراقبين من هيئات الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وهيئات مجتمع مدني سيشاركون في مراقبة الاستفتاء، خصوصاً من مركز جيمي كارتر. .ويحظى هذا الاستفتاء باهتمام عالمي واسع خصوصاً من قبل الولاياتالمتحدة التي أرسلت السناتور جون كيري الذي أعلن من الخرطوم الأربعاء الماضي أن تصريحات الرئيس السوداني مشجعة جداً.. فيما دعا مجلس الأمن الدولي الجنوبيين إلى الإدلاء بأصواتهم في مناخ من “السلام والهدوء” مطالباً الخرطوم بالتقيد بالتزاماتها بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005م.. بينما أكدت الإدارة الأمريكية أنها ستتجه بعد استفتاء الجنوب إلى حل مشكلة دارفور، في حين دعا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الشمال إلى القبول سلمياً بقرار الجنوب، أيا يكن، معتبراً أن في الإمكان التوصل إلى حل تفاوضي لمسألة أبيي. وفي الإطار نفسه رحب مجلس الأمن الدولي بإعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير أنهما سيعملان على ضمان إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب في أجواء هادئة.. وقال البشير في مقابلة: إن شمال السودان وجنوبه يمكن أن يشكلا اتحاداً على نمط الاتحاد الأوروبي إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء. وأضاف البشير أن الجنوبيين يمكن أيضاً أن يحصلوا على حقوق حرية الحركة والإقامة والعمل والتملك في السودان, لكنه أضاف أنهم لا يمكن أن يكونوا مزدوجي الجنسية.. من جانبه قال ديفيد غريسلي مسؤول جنوب السودان في بعثة الأممالمتحدة: كل شيء يبدو في مكانه في المناطق التي تضم 2638 مركز اقتراع ستفتح في الثامنة من صباح اليوم. وأضاف غريسلي خلال لقاء مع الصحافيين في مدينة جوباجنوبي السودان:«إن المشككين الذين كانوا يعتقدون ان جنوب السودان لن يجهز لتنظيم الاستفتاء هذا الأحد كانوا على خطأ». وأكد ان مستوى عدم الاستقرار في جنوب السودان هو الأدنى منذ التوقيع على اتفاق السلام في 2005 وان قرابة 143 ألف جنوبي عادوا من شمال السودان إلى قراهم منذ نهاية اكتوبر الماضي.. من جهته أشاد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بعمل لجنة الاستفتاء وتغلبها على “الصعوبات الكبرى” التي واجهتها في الإعداد للاستفتاء.. وقال كارتر بعد لقاء مع رئيس اللجنة محمد إبراهيم خليل ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي: “لقد واجهوا صعوبات كبرى مع تأخر اختيار الأعضاء ومع مشاكل في التمويل, لذلك نسعد بتهنئة الدكتور خليل وفريقه”. .إلى ذلك قالت مليندا يانغ, مسؤولة اوكسفام في جنوب السودان خلال مؤتمر صحفي ان عودة الناخبين إلى الجنوب: “تزيد الضغط على المجتمعات التي ينقصها الماء والغذاء والمسكن والخدمات الصحية”. وأكدت المنظمة الإنسانية ان جنوب السودان سيكون بحاجة لمساعدة المجتمع الدولي على المدى الطويل بعد الاستفتاء.. يشار إلى ان هذا الاستفتاء يجري بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب في عام 2005 والتي أنهت عقوداً من الحرب الأهلية بين الجانبين.