في خطاب لأمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله .. الساعةد الثامنة والنصف من مساء يوم الاحد (18:30 غرينتش) عبر قناة "المنار" يتحدث فيه عن آخر التطورات في لبنان . وتأتي كلمة نصر الله عشية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد للبنان. وكان السيد نصر الله، وفي كلمة له الأسبوع الماضي، قد صرّح بأن المعارضة اللبنانية لن تسمي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في استشارات الإثنين - الثلاثاء. وكان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قد أعلن في مؤتمر صحفي له الجمعة أن نواب حزبه سيصوتون لصالح مرشح المعارضة وأنهم سيكونون في خط المقاومة وسوريا. وبحسب تقارير صحافية، من المتوقع أن تسمي المعارضة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي لتشكيل الحكومة العتيدة، فيما سيصوت نواب 14 آذار لصالح الحريري. فيما يلي كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ... كان يقال بان القاضي فرانسين بحاجة الى ستة اسابيع او عشرة اسابيع لقراءة مضمون المسودة المقدمة من قبل بلمار، لكن لاحظنا على ضوء التطورات السياسية ان مسار القرار الظني أخذ طابع الاستعجال. وما تحديد موعد في 7 شباط الا وياتي في هذا السياق، لان المطلوب توظيفه سياسيا خدمة لخيارات سياسية محددة. ما قيل في وسائل الإعلام انه في المرة الأولى يوجه تهديداً لوسائل الإعلام، لأنَّها نشرت أموراً تتعلق بالتحقيق الدولي، كتلفزيون "الجديد" مثلاً، والملفت أنَّه مرت سنوات على تسريب التحقيقات من داخل المحكمة الدولية لصحف ومجلات وتلفزيونات وكان آخرها التلفزيون الكندي، وبلمار لم يحرك ساكناً، لأنَّه بكل بساطة كل التسريبات يمكن أن تخدم هدف النيل من "حزب الله" وسوريا. وهذا الفريق كان يغض الطرف لأنَّ هذا يخدم المشروع السياسي، إلا أنَّ الجديد هو ما حصل من بث للتسجيلات، إذ اعتبر هذا الامر مس بالفريق الآخر ومصداقية التحقيق. فغيرة بلمار على التحقيق والمحكمة والسرية تحركت بشكل مفاجئ، ليؤكد اضافة الى كل الشواهد السابقة أن المحكمة في مسارها العام وادائها التفصيلي تستهدف فريقا سياسياً محدداً لا تبحث عن حقيقة أو عجالة. نحن بدأنا الرد على القرار الظني، والرد الأول كان عبر اسقاط الحكومة التي كانت عاجزة عن حماية لبنان ومواجهة تداعيات القرار الظني، لكن لبقية الكلام وآخر الكلام الذي يجب ان يقال في مسألة المحكمة الدولية، ساتركه الى حين الإعلان عن مضمون القرار الظني وسيكون لنا كلام. إذا كنتم تريدون توظيف هذه المرحلة للضغط علينا من اجل خيارتكم السياسية نحن بعد صدور القرار الاتهامي المكتوم المعلوم المضمون، لن نخضع لخيارات سياسية مفروضة علينا. هذا الأمر انتهى. هذا معنى ما نقوله ان ما بعد الصدور غير ما قبله. وبالنسبة الينا هذا الأمر انتهى ولا قابل للمفاوضة . في الشق الثاني من كلامي، فقد استمعنا جميعا الى موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وهنا أود أن أتوجه بالشكر له وللأخوة في الحزب "التقدمي الاشتراكي" على موقفه الواضح والحاسم في وقوف الحزب الى جانب سوريا والمقاومة، وخصوصاً في هذه اللحظة الحرجة والحساسة والدقيقة جداً من تاريخ لبنان، وحجم الاستهجافات في لبنان والمنطقة. فنقدر لجنبلاط هذا الموقف عاليا وسنؤسس عليه سوياً مرحلة سياسية جديدة من العلاقة والتعاون والتفاهم ومواجهة كل تحديات المرحلة المقبلة. نحن في المعارضة نتطلع في حال فوز او تكليف من سندعم ترشيحه لرئاسة الحكومة، فسنطالب الرئيس المكلف بحكومة شراكة وطنية، يشارك فيها الجميع ويحضر فيها الجميع، فنحن لا ندعو إلى حكومة من لون واحد لا استئثار ولا الغاء اي احد في البلد. نحن نحترم تمثيل الجميع، فإذا اختلفنا على رئاسة الحكومة ومن سيحتل الموقع الحساس المهم جدا في هيكلية الدولة، هذا لا يعني ان المعارضة تفكر في تجاوز او الغاء اي فريق. الحكومة المقبلة يجب ان تكون متعاونة ولا تعمل على الغاء احد او تتصرف بكيدية، فهذا موقفنا على