نستطيع القول _ جازمين_ أن ما كان يندرج تحت مسمى ( ثورة الشباب) لم يعود له أثر اليوم بعد أن دخلت قوى تقليدية صادرت ( ثورة الشباب) كما صادرت إرادة وقرار أحزاب اللقاء المشترك ذاتها التي تعيش اليوم في دائرة الاسر القسري التابعة لهذه القوى التقليدية ثلاثية (الأضلاع ) يحكم سيطرتها ويتحكم بمسارها كل من عبد المجيد الزنداني, وعلي محسن الأحمر , وأولاد الشيخ عبد الله , أطراف (ثلاثة) صادروا خيار الفعاليات السياسية والحزبية كما صادروا مشروعية ما يسمى ب( ثورة الشباب) وبالتالي لا اعتقد اليوم أن هناك سباب مستقلين علي الساحات بقدر ما غدت هذه الساحات في قبضة شباب أحزاب المشترك وفي المقدمة شباب التجمع اليمني للإصلاح أي شباب ( الاخوان المسلمين) الذين سيطروا علي كل مخرجات الاعتصامات واحكموا قبضتهم علي الساحات لدرجة أن هناك دولة مصغرة داخل ساحات الاعتصام بما في ذلك أجهزة (أمنية) وشعبة تحقيق بمعني أن شباب الإصلاح يستفيدون من خبرات قيادتهم خاصة في المجال الأمني وهذا ما يظهر بقايا الشباب من المسميات الحزبية الأخرى وكأنهم مسلوبي الإرادة والقرار كما هو الحال مع قيادتهم التي لا تملك سلطة قرارها الذي يتحكم به ويوجه كل من علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وبمباركة الزنداني الذي كان بإمكانه أن ينهي هذه الأزمة بكلمة صدق مع الله والوطن لكنه جاءا بأحلام (دولة الخلافة ) التي يستحيل الوصول إليها أن كنا لم نتفق فيما بيننا هناء في اليمن البلد الديمقراطي الذي يجمعها ( أيوب طارش) ويفرقها ( الزنداني) وهذا من سخرية الأقدار أو ربما من نعمه لا أعرف سر هذه الظاهرة التي في المحصلة الأخيرة تضعنا أمام معادلة اجتماعية تكشف عن فداحة الدور السلبي لمن كنا نسميهم بالعلماء ولم يكونوا للأسف عند مستوى هذا اللقب فانحازوا للدنيا ضد الدين وللانتماء الحزبي ضد الانتماء الوطني فكانت الفتنة مباركة في خطابهم فيما الوطن وأمنه واستقراره حقائق أو ثوابت اندرجت في سياق الرغبة بتحقيق حلم لا يمكن الوصول إليه (الخلافة) التي وأن افترضنا شرعية الدعوة لهاء فأنها قطعا لن تستقيم مع أمثال هؤلاء الشيوخ الذين يقدمون مصالح الدنيا علي مصلحة الدين ..!! بين أولاد الشيخ عبد الله وعلي محسن الأحمر والزنداني تاهت مشروعية انتفاضة (الشباب) أو ( ثورتهم) المزعومة بل لم يعود للشباب سلطة في ساحات الاعتصام بدليل ما حدث لبعض النساء الناشطات في ساحات الاعتصام فيما جاءا رد الشباب مخجلا علي ذألك العدوان ومن خلال بيان يتيم تم صياغته بكثير من الخجل فيما المفترض أن يكون رد فعل الشباب علي تلك الهمجية أكثر تعبيرا عن إرادتهم واستقلال قرارهم وأن استدعي الأمر مغادرة جماعية لساحة الديكتاتورية الإخوانية والتسلط الإصلاحي في موقف كان يمكن أن يكون تعبيرا عن استقلالية الشباب وتميزهم ورفضا لهيمنة شباب الأخوان وتسلطهم وسيطرتهم علي الساحات لدرجة أن غداء شباب الإصلاح يمثلون في هذه الساحات ما يشبه رجال الدولة القادمة في بروفة لن يكتب لها النجاح قطعا لأن الشعب قد أدرك الكثير من الحقائق التي كانت مخفية وبعيدة عن الأعين ولكن مع الصبر والمرونة والحكمة التي تعاملت بها القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ الذي كان لحكمته أثر ولسعة صبره دورا في كشف كل ما كان مستورا في خلفيات ودوافع المؤامرة المشتركة التي يقف خلفها تحديدا الثلاثة الأطراف سالفي الذكر فهؤلاء هم من وقف وراء هذه الأزمة ولا يزل وهؤلاء هم من خطفوا أحلام الشباب وأمانيهم وهؤلاء هم اليوم الذين يقفون حجرة عثرة أمام الحوار , وأن كان فيهم من سقط قبليا وأخلاقيا ووطنيا ففيهم ايضا من سقط شرعيا ودينيا وخرج من معادلة كانت تحفظ له مكانته في الذاكرة الوطنية , لكن بعد المواقف المتناقضة التي خالفت دور العالم ورسالة العلماء فأن الأمر دخل في مربع أخر من حيث النوايا والرغبات وبالتالي لم يعود حرج من تسمية الأشياء بأسمائها وكذا نسب المواقف لأصحابها والزنداني خسر ربما أكثر بكثير مما كان يعول عليه من مكاسب في سياق تداعيات الأوهام التي نسجتها الأطراف الثلاثة ولن تصل غليها قطعا بل قد سقطت هذه الأحلام بانكشاف النوايا وتناقض الدوافع والأهداف ومع هذا التمترس خلف رغبات تفصح عن نفسها بطريقة درامية لكنها كانت بمثابة المنقذ للشعب لأن الله جعل كيد المتآمرين بنحورهم ويكفي ما صدر عن المدعو( عسكر زعيل) الذي قال لا مانع لديهم من التضحية بمائة أو مائتين ألف من الشباب في سبيل اسقاط النظام وكأن شباب اليمن مجرد (قطعان) في حضيرة هذا الثلاثي التأمري الذي يجتر ذات المحطات التاريخية لمسار بدأ به هؤلاء حياتهم بدأ من اغتيال الشهيد محمد محمود الزبيري وصولا لكل الجرائم التي يرتكبها هؤلاء بحق الشعب اليمني بصورة مباشرة أو غير مباشرة في لحظة استلاب لوعي القوى الوطنية أو من كنا نسميها بهذا الاسم وغدت في مربع هؤلاء مأسورة برغبات الحقد والكيد دون أن تدرك فداحة المسار الذي تمشي فيه وإلي اين قد يصل بهاء ..