يواصل رجل الأعمال الاخواني حميد الأحمر استغبائه واستغفاله للشعب اليمني ولشباب الساحات على وجه الخصوص. أمس وفي ذكرى مجزرة جمعة الكرامة قال في بلاغ صحفي بأن الوفاء لشهداء الكرامة يقتضي العمل على الاقتصاص من القتلة وتقديمهم للعدالة. طبعاً ، لو لم يكن التاجر السياسي حميد الأحمر هو صاحب فكرة "الحصانة " لقلت أن تباكيه اليوم وناطقه الرسمي باسندوة "على "الشهداء" ومطالباتهما "الفازعة" بمحاكمة القتلة ، نابعاً من ضمير وطني ولقلت أيضاً بأن حميد لم يتنكر لمن سقطوا ضحايا صراعه الشخصي مع الطرف الآخر من النظام ، حتى وإن كانت تصريحات كهذه هي اليوم بلا قيمة أمام " حصانة" شاملة كان هو مهندسها . الدم لم يكن قد جف بعد ، ولم يكن قد مر على الجريمة خمسة أيام حتى بادر حميد الأحمر وعبر حليفه المنشق علي محسن بطرح فكرة "الحصانة" الشاملة للرئيس ، في حين كان خطابه الإعلامي التضليلي في "سهيل" التابعة له ، قد بلغ أوجه في المطالبة ليس برحيل الرئيس بل محاكمته وإعدامه هو وأبناءه وأقاربه واجتثاث حزب المؤتمر والزج بكافة رموزه في السجون والمعتقلات.. كان هذا بتاريخ 27مارس 2011، في اللقاء الذي جمع الرئيس مع المنشق اللواء علي محسن في منزل نائب الرئيس حينها عبدربه منصور هادي ، ظناً منه أن "الحصانة" ستغري الرئيس صالح ليعلن تنحيه ومغادرته البلاد ، وهذا ما لم يكن ، لقد كان رد الرئيس الذي ربما لم يتوقعه حميد" من يحصن من ..؟ " ولذلك وفي اليوم ذاته خرج حميد الأحمر ليقول " هناك اتفاق على تسليم السلطة اليوم لكن الرئيس صالح نقض الاتفاق - موقع "التغيير نت " وفي المعلومات أن الوسطاء انتقدوا حميد الأحمر باعتبار انه يطرح "سراً" فكرة "الحصانة" دون حتى أخذ رأي شركائه في اللقاء المشترك ، وغير آبه بمكونات الشباب في الساحات ، وفي الوقت نفسه يحاول الظهور إعلامياً في موضع وموقع من لايهمه سوى نصرة الشباب والانتصار ل"الشهداء". وفي المعلومات أيضاً أن الوسطاء اشترطوا على حميد الأحمر التخلي عن هكذا خطاب .... بعد أن لمسوا تذمر من النظام ، بل وكان الشرط أن يعلن حميد فكرة "الحصانة" على الملأ.. وهذا ما تم . ففي 12 إبريل أي بعد 24يوماً فقط من المجزرة - التي لا يزال هو شخصياً في دائرة الاتهام – خرج حميد الأحمر بتصريح لصحيفة" عكاظ" السعودية يقول فيه بالنص" نتعهد بعدم ملاحقة الرئيس اليمني قضائياً في حالة تنحيه". ماذا يعني ذلك ..؟!!ولماذا التباكي – اليوم- على ضحايا الصراع الشخصي؟!! إذا كان من أطلق النار قد قتل الشباب وأصاب عدد منهم بجروح بليغة فإن حميد الأحمر بضماناته القضائية قد قتلهم مرتين الأولى( ) والثانية عندما جعل نفسه ، فوق كل الشرائع السماوية والوضعية ، كما أصاب الشباب المستقل والمدني المرابط في الساحات بآلام لن تندمل قبل وقت.. لقد وجدوا أنفسهم ضحايا تاجر سياسي إخواني هو على استعداد تام بان يضحي بالمئات بل والآلاف من الشباب المحاصرين في الساحات بمليشياته ومليشيات حليفه علي محسن الأحمر.