أعلن رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري الاثنين أن كتلته النيابية لن تشارك في أي حكومة يؤلفها مرشح المعارضة، التي تضم حزب الله، ويفترض أن يكون رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي. وجاء إعلان الزعيم السني القوي الحريري، والذي يتزعم أكبر كتلة برلمانية، بعيد بدء رئيس الجمهورية استشاراته النيابية لتسمية المرشح الذي ينال العدد الاكبر من النواب لتولي الرئاسة الثالثة في لبنان في ظل تنافس شديد بين الحريري، وميقاتي، المدعوم من المعارضة، للفوز باصوات النواب البالغ عددهم 128 نائباً. وكانت حكومة الحريري انهارت اثر خروج وزراء المعارضة منها بسبب خلاف على الامحكمة الدولية التي ستنظر باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وأكد الحريري عبر بيان على إستمرار ترشيحه لرئاسة الحكومة "عملاً بقرار كتلة نواب المستقبل والكتل والشخصيات الحليفة في المجلس النيابي". ورفض الحريري وجود مرشح توافقي لرئاسة الحكومة، وقال "إن أي كلام عن وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون، فليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الإستشارات النيابية اليوم، إنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار (ميقاتي دون ان يسميه)، والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه". وقال إن تيار المستقبل يعلن من الآن، رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار (المعارضة). واضاف "إذا كان ما قبل القرار الظني في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري شيء وما بعد صدور القرار شيء آخر، فإن المعادلة تنطبق بدورها على الحالة المستجدة، فما قبل إجراء الإستشارات النيابية شيء، وما بعد الإستشارات شيء آخر". ولم يعط الحريري المزيد من التفاصيل حول ما يقصد عن إشارته إلى ما بعد الاستشارات النيابية. وكان الرئيس ميشال سليمان بدأ ظهر اليوم الاثنين استشاراته مع الكتل النيابية ستستمر يومين لتسمية رئيس الحكومة المقبل وسط انقسام سياسي حاد بين التيارات السياسية بشأن اسم المرشح الذي سيصل إلى الرئاسة الثالثة في البلاد وتقارب الاصوات النيابية بين المرشحين. وكان من المفترض ان تجري الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الاثنين الماضي لكن الرئيس اللبناني اجلها اسبوعاً لافساح المجال أمام الاتصالات المحلية والاقليمية لتجنبيب لبنان حدة الانقسامات. وتدور المنافسة بين رئيس الحكومة المستقيلة الحريري وميقاتي الذي تدعمه المعارضة بينما اعلن انه مرشح توافقي. وقال في بيان "إن هذا الترشح أساسه قناعتي بأن صيانة مسيرة السلم الاهلي وتحصين الساحة الداخلية في وجه التحديات المرتقبة تحتاج الى وقفة وطنية جامعة. لذلك أنطلق من هذا الترشيح لأوكد أني أتطلع إلى تعاون جميع القيادات اللبنانية لنشكل معا فريق عمل متضامن يخرج البلاد من الأزمة الحادة التي تتخبط بها". وقال "لا أنظر الى ترشيحي على أنه تحد لأحد بل هو فرصة لاعادة وصل ما انقطع بين هذه القيادات". وأعرب عن يقينه بأن "المواضيع الخلافية التي باعدت بين اللبنانيين يمكن أن تجد الحلول المناسبة من خلال الحوار القائم على بناء جسور الثقة والتلاقي، والتي سأسعى جاهدا، إذا ما كلفت تشكيل الحكومة، الى إعادة ترسيخها بين القيادات اللبنانية". وكان ميقاتي ترأس الحكومة اللبنانية في العام 2005 اثر استقالة حكومة عمر كرامي بعد عملية اغتيال رفيق الحريري. وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اعلن الليلة الماضية ان رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي والذي كان من ابرز مرشحي المعارضة لرئاسة الحكومة ابلغه، أنه نظرا لكبر سنه، لا يريد ان يتولى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة لكنه ابدى استعداده لتولي المهمة اذا تعذر وجود بديل. وتقول مصادر نيابية إن الأصوات التي سينالها خلال الاستشارات النيابية الحريري او ميقاتي ستكون متقاربة جدا وهي ستكون "أقل من عدد اصابع اليد الواحدة"، وهذا كما تقول تلك المصادر "يجعل مهمة الرئيس المكلف لتاليف الحكومة صعبة".