الثأر يُنادي الاسكتلندي أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد الإنكليزي، عندما يُواجه برشلونة الإسباني في التاسع والعشرين من أيار/مايو الجاري، بنهائي دوري أبطال أوروبا. المباراة نسخةٌ مكررة من نهائي البطولة ذاتها قبل عامين، عندما التقى الفريقان على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما، ووقتها حقق الفريق الكتالوني اللقب بهدفين في مرمى "الشياطين الحُمر" سجلهما الكاميروني صامويل إيتو مهاجم إنتر ميلان الإيطالي حالياً، والأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم. وقتها دخل فيرغسون اللقاء بثقةٍ زائدة، معتقداً أن "فريقه قادر على الهيمنة على الكرة الأوروبية في الأعوام المقبلة بدءاً من تحقيق الفوز في مباراة روما"، وخرج من العاصمة الإيطالية "معترفاً بأن برشلونة تفوق تماماً على فريقه". رد الاعتبار والآن حان وقت رد الاعتبار لفيرغسون بالمرة الرابعة التي يُواجه فيها غوارديولا، بعد أن نجح رجال "فيرغي" في الإطاحة بال"بلوغرانا" من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2008 (تعادل سلبي في كامب نو وفوز بهدف نظيف في أولد ترافورد)، ووقتها تُوّج الفريق الإنكليزي باللقب بعدما تخطى عقبة مواطنه تشيلسي في المباراة النهائية، بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي وركلات الترجيح، والمرة الثالثة كانت نهائي نسخة 2009. أمام مانشستر يونايتد أكثر من عصفور بإمكانه ضربه بحجرٍ واحد إذا ما أسقط برشلونة في النهائي، وأكثر من إنجازٍ على مستوى اللاعبين والمدير الفني المخضرم الذي يقود دفة الفريق منذ عام 1986. فماذا لو وجد فيرغسون ولاعبوه التعويذة اللازمة لفك شفرة "الشيطان" ميسي؟ ماذا لو نجح واين روني وزملاؤه في التماس طريقهم إلى مرمى فيكتور فالديز حارس مرمى بطل إسبانيا؟ ماذا لو استيقظ غوارديولا على كابوس إنكليزي في ملعب ويمبلي أواخر الشهر الجاري؟ أرقامٌ قياسية الرقم الأول الذي سيُسجل في دفتر إنجازات مانشستر يونايتد، هو أنه سيكون أول فريق يُحافظ على اللقب الأوروبي في البطولة التي تُقام تحت مسماها الحالي "دوري أبطال أوروبا" منذ عام 1992، بتتويجه بطلاً للمرة الثالثة بعد عامي 1999 و2008. أما الرقم الثاني فهو أن عدد ألقاب مانشستر يونايتد سيرتفع إلى الرقم 4، متخطياً بذلك برشلونة وإنتر ميلان الإيطالي صاحبيْ الألقاب الثلاثة، ومتساوياً مع بايرن ميونيخ الألماني وأياكس أمستردام الهولندي. رسالة غير مباشرة لرونالدو الفوز على برشلونة بالنسبة لفيرغسون سيعني الكثير من ناحيةٍ أخرى، إذ سيُمثل رسالةً موجهة إلى البرتغالي كرستيانو رونالدو تحمل عبارة: " استطعت أن أنجز ما لم تفعله أنت عندما كنت معي"، إذ أن رونالدو الذي رحل عن "أولد ترافورد" في صيف عام 2009 متوجهاً إلى ريال مدريد الإسباني فشل في إيقاف زحف ميسي ورفاقه في نهائي عام 2009، كما ودّع البطولة ذاتها هذا الموسم على يد ميسي بالتخصص من الدور نصف النهائي. وليس لنا أن ننسى أن تتويج مانشستر يونايتد باللقب الأوروبي يعني تحقيقه الثنائية بعد أن بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، فالفريق بحاجةٍ إلى نقطةٍ واحدة من مباراتيه المتبقيتين في البطولة المحلية. احتمالاتٌ كثيرة وإنجازاتٌ عدة في انتظار فيرغسون إذا ما تمكن من حسم مباراة "ويمبلي" أمام برشلونة الإسباني، لننتظر ونرى... من مهند الشناوي Eurosport