بقلم / جبران محمد سهيل: بعيدا عن صفيح الأحداث السياسية،وهروبا من تحليلات المشهد اليومي لليمن ولمن سبقها ولمن هي على خطاه ماشية،أو التكهنات حول مستقبل وطننا والقادم المجهول الذي نجهل ما يحمله لنا ولطموحاتنا،مع كل هذا نريد أن نرتاح قليلا حتى ولو بفاصل مغاير يبعدنا بعض الشيء عن واقع مؤلم وكي تطمئن القلوب استبشرت حجه بأجواء طقس معاكسه لأجوائها السياسية،فمع تجمهر العديد من أبنائها في ملعب حوره للمطالبة بالتغيير والإصلاح والبعض بالسقوط وغير ذلك،وفي مكان ليس ببعيد عنهم يتجمع كذلك من يرى أن المظاهرات هي بداية لفوضى تقلب الأوضاع رأسا على عقب وأنهم يؤيدون الاحتكام للحوار ولدعوة رئيس الجمهورية، ويرفضون العنف والتخريب وإلى اللحظة لم تشهد محافظة حجه أية نوع من هذه ومغايره لما تشهده بعض المحافظات من فوضى وعنف وقمع،وفي الجانب الأخر والمختلف هو أن مدينة حجه وبعض المناطق تشهد يوميا تجمع للسحب الكثيفة وضباب يلامس قمم وزوايا وحقول وساحات مدينة حجه،لتصبح ساحات لترويح الأنفس من ضغوطات الحياة ومن الأجواء المشحونة بصواعق أتت من بعيد جاء بها العام الجديد2011م وقدمها هدية عيد ميلاد لخادمهم البابا الصغير بن علي ثم لحسني مبارك لأنهم الأكثر طاعة للبابا والأكثر نهبا لثروة شعوبهم ولأنهم يستحقان هدية البابا نويل في مجال التنكيد والبطش وتجويع مواطنيهم،فأخذا الهدية القيمة التي انتظروها لعقود من الزمن،فبحق كان بن علي يستحق الصفعة التي أتت مع هدية رأس السنة ويذهب إلى ما لم يتوقع حتى أن حط على ضفاف جده ليهدأ الموج الذي تلاطمه،وكذلك هو الحال لحسني المخلوع صاحب الصفعة الثانية التي أذهبته إلى مالم يتوقع هو كذلك،لكن ما دام والسبب هو موج تلاطمه فالمصير لا يخلو من ضفاف فهو أيضا قذفته الأمواج على ضفاف شرم الشيخ وقد يكون في نفس الضفاف التي رمي فيها بن علي المخلوع لأنه موج يأخذك إلى ما لم تعلم،بعدهم لم تقدم هدية العام مباشرة بل ظلت لعنتها تلاحق الكثير فهي الآن عند ملك ملوك أفريقيا لكنه يرفضها والموج ليس بساكن إنما في تلاطم دائم وفي مد وجزر مع القذافي الذي أسال الكثير من الدماء إلى اللحظة،وقد ينبذه الموج على ضفاف أوربا أو غيرها أو قد يغرق شعبه في المتوسط كما أغرقهم بدمائهم فوق أرض ليبيا الحرة،وكذلك لاحقت لعنة هدية العام الرئيس صالح ويعلم البابا نويل أن عادات وتقاليد وطبيعة اليمن وشعبها لا تؤمن بمثل هذه الهدايا وهي ليست تونس المنفتحة على الغرب أو مصر،واليمن يعرف شيء أسمه حكمه وقضاء وقدر فشعبنا متوكلا دائما،والموج قد يهدأ أوقد يزداد مدا في اليمن والى الآن الأمور لا تحتمل التوقع فالمباراة كبيره ومثيره،وزخات المطر تجعل الوضع هادئا ومبشرا بالخير،وقد تلعب الأمطار دورا هاما في نتيجة المباراة وتحدد الفائز من الخاسر ودائما ما نتمنى الفائز أن يكون هو اليمن وحسب. [email protected] كاتب وصحفي يمني(حجه)