في ظاهرة مقيتة وغريبة على المشهد الرياضي, قام مجموعة من مرافقي أحد المشايخ المتنفذين في محافظة إب باقتحام إستاد إب الدولي نهار رمضان الجاري. المسلحون الذين يعدون كمرافقين لأحد المشايخ في المحافظة، وفور اقتحامهم للإستاد بدأو ممارسة هواية لاتمت لهم بصلة من خلال إجراءهم لمباراة كروية تجمعهم مع بعضهم البعض وهم يحملون أسلحتهم الكلاشينكوف على ظهورهم في صورة غريبة لاتحمل أي انطباع عن التحلي بالأخلاق والروح الرياضية بعد عملية اقتحامهم للملعب وممارستهم للعبة من دون الإكتراث لمبادئ قوانين اللعبة المحرمة لأي وجود مسلح ولو كان حتى بمطواة أو أي أداة تسبب الأذى، ناهيك عن عدم التزامهم بقانون ضرورة ارتداء الملابس الرياضية عند ممارسة اللعبة.
دخل المسلحون الملعب عنوة كعصابة تمارس فهلوة السطو على القيم الاجتماعية من بوابة الاستفزاز المفتوحة على مصراعيها ،مستقوين بجموح الشيخ وغياب سلطة دولة القانون على المربعات الخضراء للملعب.
مطلع الأسبوع الماضي,خرجت في مدينة إب مسيرة مليونية تعبر عن رفضها وغضبها إزاء القرار الجمهوري 144 القاضي بتعيين الشيخ جبران صادق باشا وكيلا لمحافظة إب, في صورة أخرى مرتبطة في محاولة ومقاومة الجمهور خارج الملعب بالتخلص من سلطة ونفوذ وهيمنة المشايخ على الحياة الاجتماعية لأبناء اللواء الأخضر والممتدة منذ عقود ظلامية طويلة.
مازالت الآلة تدور وتدوي بعنجهيتها على المدرجات والبساط الأخضر,عندما يطغى مشهد البارود على كونترات الملعب,يتخضب العشب الأخضر بلون الدم الأحمر,وتنتهك حرمة المكان وتنسف قيم الرياضة السامية.
الحالة ذاتها شهدها إستاد المرحوم علي محسن المريسي في العاصمة صنعاء مطلع العام2011عندما أصبح ثكنة مسلحة للبلاطجة الداعمين لبقاء نظام المخلوع صالح وعائلته,وكان الملعب يومها يستخدم لأعمال القنص والخطف لمسيرات الثوار بالإضافة بالى الاستعانة بمجاميع البلاطجة المتواجدين في الملعب بترويع السكان والاشتراك بما كان يعرف وقتها بحرب الحصبة.
الوجه الآخر لكرة القدم موت ... دمار ... وحتى حروب كرة القدم ليست مجرد لعبة تنتهي بفوز أو خسارة وتشهد الأفراح دائما، فلو قلبنا الصفحة فإننا سنجد صفحة سوداء تدنس تاريخ كرة القدم، من حوادث التدافع داخل الملاعب إلى أعمال الشغب..و عملية الاقتحام من قبل المسلحين كما شهدتها ملاعب العراق ولبنان إبان الحرب الأهلية، أو كما وظفها ديكتاتور تشيلي السابق بيونشيه الذي أعد حفلة إعدام جماعية لمعارضيه داخل ملعب سنتياغو مطلع السبعينيات.
قد يكون الملعب أشبه ببرميل بارود تنتظر فتيلته توليع الشرارة الأولى لينفجر,وهناك مباراة بدأت بصافرة وانتهت بهجوم عسكري وتدخل أممي.
الدولتان الجارتان هندوراس والسلفادور بأمريكا الجنوبية، لم تكن العلاقة بينهما في أحوال جيدة عندما أوقعتهما قرعة تصفيات مونديال 1970 في مواجهة حاسمة للحصول على تأشيرة واحدة للمونديال، ففي المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها وصاحب المباراة اعتداء على الجالية السلفادورية المقيمة بشكل كبير في هندوراس مما جعل السلفادوريين يهربون عائدين إلى موطنهم، وبعدها بأسبوع فازت السلفادور، وعومل أنصار هندوراس بمثل ما عاملوا به جيرانهم في اللقاء الأول، بعدها وفي جويلية 1969 بالمكسيك فازت السلفادور في مباراة فاصلة وتأهلت لمونديال المكسيك 1970 وحينها كانت الدولتان قد حشدتا قواتهما العسكرية على الحدود وكان انتهاك طائرة هندوراسية كافيا لتغلغل الجيش السلفادوري في أراضي هندوراس ودخلا الطرفان في حرب استمرت 100 ساعة وخلفت آلاف القتلى من الجانبين فيما أصبح يصطلح عليه حرب كرة القدم أو حرب المائة ساعة .