في كل بلاد الدنيا ، ما عدا ببلادنا (السعيدة) ، تتم عملية التداول السلس والمنطقي و(المتدِّرج) للوظيفة العامة..بحيث يحصل الموظف على استحقاقه القانوني الكامل ، عند وصوله الى المنصب الأعلى والمستحق ! موظقنا الغلبان (في اليمن) يمر بمراحل وفترات من (الشد) والجدب ، حتى يصل الى مبتغاه!..لانَّ قانون الفوضى والمزاجية ، هو السائد والطاغي ، في كل الأحوال..فلا عملنا بالنظام ، ولا تمسكنا بأخلاقيات التعاطي الموضوعي و(العقلاني) مع إستحقاقات موظفينا الذين تقطعّت بهم سبلُ البحث ، عن مَن ينتشلهم ، من حالة (التوهان) والدوران ، جريا وراء تحقيق رغبة (مشروعة) في مكتب (مسئول) متغطرس (آثم)! نعلم ؛ أن هناك قوانين منظمة للوظيفة العامة ، وان هناك درجات وظيفية ، يجب على الموظف أن يكون قد تخطاها ، حتى ينال على نصيبه من الاستحقاق اللاحق (ترفيعا وترقية) هنا او هناك..ولكن كما يبدو ، ان كثيرين لا يزالون في درجات وظيفية دنيا ، رغم مرور أكثر من عشرين عاما ، من التحاقهم في الوظيفة العامة! وإذا ما بحثنا في أسباب ذلك التخلف الوظيفي عند (البعض) سنجد أن للفساد الإداري.. وللمحسوبية والمحاباة والمناطقية والقروية الضيقة ، آثاراً واضحة و(فاضحة) في هذا الشأن! وما يزعجنا.. أ ن نجد أن "فاسدين" من عيار (أثقل) ، يجري ترتيب أوضاعهم في مناصب (أكبر) من أحجامهم وقدراتهم واستيعابهم ومؤهلاتهم ! هذه هي حالنا المقلوبة والشاذة التي نتميزُ ونتفرد بها عن سائر مجتمعات الدنيا! مثلا مسئول كبير في الصحة اتهم بابتلاع ملايين الدولارات ..فبدلا من محاكمته ومساءلته عن مصير الملايين التي نهبها نجده وقد رفع الى درجة وظيفية اعلى كأن نمنحه درجة (وزير) او رئيس جامعة..أ و (سفير)! هل هي مكافأة له ، على إفساده؟ او أنها مباركة من قبل (اولي الامر) في الدولة اليمنية ، لهذا الفاسد الظلوم ، لا لشيء ، بل لإنه من عيار ثقيل ، وقد وصل الى درجة منافسيه في السلطة ، فسادا ونهبا للمال العام! انها (المقايضة) بالفاسدين هي التي تتحكم بنا ، وتسيطر على كل مفاصل الدولة -ورب الكعبة-! ويسألونك عن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد؟ أي هيئة هذه التي لا تقدر ، إلا على تحويل الملفات الى النيابات فقط ، ويا ليت إكتفت بذلك ، بل انها من الضعف ، بحيث لا تستطيع ان تعلن للجميع ، من هم "ناهبو" الثروة الوطنية ، ومن المتلاعبين بمال الامة والمصادرين لأحلام الكادحين في الارض؟ أتحدّى هذه الهيئة ، ان تعلن بالاسم ، من هم الذين نهبوا أراضي عدن ، دون خوف ، من ولي (الامر)؟ - أي من رئيس الجمهورية- الذي -كما يبدو- لن يكون إلاّ مباركا للهيئة ، ومؤيدا لها ، في كل خطوة من خطوات إماطة اللثام ، عن الفاسدين الحائمين ، حول قصر الرئاسة اليمنية؟ يجب ألا تكتفي الهيئة المعنية ، فقط بمكافحة فساد صغار المسئولين ، وعليها أن تتجه الى الاعلى ثم الاعلى ، حتى تنال حقها من المصداقية في الأقوال والأعمال فقل اعملوا..الى آخر الآية الكريمة صدق الله العظيم