قال مقاتلون تابعون للمعارضة المسلحة في ليبيا ان عشرة على الاقل من زملائهم قتلوا في ضربة جوية للائتلاف الدولي في معركة تزداد فوضى مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للسيطرة على مدينة البريقة النفطية. ووصفت قيادة المعارضة مقتل رجالها بأنه خطأ مؤسف ودعت الى استمرار الهجمات الجوية ضد قوات القذافي التي صدت تقدما لقوات المعارضة على طول الطريق الساحلي السريع الذي يربط معقلهم في الشرق بغرب ليبيا. وربما يشاهد في وقت لاحق مئات الشبان المتطوعين الذين يفتقرون للخبرة وهم يفرون شرقا من البريقة في اتجاه اجدابيا بعد ان يتعرضوا لقذائف مورتر ونيران الاسلحة الالية. واحتفظت قوات من المعارضة تتمتع بالخبرة والتنظيم بمواقعها في البريقة لكن مع اضطرار معظم الصحفيين الى التراجع ناحية الشرق لم يتبين ما اذا كانت هذه الوحدات قد ثبتت في مواقعها ام اضطرت للانسحاب نحو الصحراء. وشاهد مراسل لرويترز في زيارة لموقع الغارة الجوية هياكل محترقة لاربع مركبات على الاقل بينها عربة اسعاف على جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للبلدة. وكان رجال يصلون عند مقابر قريبة حفرت مؤخرا ورفع عليها علم ليبيا ابان الملكية بألوانه الاحمر والاسود والاخضر. وقال مصطفى علي عمر أحد المعارضين المسلحين "بعض قوات القذافي تسللت بين المعارضين وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء... بعد ذلك جاءت قوات حلف شمال الاطلسي وقصفتهم (المعارضين)." وذكر معارضون مسلحون في المكان أن ما يصل الى 14 شخصا ربما قتلوا في القصف الذي قالوا انه وقع حوالي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت جرينتش). لكن بالقرب من مقر قيادة المعارضة في مدينة بنغازي الشرقية قال مصطفى الغرياني المتحدث باسم المعارضة لرويترز ان قيادة المعارضة ما زالت تحتاج الى المزيد من غارات الحلفاء الجوية. ودعا الغرياني الى النظر الى الصورة الاكبر وقال ان الاخطاء ستحدث وان عملية التخلص من القذافي تتضمن سقوط ضحايا لكنه قال ان الحادث مؤسف. ولم يتسن له أن يؤكد ما اذا كان المقاتلون لاقوا حتفهم في الغارة الجوية. وفي بروكسل قالت متحدثة باسم حلف شمال الاطلسي الذي تولى في الاسبوع الماضي قيادة العملية العسكرية التي بدأت في 19 مارس اذار ان الحلفاء ينظرون في التقارير. وقال معارضون ان قوات القذافي اطلقت الصواريخ على البريقة اثناء الليل وان القتال تواصل الى ناحية الغرب حول الجامعة في البلدة صباح يوم السبت. لكن الغبار تصاعد عند البوابة الشرقية للبلدة مع فرار المتطوعين المعروفين باسم "الشباب" تحت القصف العنيف لقوات القذافي. واثار فرار المتطوعين المستمر امام قوات القذافي التساؤلات بشأن قدرة المعارضة المسلحة على احراز اي تقدم ضد قوات القذافي التي تتمتع بتسليح وتدريب افضل دون تدخل عسكري كبير من جانب الغرب. والبريقة هي احدى البلدات النفطية التي تقع على الساحل والتي تبادل الجانبان السيطرة عليها وفقدها في الاسابيع الاخيرة بعد تدخل فوضت به الاممالمتحدة لحماية المدنيين في ليبيا. وتحاول المعارضة تجميع وحداتها المتشرذمة في قوة اكثر تنظيما وانضباطا بعد أن صدت قوات القذافي تقدمها الذي امتد لمسافة 200 كيلومتر على الساحل الى الغرب من البريقة واجبرتها على التقهقر سريعا الاسبوع الماضي. وكان عشرات المقاتلين المتطوعين ينتظرون عند منتصف يوم السبت بشاحناتهم الصغيرة عند نقطة تفتيش شرقي البريقة بالقرب من مواقع كانوا يسيطرون عليها قبل يومين. وقال المتطوع خالد صالح ان قوات المعارضة تنتظر وصول الاسلحة الثقيلة للبدء في هجوم مضاد جديد. وسمعت اصوات الطائرات احيانا وهي تحلق فوق المنطقة. واضافت المخاوف من ان يستعين القذافي بجواسيس في صفوف المعارضة من التوتر. وخلفت الحملة المتوقفة للمعارضة المسلحة المناطق التي كانت تسيطر عليها في الغرب وخاصة مصراتة تحت الحصار والهجوم العنيف لقوات القذافي. وقال طبيب يعيش في بريطانيا تحدث يوم السبت الى أصدقائه في مصراتة "انهم يحاولون تجويع الناس في المدينة وقتلهم بكل الطرق." لكنه قال ان المدينة اكثر هدوءا من يوم الجمعة الذي تعرضت فيه للقصف العنيف وقال "الناس ارتاحوا قليلا." وعرض زعيم للمعارضة عقب محادثات مع مبعوث للامم المتحدة في بنغازي بشرق ليبيا يوم الجمعة وقفا لاطلاق النار بشرط مغادرة القذافي للبلاد وخروج قواته من المدن التي تسيطر عليها الحكومة حاليا. ورفضت الحكومة الليبية الدعوة لوقف اطلاق النار. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم للصحفيين ان المعارضة تطالب الحكومة الليبية بالانسحاب من المدن الليبية قائلا انه لا يمكن وصف ذلك سوى بالجنون. واضاف ان القوات الحكومية لن تنسحب من المدن. وقال التلفزيون الليبي الذي تسيطر عليه الحكومة ان قوات التحالف قصفت " مواقع مدنية وعسكرية" في غرب ليبيا ليل الجمعة. وقال ان الهجمات وقعت على بلدتي الخمس بين طرابلس ومصراتة والرجبان في الجنوب الغربي. وعرض التلفزيون الليبي صورا لرجلين يتلقيان العلاج في مستشفى وقال ان ما يراه المشاهدون هو نتيجة لهجمات "المعتدين الصليبيين في الخمس." وقال احد سكان الخمس عبر الهاتف انه سمع اصوات القصف يوم الجمعة. وقال "جاء الصوت من ناحية القاعدة البحرية... الحال اليوم اهدأ." رويترز