رجح محامي منفذ الهجوم المزدوج في النرويج الذي أوقع أكثر من سبعين قتيلا أن يكون موكله مختلا عقليا, ونقل عنه أنه كان يعتقد أنه أشعل حربا ستستمر ستين عاما. وكان المتهم أندريس بريفيك (32 عاما) الذي وصف بأنه أصولي مسيحي معاد للإسلام والمهاجرين مثل أمس أمام محكمة في أوسلو بعدما حققت معه الشرطة قبل ذلك. وأقر بريفيك في المحكمة بمسؤوليته عن تفجير سيارة مفخخة في العاصمة النرويجية وإطلاق نار على مخيم شبابي صيفي لحزب العمال الحاكم في جزيرة أويوتا المجاورة, وسقط في الحادثين 76 قتيلا، وفق حصيلة معدلة. وقال إن الهدف من الهجوم المزدوج -الذي لم تشهد النرويج مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية- كان حماية النرويج وأوروبا الغربية من "غزو إسلامي". ومع أنه اعترف بمسؤوليته عن الهجومين, فقد دفع بريفيك أمام المحكمة بأنه غير مذنب, وكان قال في وقت سابق أمام الشرطة إنه يدرك أن ما قام به كان رهيبا، لكنه "ضروري". وتقرر حبس المتهم ثمانية أسابيع على ذمة التحقيق, ويرجح أن يصدر ضده حكم مشدد بالسجن. وفي حين بدا أندريس أثناء التحقيقات هادئا ومدركا لما قام به, لم يستبعد محاميه غير ليبستاد اليوم الثلاثاء أن يكون مختلا عقليا. وقال ليبستاد في تصريحات صحفية إن "القضية برمتها تشير إلى أنه مختل عقليا", ودعا إلى عرضه على الفحص الطبي لتحديد وضعه النفسي. بيد أنه استبعد أن يعتمد على هذه الفرضية أثناء دفاعه عن المهاجم. وأضاف المحامي المعين من المحكمة أن المهاجم يعتقد أنه في حرب, وأن الحرب تعني أن في وسعه أن يفعل أشياء على شاكلة ما قام به في أوسلو وفي جزيرة أويوتا. ونقل المحامي عن موكله أنه كان يعتقد أنه سيلقى مصرعه في الهجوم المزدوج أو أثناء المحاكمة, وأن "الحرب" التي أشعلها ستستمر ستين عاما. وقال المحامي أيضا إن بريفيك لم يبد أي نوع من الندم أو التعاطف مع ضحاياه الذين قتلهم رميا بالرصاص في المخيم الشبابي. ونقل عن الادعاء العام النرويجي أنه قد يتم توجيه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى أندريس بريفيك استنادا إلى مادة جديدة في قانون العقوبات أدرجت في 2008, وهو ما يعني أنه سيحكم على المتهم بثلاثين سنة سجنا كحد أقصى. وكان مئات آلاف النرويجيين احتشدوا أمس في مختلف أنحاء البلاد تنديدا بالهجوم المزودج وتضامنا مع ضحاياه. وفي مواجهة انتقادات للشرطة لتأخرها عن نجدة ضحايا الهجوم على المخيم الشبابي, قال وزير العدل النرويجي نوت شتوربيغت اليوم إنها قامت بواجبها على الوجه الأفضل. وكانت أحزاب من أقصى اليمين في أوروبا قد نأت بنفسها عن الهجوم الذي نفذه أندريس بريفيك قالت إنه يتعين عدم اخترالها في المهاجم. وفي هذا السياق تحديدا قال زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز اليوم إن تحصن المنفذ وراء محاربة "أسلمة" أوروبا لتبرير ما قام به يعد صفعة للحركة العالمية المناهضة للإسلام. وقال فيلدرز في بيان نشر في موقع حزبه (حزب الحرية) إن مبادئ هذه الحركة "سلمية", رافضا أن تكون تصريحاته عن الإسلام محفزا لما حدث في النرويج. وقال أيضا "إنها لصفعة في وجه الحركة المناهضة للإسلام على مستوى العالم أن يسيء مريض نفسي استخدام مكافحة الإسلام بطريقة عنيفة". وتابع أنه يتعين التصدي لأسلمة المجتمع الهولندي بالطرق "الديمقراطية والسلمية فقط". وكان بريفيك قد أبدى إعجابه بفيلدرز وذلك في بيان نشره على الإنترنت قبيل تفجير أسلو.