يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم 4-1-2011، إلى جوبا عاصمة الجنوب، في زيارة تبدو "وداعية"، قبيل أيام من الاستفتاء الذي يتوقع الكثيرون أن يفضي إلى الانفصال. وسيلتقي البشير خلال الزيارة الزعيم الجنوبي سالفا كير. وتأتي هذه الخطوة فيما تقوم حكومة جنوب السودان بإجراءات أمنية مكثفة لتأمين الاستفتاء المقرر الأحد المقبل. إذ أعلن نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان شان ريك أن الإجراءات الخاصة بالاستفتاء في ولايات الجنوب العشر وشمال السودان باتت مكتملة، مشيراً إلى أن العدد الكلي للمسجلين قارب الأربعة ملايين، غالبيتهم سيقترعون في جنوب السودان. وقال المسؤول إن أكثر من 3.75 ملايين ناخب مدرجون على اللوائح في جنوب السودان، بينهم 116 ألفاً في الشمال و60 ألفاً في الخارج. وأكدت اللجنة التي تتلقى مساعدة لوجستية من الأممالمتحدة أنها قادرة على نقل بطاقات الاقتراع إلى كافة مراكز التصويت في الوقت المناسب مع بدء الاقتراع الأحد. وقال ريك إن "كافة البطاقات ستكون في مكاتب الاقتراع غداً على أبعد تقدير. إننا مستعدون 100% لهذا اليوم العظيم". وطلب من حكومة الخرطوم أن تدفع للجنة المبالغ التي وعدت بها لتسديد رواتب الموظفين وضمان حسن سير الاقتراع. والاستفتاء في جنوب السودان وارد في اتفاق السلام الشامل الذي وضع حداً لحرب أهلية دامت أكثر من عقدين بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، وأسفرت عن سقوط مليوني قتيل بين 1983 و2005. ويتوقع المحللون والسياسيون الجنوبيون والشماليون فوز خيار الانفصال في الاقتراع. إلا أن نسبة المشاركة واحترام المعايير الديموقراطية الدولية هما عنصران غير معروفين في هذه العملية. إذ يتوجب على 60% من الناخبين المسجلين على الأقل أن يصوتوا لتكون نتائج الاقتراع صالحة. ويتولى مراقبون أمريكيون وأوروبيون وأفارقة مراقبة الاستفتاء. وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في بيان "نأمل في أن يساعد الاستفتاء شعب السودان على ضمان مستقبل يعمه السلام مهما كانت نتيجته". ويتوقع أن يتوجه كارتر والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان هذا الأسبوع إلى جوبا بمناسبة هذا الاستفتاء التاريخي.