الشعب اليمني - ومن وراءه أحزاب اللقاء المشترك - يريد أن يبعث رسالة تحذير إلى النظام اليمني، وذلك يوم الخميس الموافق 3/2/2011م، بأنه قد بلغ السيل الزبا، وقبل أن يجرف ما يواجهه ويهلك الحرث والنسل على النظام اليمني وعلى رأسه الرئيس صالح الاستجابة لمطالب الشعب والنزول عندها، حينها فقط يمكن القول بأن الرئيس وضع نفسه وقراراته في صورة حيكم اليمن بل حيكم الزعماء العرب على الإطلاق، فجميل منه أن يستجيب لخميس الإنذار، وقد كان الأجمل منه أن يستجيب قبل خميس الإنذار وينزل عند مطالب الشعب المتكررة على الدوام. لكن لا يكون من الجميل أن لا يستجيب النظام اليمني لخميس الإنذار، ومن العجيب أو الأشد قبحا أن يركب رأسه ويمضي في طريق ذي عوج منفردا؛ لأنه حينها لم يعد أمام الشعب اليمني إلا التحضير لجمعة الغضب، وحينها سوف يضع الرئيس نفسه في صورة بن على أو في الرئيس المصري الذي وعى الدرس متأخرا وبعد فوات الأوان، بل إن الذي يسمع خطاباته أي الرئيس المصري يتيقن أنه لم يع الدرس بعد وما زال يماطل شعبه ويقطر التنازلات بالقطارة لا ندري هل ما زال يراهن على أمريكا وإسرائيل أو هاتان الأخيرتان فرضتا عليه عدم المغادرة، ولم يع الجميع قول الشابي التونسي: [إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر]. وإن أقدار الله في الكتاب المسطور تقرر: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغروا ما بأنفسهم) والشعوب - في رأي الجميع - قد ارتضت ذلك التغيير وهي في طريقها إليه رضت الأنظمة أم سخطت غير أن الذي متأكد منه بأن الشعوب ماضية في طريقها وسوف تحاسب اللصوص ولن تخشى في الله لومة (حاكم مستبد) أيا كان وأين كانت القوى التي تقف وراءه، والشعوب إذا ما استفاقت من نومها وإذا ما دبت الحياة في شرايينها فلن يستطيع أحد أن يوقف عجلة سيرها أو يجبرها على التراجع إلى الوراء، واعلموا أن الأنظمة الحاكمة في العالم لو اجتمعت في صعيد واحد ما استطاعوا ولن يستطيعوا الوقوف أمام ثورة شعب واحد ليثنوه عن عزمه وإرادته، فكيف والشعوب العربية في الوقت الراهن مجتمعة في صعيد واحد ومصممة على التغيير وإسقاط الأنظمة. لا ندري من القادمة أو من سوف يسبق هل سورية أم اليمن أم قد تفاجئنا دولة أخرى لم تكمن في الحسبان، فمصر لم تكن بالحسبان جراء النظام الذي كان يقبض على الشعب بيد من حديد، وكان المصري يخاف من النفس أمام صورة الحاكم وجنوده واليوم المصري بملء فيه يقول يسقط حسني مبارك يسقط رأس النظام، وإذا ما تمادى النظام في غيه وتمادت إسرائيل وأمريكا في دعمه سوف يرفع الشعب المصري السقف قليلا ليقول: تسقط إسرائيل وترحل إسرائيل من فلسطين. إلى رئيس الجمهورية نتمنى أن تكون حيكم اليمن، وحكيم الزعماء، نتمنى أن تضل تضرب بك الأمثال ليقال إن الرئيس اليمني نزل عند رغبة شعبه مختارا لا مكرها، ماذا يحدث لو صرت رئيسا لكل اليمن لا رئيسا لحزب المؤتمر ما الذي سيحصل لو دعوت إلى تشكيل حكومة وطنية من كل فئات الشعب وأطيافه ؟ ماذا سيحصل لو صحح قانون الانتخابات ولو نقي سجلها من الأسماء المزورة ماذا سيحصل لو أقرت القائمة النسبية ماذا سوف يحصل لو عشنا انتخابات حرة ونزيهة تحصل فيها المعارضة على ذات الاصوات التي قد يحصل عليها الحزب الحاكم ما الذي سيحصل لو حصلت المعارضة على نصف مقاعد مجلس النواب أو اقل من النصف بقليل أو تزيد. الأنظمة المتحضرة في الدول المتقدمة تستاء تمام الاستياء عندما يقل نصيب المعارضة في مجلس الأمة أو المجلس النيابي أو مجلس الشعب، لأنها تدرك بأن المعارضة هي المحفزة والرقيبة على تصرفات السلطة أن تضل، فلماذا تأبى الحكومات العربية وأنظمتها إلا إقصاء المعارضات وهذا الإقصاء الذي حصل للمعارضة في مصر في أبشع صورة انتخابات مرت على مصر هي القشة التي قصمت ظهر البعير. والنظام اليمني وحزب المؤتمر في استمراره على المضي في الانتخابات منفردا دون بقية القوى وحرصه على بقاء السجل الانتخابي سيء السمعة والصيت، ومثله قانون الانتخابات، ورفض القائمة النسبية فإنَّهُ سوف يطوي صفحة الرئيس إلى الأبد ولن يكون حيكم اليمن حين عندما يطالب الشعب برحيله. ثم هب أن الرئيس اليمني قد وفر لشعبه كل المتطلبات وقد حقق في دنيا شعبه كل الوعود الانتخابية، جعل شعبه يعيش حياة رغيدة فمدة بقائه في السلطة أكثر من 30 سنة تكفي، فكيف إذا كان الشعب اليمني ينتقل من سيء إلى أسوأ ومن أزمة إلى أزمة ومن قيامة إلى قيامة إلا يكون من الأجدى أن يترك الرئيس الفرصة لغيره .