يعتبر العام 1969 عاماً مهماً وتاريخاً لا ينسى في عالم كرة القدم العالمية، حيث كانت تقام تصفيات التأهل إلى مونديال المكسيك 1970. وفي 8 حزيران/يونيو 1969، اتجه الفريق السلفادوري لمواجهة نظيره الهندوراسي في مباراة الذهاب على أرض الأخير، ومنذ وصول السلفادوريين، تجمعت جماهير هندوراس حول الفندق واستمرت في إحداث الضجيج طوال الليل. وفي اليوم التالي أقيمت المباراة، وكانت النتيجة خسارة السلفادور بنتيجة 0-1 أمام هندوراس أصحاب الأرض. وكانت نتيجة المباراة انتحار فتاة في الثامن عشر من عمرها بعد مشاهدتها الأحداث على شاشة التلفاز، وقام بتشييعها جماهير سلفادورية غفيرة، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ووزرائه. ودارت الأيام ليسافر المنتخب الهندوراسي إلى السلفادور في 13 من الشهر نفسه لخوض مباراة الإياب، ولم تنس جماهير أصحاب الأرض الحادثة، ليعمدوا إلى إحداث نفس الضجيج، وكانت النتيجة خسارة هندوراس 3-0 وتوديعها التصفيات.
حرب المائة ساعة وفي اليوم التالي 14 حزيران/يونيو 1969، قصف سلاح الجو السلفادوري الأراضي الهندوراسية، وشن هجوما على طول الحدود التي تربط البلدين، كما احتلت سلفادور جزءاً من أرض هندوراس بطول 8 كيلومترات. لم يقف الهندوراسيين مكتوفي الأيدي، وعملوا على الرد على الهجوم، وتدمير قواتهم الجوية، حتى استمرت الحرب لمدة أربعة أيام. وتوقفت الحرب في 20 من الشهر نفسه بعد ضغوط من الأميركيين، حيث بلغ عدد القتلى ألفي قتيل، ما يقارب ال12 ألف جريح من الطرفين.
تأثير كرة القدم لقد كانت هذه إحدى الحالات التي تسببت فيها مباراة في كرة القدم بحرب بين بلدين شقيقين، واستمرت 11 عاما حتى توقيع اتفاقية بين البلدين في عام 1980. Eurosport