الاقل، ونعرف ذلك هذا من خلال اتصالاتنا وعلاقاتنا بببقية قيادات المعارضة. في هذا السياق البعض يدعو ويقول وينذر أنّه اذا كلف برئاسة الحكومة من ترشحه المعارضة وهو سيكون احدى الشخصيات السنية الاساسية المهمة في البلد، فهذا سيمس بموقع وامتيازات الطائفة النسية في الدولة، فهذا افتراء والامور ليست كذلك، ففي المعارضة سنكون حريصين جدا على هذا الأمر، فاذا كلف من تتطلع المعارضة اليه، فهذه الوقائع سيتم اثباتها بالمجريات العملية وليس من خلال الوعود الشفهية. سمعنا اساءات لا يمكن السكوت عنها تنال من الرئيس عمر كرامي، وللأسف الشديد أن يأتي جزء من هذه الاساءات من قاتل او المحكوم عليه من قبل القضاء اللبناني بانه قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي. ولن اكرر الاتهامات ولا اسمح للساني ان يستخدم العبارات التي وجهت إلى هذا البيت "ال كرامي) الوطني الكبير. وارد بكلمات: "كل لبناني يعرف جيداً ان هذا بيت وطني وشريف ونزيه وممكن ان تفتشوا عن اتهامات فساد في اي بيت آخر ولكن هذا البيت لم يوجه اليه اي اصبع اتهام في تاريخه، وهو معروف في نزاهته وشرفه ونظافته، واي اساءة له من هذا النوع اساءة في الحقيقة لنا جميعا للبنانيين جميعا". أمر آخر، إن كل هذه الحملات شنت على خلفية افتراض ان كرامي قد يكون المرشح المعتمد للمعارضة او يحظى بفرصة الفوز برئاسة الحكومة المقبلة، فقامت على اسا ذلك هذه الحملة العريضة والواسعة. كرامي لم يترشح لرئاسة الحكومة ولم يطلب من احد ذلك ولم يتصل باحد ليدعم ترشيحه ولم يشكل ماكينة ولا فريقا سياسيا لا محليا ولا اقليميا لإيصاله الى رئاسة الحكومة، ولم يطرق باب احد ولم يهدد احدا اإن لم يصل الى رئاسة الحكومة. في الجبهة الأخرى، هناك اتصال وحراك دولي واقليمي ليل نهار لايصال مرشح محدد. عندما كنا نتداول في المعارضة لايصال مرشح محدد اتصلت بكرامي وقلت له أدبيا اننا نحتاج الى موافقتك في حال امكانية الفوز للحصول على الاغلبية المطلوبة لتسمية رئيس الحكومة، فلو كان الشخص طالب هذا الموقع لرآها فرصة مؤاتية وعمل من أجل هذا الموقع ليل نهار، فشكرني كرامي وقال لي أشكر ثقتكم ولكن وضعي الصحي والوضع الحالي يحتاج الى نشاط وجهد وارجو ان تجدوا خياراً آخر، ويكون ذلك أفضل للبلد، ولكن اذا توقف الأمر ولم يكن هناك اي خيار آخر لحماية البلد والمقاومة فأنا بالبرغم من تقدم سني وصحتي وظروفي الخاصة ساتحمل المسؤولية، إلا أني اتمنى ان تجدوا خياراً آخر، فقلنا له على هذا الاساس سنبقى على تواصل وسنرى خيار الامور ما اذا كنا سنحصل على الأغلبية وسننقل خيارك الى الأخوة ولكن بالنسبة الينا انت الخيار الاول، وعلى هذا الأساس ذهب الرجل الى بيته ولم يسأل بعدها ولم يستفسر، فنقول لمن هاجم كرامي انتم امام نمط من الرجال يجب ان يحظى بالتقدير الاسلامي على المستوى الاسلامي وعلى المستوى الوطني، فهو يتمتع بالنزاهة والزهد والترفع والشجاعة والعزم. لذلك نحن دائما نقدر عاليا مواقف الرجال الكبار في ازمنة المحنة، وفي هذا السياق لا زلنا على تشاور وتواصل وتداول على مستوى الكتل النيابية والقيادات في المعارضة وفي الساعات القليلة المقبلة سنتجة لحسم الامور مجدداً في حال ثبت موعد الاستشارات النيابية غدا ولم يطرأ اي تعديل. النقطة الثانية تتعلق بالاغتيال السياسي الذي تطرق اليه الرئيس سعد الحريري، فهو تكلم عن الاغتيال السياسي في الوقت الذي كان يتكلم فيه عن المؤسسات الدستورية واللعبة الديمقراطية والاحتكام إلى الدستور. في تاريخ لبنان كانت هناك شخصيات لبنانية سنية تتولى رئاسة الحكومة وتتداول السلطة ولم يسبق ان قيل عندما تحصل عملية انتخابية ديمقراطية وادت الى انتقال رئاسة الوزراء من شخص إلى شخص اخر يكون هناك عملية اغتيال سياسية للأول، فلا يمكن لأحد ان يفرض على الكتل النيابية ان تفرض كلها ذات الأسماء، فهل الكتل التي تسمي اسماء متعارضة تغتال سياسيا مرشح الكتل الأخرى؟ هذه ادبيات جديدة يتم فرضها على الحياة السياسية في لبنان. موقع رئاسة الحكومة ليس موقعاً تمثيلياً، فهو موقع قيادي يحتاج الى مواصفات وحضور وفعالية رئيس السلطة التنفيذية في لبنان، وإذا كانت الكتل لديها تقييماً معيناً لاداء شخصية بناء على التجرية والوقائع، فلماذا اذا رفضت عودة فلان او فلان لا يعتبر اغتيالاً سياسياً او طعنا في التمثيل، ولكن الحديث عن عدم تسمية الحريري يتم وصفه بالاغتيال السياسي، فهذا الكلام هو نوع من الترهيب لفريق المعارضة. ماذا كان يجري وما زال يجري اليوم اغتيال سياسي لحركة مقاومة هي واحدة من اشرف واهم حركات المقاومة في المنطقة المدافعة والمضحية والمجاهدة، التي قدمت اعز الشهداء التي حررت لبنان من الاحتلال وتحمي لبنان اليوم، وليس اميركا او مجلس الأمن الدولي او احد اخر هو من يحمي لبنان. معادلة الجيش والشعب والمقاومة تحمي لبنان. أوليس ما يجري اليوم إغتيال سياسي لحركة مقاومة شريفة ونبيلة لمصلحة العدو الاسرائيلي، وهناك من يستطيع أن يمنع هذا الاغتيال ولم يحرك ساكنا بل على العكس كان يتحرك اسرع لتسريع هذه العملية لسنا في صدد شطب أو انكار او اغتيال احد، نحن مارسنا حقنا الدستوري في الاستقالة واسقاط الحكومة، ولسنا في صدد اغتيال احد علينا ان نتعاون ونتساعد في تخطي هذه المرحلة الحساسة في تاريخ البلد، فالبلد مستهدف والمتربص اليوم هو الاسرائيلي الذي كان يحلم بهذه المرحلة ويعول عليها ويبشر بها منذ اكثر من سنتين. رأينا في الايام الماضية حكومات ودول تقول انها تحترم الشرعية اللبنانية والمؤسسات الدستورية والمؤسسات اللبنانية وكل هذا جيد، ولكن هناك سؤال لو ان الاستشارات انتجت غالبية جديدة لنفترض هذا وانا من الناس الموضوعيين وانا اتحفظ على خطابات البعض من قادة المعارضة، الذين يتحدثون عن الأمور وكأنها انتهت، وانا حتى الان ارى ان الامور لم تنته لا سلباً ولا ايجاباً، ولكن نحن نعمل على الامور في سبيل حسمها، فلنفترض اذا ان الاستشارات لم تتوصل الى تسمية الحريري بالاسم وانتجت غالبية جديدة متواضعة نيابية، هل سنمع احتراما للشرعية اللبنانية والغالبية النيابية والمؤسسات الدستورية؟ اقول اننا سنسمع كلاما آخر ونحن بدأنا نسمعه فعلا، بدأنا نسمع عن تهديد اسرائيلي ونسمع عن تقسيم البلد، فما هذا الحديث ومن سيقسم لبنان؟ بدأنا الحديث عن المشروع الايراني والمشروع الفارسي والمشروع الشيعي والحكومة التي يقودها حزب الله والحديث المذهبي الفاقع اللون، هل هذا حديث عن احترام الشرعية اللبنانية في ما لو ذهبت الغالبية اللبنانية بهذا الاتجاه؟ انا اقول لكم ان كل هذا الحديث هو تزوير وتضليل وتحريف، وكل المعركة معنا قائمة على التزوير والتحريض والتضليل منذ إنطلاقة المقاومة والمحكمة الدولية والمعركة السياسية الحالية كنا دائماً نقول اننا لسنا طلاب سلطة او مواقع، وكنا نقول ان اولويتنا المقاومة والموقع الوطني، فاذا وصل مرشح المعارضة اتمنى من العالم ان يحترم الشرعية والمؤسسات الدستورية والاغلبية النيابية، وان يعطى الرئيس المكلف فرصة لتشكيل حكومة وحدة وشراكة وطنية حقيقة تراعي وتعمل لمصالح الشعب اللبناني . الايام والمواقع والتجارب والأمور العملية هي الحكم الفيصل بيننا وبينكم، إذا كنتم حريصين وقلبكم يحرقكم على لبنان، اما اذا كان هناك حكم مسبق ومصير لبنان يتوقف على شخص وانه اذا لم يأت الحريري فلبنان غير معروف الى اين سيصل، فهذه كارثة، لانه اذا وصل اي بلد واصبح مصيره مؤسساته كرامته يتوقف على تولي شخص واحد رئاسة الحكومة دون النظر الى كفاءة شخص آخر، فهذا احتقار للبلد والشعب اللبناني. وفي كل الاحوال ما زالت مواعيد الاستشارات النيابية قائمة سنذهب بطبيعة الحال الى الاستشارات النيابية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. هذه الليلة سنصل الى نتيجة نهائية في من ستدعم المعارضة ترشيحه، واتمنى ان تسير الامور بالشكل المناسب والطريقة المناسبة وأسال الله أن يختار الشعب اللبناني وان تختار القيادات اللبنانية من هو في صلاح هذا البلد وان تتصرف بما يتناسب مع حجم التحديات والاخطار والتهديدات التي نواجهها في هذا البلد.