المصريّون مستمرون في نداءاتهم برحيل الرئيس ونظامه ويشاركوا في ما أسموه "يوم الرحيل"، آملين أن يتنحّى الرئيس حسني مبارك بعد عشرة أيام من الاحتجاجات. وملأ الملايين شوارع المحافظات المصرية واحتشد الآلاف في وسط القاهرة مردّدين "الشعب يريد إسقاط الرئيس" على وقع النشيد الوطني المصري الذي صدح في أرجاء المكان. وهتف متظاهرون قائلين إن اليوم هو اليوم الأخير لمبارك، بينما ترددت أغنية مصرية شهيرة تقول "مصر اليوم في عيد". واحتشد عشرات الآلاف في ميدان التحرير قبيل ظهر اليوم الجمعة، تلبيةً للدعوة الى تظاهرات مليونية لإسقاط الرئيس حسني مبارك في جميع أنحاء مصر، الذي أطلق عليه المحتجون "جمعة الرحيل"، فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان "تظاهرات حرة" ولإجراء إصلاحات ديموقراطية حقيقية. وقام وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي بزيارة قصيرة الى ميدان التحرير لتفقد الأوضاع في الساحة، وهتف المتظاهرون مرحّبين به "يا مشير يا مشير إحنا ولادك في التحرير". وتبادل الوزير حديثاً قصيراً مع متظاهرين، ساعياً الى تهدئتهم وخاطبهم قائلاً "يا جماعة، الرجل قال لكم إنه لن يرشح نفسه مرة ثانية" بعدما أعلن الرئيس المصري في كلمة ألقاها الثلاثاء أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة. وأكد مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه يقوم بزيارة للمتظاهرين المطالبين بإسقاط مبارك في ميدان التحرير سعياً الى "التهدئة". وأعلن مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع في تصريحات إلى قناة الجزيرة أن الجماعة على "استعداد للحوار" مع نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان "بعد رحيل مبارك". وصلى المتظاهرون في ميدان التحرير، حيث أمّهم الشيخ خالد المراكبي، الذي طالب المحتجين في خطبته ب"الثبات حتى النصر"، وقال "الكل جاؤوا، مسلمون ومسيحيّون، ليعبروا عن حقهم المسلوب" و"ليس لنا أي حزب يعبّر عنا وعن مطالبنا، ومن يُرد أن يفاوض عليه أن يأتي الى هنا ويتكلم أنها حركة مصرية". كذلك أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح "شهداء الانتفاضة" التي أوقعت بحسب الأممالمتحدة قرابة 300 قتيل. وبكى الإمام ومعه جموع المتظاهرين أثناء أداء صلاة الغائب، ثم تعالى هتاف الجموع كالهدير "ارحل ارحل". وكان المتظاهرون قد بدأوا بالتوافد منذ الثامنة صباحاً الى ميدان التحرير، حيث أقام الجيش حواجز لتفتيش الداخلين الى الساحة تفتيشاً دقيقاً. كذلك ألّف المتظاهرون لجاناً أقامت نحو ستة أو سبعة حواجز لمنع دخول أي "متسللين مسلحين". وتمركز الجيش أيضاً في ميدان الجلاء الذي يبعد أكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير، حيث أغلق الطريق أمام حركة سير السيارات، سامحاً فقط بعبور المشاة. وأفادت وكالة رويترز أن بعض المحتجين نام على الأرض بينما قام آخرون بحراسة الميدان الذي شكل مركزاً للتجمعات الحاشدة المناهضة للرئيس مبارك فيما قام المنظمون بترتيب الناس في سلاسل بشرية لفحص الحقائب وبطاقات الهوية لإبعاد قوات الأمن المتخفية بلباس مدني والبلطجية. ونقلت الوكالة عن أحد المتظاهرين قوله إن مبارك ونظامه يحاول اشاعة التوتر عبر ارسال العناصر التابعة له لشن الاعتداءات والهجمات على المتظاهرين مضيفاً أن المتظاهرين سيبقون حتى تحقيق مطالبهم. وقال أطباء في مستشفى مؤقت