نحن نعيش أفراح أعياد ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر تتويجاً لنضال متواصل لأبناء الشعب شماله والجنوب ففي السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م انطلق أبناء ردفان والضالع ويافع وشبوة وبعض مديريات ابين للدفاع عن المولود السبتمبري العملاق وبعد عام وثمانية عشر يوماً انطلق المارد اليمني من جبال ردفان معلناً الثورة على الاستعمار البريطاني بعد الإعداد والتجهيز في قعطبة وتعز فلا فرق بين اندفاع المناضل الشهيد راجح لبوزة أو المناضل الشهيد احمد الكبسي فواحدية الثورة تجدها تتقابل الأبطال شهيد من الشمال وشهيد من الجنوب وثائر من الجنوب ومارد يعلو إلى السماء ومارد يظهر من البحر لينشر أمزان الغضب ناراً تحرق المستعمر بقيادة عبدالقوي مكاوي وجبهة التحرير وأبطالها الشجعان. فعندما زمجرت بالنار أرضنا على عدونا في الجنوب أذن الفجر في أرضنا بالكفاح في الشمال لتحرير الأرض والإنسان من براثن الاستعمار والسلطنات الإقطاعية في الجنوب. وقد كانت الثورة مشروعة وضرورة إنسانية لشعب يمني واحد موحد رسمت له حدود وهمية من قبل المستعمر. واندفاع الأبطال لتحرير الجنوب بقيادة مكاوي رحمه الله الذي كان اعتماده على الدعم من المشير السلال رئيس الجمهورية رحمه الله هذا الرجل العظيم مفجر ثورة سبتمبر أوعز إلى طلاب المدارس بدعم جبهة التحرير كل بقدر ما يستطيع وقد خرج اجتماع طلاب المدارس العلمية والثانوية والمتوسطة والأيتام والنهضة ومعهد الشوكاني بقرار دعم جبهة التحرير بنصف كدمة يومياً على كل طالب والاختصاص من الأرز وبقية المواد الغذائية وبيعها لصالح جبهة التحرير. ذلك الاجتماع الذي رأسه الأستاذ القدير رئيس المدرسة حينها المناضل احمد محمد الشبيبي الذي كان له دور كبير منذ قيام الثورة بدعم الجبهات بالإعداد المتطوعة من طلاب المدارس.. وعندما استطاع الاستعمار شق العصا بين أبناء الوطن الواحدة وخاصة بين جبهة التحرير وبروز الجبهة القومية.. وتعميق الخلاف وتسلم السلطة إلى الجبهة القومية كان قحطان الشعبي رفيق درب المشير السلال.. كان حينها لابد من دعم أبطال السبعين يوماً المحاصرين في صنعاء ودعم المقاومة بالسلاح والعتاد وإذا عرفتم تزامن حصار صنعاء في 28 نوفمبر عام 1967م فان الجلاء ورحيل آخر جندي كان يوم ثلاثين نوفمبر 1967م ولكن الاستعمار أبقى على عمالته المأفونة لتتوغل في الجنوب وتقضي على أبطال الثورة وتصفيهم وفي الشمال تم إعادة أركان النظام الملكي وتم تصفية أبطال الثورة والتاريخ يرصد كل شيء ويظهر المخبأ.