ضاعف المتمردون الحوثيون هجماتهم على مدينة صعدة منذ إعلان قبولهم شروط الحكومة المتصلة بوقف الحرب، ورفض الحكومة مطلبهم الأساس المتمثل ببدء الجيش وقف عملياته العسكرية، والذي اشترط أن يبدأ الحوثيون بتطبيق الشروط الستة التي أعلنها عند اندلاع الحرب في الحادي عشر من آب (أغسطس) الماضي قبل وقف العمليات العسكرية، ومنها وقف الاعتداءات والهجمات على أراضي المملكة العربية السعودية . فقد شن الحوثيون هجمات عدة على مدينة صعدة، كما جرت اشتباكات عنيفة بين مقاتليهم وقوات الجيش قرب مطار صعده الذي حاول الحوثيون السيطرة عليه، إضافة إلى موقع القصر الجمهوري لتحقيق نصر معنوي وميداني لهم، فيما واصلت قوات الجيش قصف أهداف المتمردين في كل من ساقين، مران، الملاحيظ، حيدان، الطلح وسوق الليل . وشهدت مناطق آل عقاب والمقاش والصمع اشتباكات عنيفة أوقعت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والمتمردين إثر تصدي الجيش ورجال القبائل لهجمات الحوثيين الذين قاموا بشن هجمات عدة استهدفت مواقع الجيش في هذه المناطق، في وقت واصل سلاح الجو غاراته التي استهدفت معاقل المتمردين في مناطق العند، مران، ساقين، ضحيان، بني معاذ والملاحيظ، خلفت خسائر مادية وبشرية منها تدمير محطة النواسي ومخازن تموين خاصة بالحوثيين، وأوقع قصف استهدف مواقع المتمردين في منطقة الخميس نحو 8 قتلى في صفوف الحوثيين، في الوقت الذي تواصلت عمليات القصف الأرضي على عدد من المناطق والمعاقل التي يوجد بها المتمردون . كما تكبد المتمردون خسائر كبيرة جراء ضربات طاولتهم في منطقة غافرة والجرايب عقب عمليات قصف مركز استهدفت معاقلهم، ودارت اشتباكات عنيفة في منطقة الحصامة الحدودية ومنطقة المفتوح سقط خلالها 11 عنصراً من أتباع الحوثي وجرح آخرون وأوقعت إصابات في أفراد الجيش، لم يعرف عددهم . واعترف الحوثيون بمقتل 14 شخصاً في الغارات التي شنها الطيران، إضافة إلى جرح عشرة آخرين، وقال زعيم الحركة عبدالملك الحوثي في بيان له إن مجموعات من الجيش ورجال القبائل حاولت التسلل إلى مواقع مقاتليه في جبهة آل عقاب، خصوصاً إلى مزرعة في منطقة الصحن، إلا أن مقاتلي الحركة تصدوا لها، مؤكداً أن العشرات من المهاجمين سقطوا بين قتيل وجريح، إضافة إلى إعطاب دبابة من طراز "بي. إم. بي" وسيارة عسكرية مدرعة أمام محطة أبو علي في آل عقاب . وأوضح البيان أن زحفاً قام به الجيش ليلة اول من أمس نحو جبل ظهر الحمار في منطقة الملاحيظ من اتجاهين وبتغطية نارية بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة من موقع جبل المدود، مؤكداً أن المواجهات استمرت حتى الفجر، إلا أن الجيش لم يحقق أي تقدم، على حد تعبير بيان الحوثي. جنوباً، تصاعد التوتر في منطقة زنجبار في محافظة أبين، بعد نشر الأجهزة الأمنية في المحافظة 22 طاقماً مسلحا وعشرات الأفراد والضباط في شوارع وأحياء ومناطق المدينة لتعزيز حالة الأمن في المدينة ومنع الخارجين على القانون من العبث بالاستقرار، بحسب بيان وزارة الداخلية . وجاءت هذه التعزيزات إثر قيام الشيخ طارق الفضلي، أحد قادة الحراك الجنوبي، برفع علم الولاياتالمتحدة أمام منزله لإظهار عدم علاقته بتنظيم "القاعدة"، وهو الذي كان أحد أبرز قيادي تنظيم "الجهاد" الذي قاتل إلى جانب الحكومة اليمنية ضد "الحزب الإشتراكي اليمني" في الحرب الأهلية عام 1994 . وأكدت مصادر أمنية في أبين أن الحملة الأمنية تستهدف ملاحقة الخارجين على القانون الذين تورطوا باعتداءات على المحلات التجارية والمواطنين وكذلك إطلاق النار على المقارّ الحكومية والأمنية، إضافة إلى القضاء على المظاهر المسلحة التي عادت إلى مدينة زنجبار مستغلة أعمال الشغب والفوضى والتخريب التي تقوم بها عناصر من ميليشيا "الحراك الجنوبي" و"القاعدة ". من جهة ثانية، أعلنت الأجهزة الأمنية ضبطها 13154 قطعة سلاح مختلفة في عموم محافظات البلاد خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وذلك في سياق خطة تنفذها وزارة الداخلية للحد من ظاهرة انتشار السلاح في البلاد . الى ذلك، شددت صنعاء من إجراءاتها الأمنية المكثفة في مطاراتها تخوفاً من تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" إلى البلاد، وذلك في إطار مساعي الحكومة اليمنية لتجنب الوقوع في أخطاء قد تفسح المجال لدخول عناصر من التنظيم والانضمام إلى زملائهم لتنفيذ عمليات انتحارية في البلاد . وقالت مصادر رسمية إن هذه الخطوات جاءت بالتوازي مع ما اتخذه العديد من الدول من إجراءات احترازية في هذا المجال، مشيرة إلى أنه تم إدخال أجهزة تفتيش حديثة ومتطورة للخدمة في هذه المطارات. وفي سياق متصل، افادت مصادر رسمية إن التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية مع عضو تنظيم "القاعدة" صالح الحبيب صالح الشاوش، الذي تم اعتقاله في مدينة المكلا قبل أيام عندما كان يخطط للقيام بعملية انتحارية ضد منشآت اقتصادية حيوية في حضرموت، كشفت أنه من العناصر الخبيرة في تجهيز المتفجرات، وأنه كان وراء تجهيز السيارة المفخخة التي هاجمت أحد معسكرات الجيش في سيئون في محافظة حضرموت العام الماضي، بالتعاون مع مواطن سعودي يدعى عبدالله الظاهري، مشيرة الى ان التحقيقات مع الشاوش كشفت أنه كان يقوم بتجهيز بعض الانتحاريين وتدريبهم على استخدام المتفجرات.