يعمل خارج مسجد قريب من ميدان التحرير إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا واصيب ثمانمئة آخرون أمس اثناء الاشتباكات الناجمة عن اقدام عناصر موالية للنظام بشن اعتداءات على المتظاهرين. وقدرت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عدد قتلى المظاهرات بثلاثمئة قتيل. وقد أقدم عناصر ممن وصفوا بالبلطجية أو الموالين لنظام الرئيس المصري حسني مبارك على اتلاف مواد غذائية وطبية مرسلة الى المتظاهرين المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة والقائها في نهر النيل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن صحفي في ميدان التحرير قوله إن رجلا بلباس مدني انقض على شاب يحمل اكياسا من المواد الغذائية والطبية وافرغ محتوى الأكياس في نهر النيل عند حاجز اقامه جنود مصريون لتفتيش كل شخص يرغب في اجتياز جسر الجلاء للوصول الى ميدان التحرير. مصور مجلة ريفليكس التشيكية في القاهرة يتعرض للاعتداء من موالين لمبارك من جهة ثانية قال مصور مجلة ريفليكس التشيكية يان شيبيك بأنه تعرض لاعتداء في القاهرة من قبل موالين للرئيس مبارك من أجل لحصول على الصور التي التقطها لمهاجمتهم للمتظاهرين السلميين في ميدان التحرير بالقاهرة. وأضاف شيبيك في حديث لموقع المجلة على الانترنت من القاهرة أنه لم يشاهد خلال عمله المهني الطويل مثل هذه القسوة التي مورست ضد المتظاهرين المدنيين المصريين. وأوضح أنه شاهد أيضاً العديد من المراسلين الأجانب يتعرضون لضرب أنصار مبارك وأن السلطات المصرية حاولت منعهم من البث عبر قطع الانترنت غير أن المراسلين نجحوا في إرسال تقاريرهم عبر الأقمار الاصطناعية. السلطات التركية تجلي أكثر من ألفي شخص من مصر وأعلنت السلطات التركية أنها أجلت حتى الآن الفين و870 شخصاً من رعاياها ورعايا دول اخرى موجودين في مصر إلى تركيا مع دخول المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك يومها الحادي عشر. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن محمد ايرسوي رئيس هيئة الطوارئ وإدارة الكوارث قوله في بيان إن نحو ألفين و870 شخصاً نقلوا من مصر إلى تركيا في 17 طائرة منذ 29 كانون الثاني الماضي. وأضاف أن هيئة الطوارئ التركية سترسل الى مصر طائرة ركاب تتسع ل 281 شخصاً من أجل إجلاء المزيد من الأشخاص. ومن بين الأشخاص الذين نقلوا إلى تركيا نحو 500 شخص من غير الأتراك. السويد تطالب السلطات المصرية بحماية الصحفيين من جهته طالب رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلد السلطات المصرية باحترام الصحفيين الذين ينقلون حقيقة ما يحدث في المظاهرات الجارية في مصر إلى العالم وذلك بعد يوم من اعتقال نحو عشرين صحفيا على يد عناصر الامن وتعرض نفس العدد تقريبا لاعتدءات على يد موالين للرئيس مبارك. وقال راينفلد خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن على السلطات المصرية ضمان حماية الصحفيين الذين يغطون المظاهرات في مصر لافتا إلى أن الصحفيين هم أعين وآذان العالم في هذا العصر. وكانت تركيا أعلنت أمس اعتداءات تعرض لها مراسلو تلفزيون تي ار تي وصحيفة زمان التركيين على يد موالين للرئيس مبارك كما أعلنت فرنسا اعتقال مراسلين يعملون لصالح محطات تلفزيونية فرنسية على أيدي السلطات المصرية إضافة إلى العديد من الحوادث التي تعرض خلالها الصحفيون للضرب والاعتقال خلال تغطيتهم للأحداث.