فيما يبدو أنه انقلاب من الجانب السعودي على كثير من الاتفاقيات المبرمة بين اليمن والمملكة ، ومنها اتفاقية وقف الحرب مع جماعة الحوثي ، واتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والمملكة ، واستفادةً من ظروف الانفلات الأمني والضميري الذين تمر بهما بلادنا ، اقتحمت القوات القوات السعودية الشريط الحدودي اليمني وقامت بجرف وتدمير قرية يمنية في مديرية شدا والاستيلاء على عدد من الجبال.. مصدر مسئول في محافظة صعدة - يتحفظ على ذكر اسمه - أكد أن عدد من الجرافات والقوات السعودية قامت يوم أمس بالتعدي على الأراضي اليمنية وتجاوزت الشريط الحدودي وعلامات ترسيم الحدود بين اليمن والمملكة بمسافة عدة كيلومترات داخل الأراضي اليمنية يوم الأربعاء المنصرم الموافق 12/ مايو / 2010م ، حتى وصلت إلى عمق مديرية " شدا " بمحافظة صعدة ، واستولوا على جبل " تويلق " بعد أن أخرجوا منه الجيش اليمني دون أي مواجهات أو اعتراضات من الجانب اليمني.. وقال المصدر أن الجرافات السعودية بمعية قوات عسكرية قامت بجرف وتدمير قرية " أُم قُوعِيَّة " التابعة لمديرية " شدا" بأكملها وطرد المواطنين اليمنيين منها ، وما زالت مستمرة في أعمال الجرف حتى اللحظة.. وقال شهود عيان في مديرية "شدا" أن الجرافات السعودية دمرت منازل ومحلات تجارية ومسجد المديرية .. وذكروا أسماء بعض المواطنين الذين تم طردهم وتدمير ممتلكاتهم على النحو التالي: - منزل المواطن "محمد هيجة" ومحله التجاري. - منزل المواطن " علي محمد شوابي " ومحله التجاري. - منزل المواطن " حسن طَلاّن" - منزل المواطن " علي بيضان " - منزل المواطن " ناصر غافري" -المحل التجاري للمواطن " أحمد خُدْمِي" -المحل التجاري للمواطن " عمر هَيْجَه" -منزل المواطن " محمد فرج " - المحل التجاري للمواطن " محمد النَشْرِي" - منزل المواطن " حسن وهبان " - مسجد القرية. وقالت المصادر أن ابناء القرية المطردوين من أراضيهم وبيوتهم بعد أن خسروا ممتلكاتهم ومنازلهم تظلموا لدى مسئولي السلطة المحلية بالمديرية ولدى اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسعودية ، وطالبوا بالتعويضات في ظل عجزهم عن الدفاع عن أرضهم اليمنية ، ولكن أياً من الجهتين لم يحرك ساكناً أو يتخذ أي إجراء.. وعلّق المصدر المسئول في صعدة على صمت الجهات المختصة بأنه إشارة إلى عملية متواطأ عليها مع بعض مراكز القوى في السلطات اليمنية والشخصيات الاجتماعية ، وأن ذلك الانتهاك السعودي للسيادة اليمنية بجرأة عالية يدل على جدية المملكة في تنفيذ مشروع إخلاء عشرة كيلومتر داخل الأراضي اليمنية من السكان حتى يتسنى لها إقامة الجدار العازل بين البلدين الذي أعلنته مسبقاً.. وقال خبراء سياسيون تم التواصل معهم في صنعاء ، أن هذا العدوان على الأراضي اليمنية وتدمير منازل المواطنين ومساجدهم وطردهم من أراضيهم دون أي تدخل أو حماية من السلطات اليمنية ربما يأتي في سياق المحاولات الاستفزازية لجماعة الحوثي وجرجرتها إلى حرب ثانية مع القوات السعودية ، كما أنه انقلاب على اتفاقية وقف إطلاق النار.. وأكدت مصادر عدة في محافظة صعدة أن جماعة الحوثي لم يصدر عنهم أي موقف إزاء ذلك العدوان على أمل أن تقوم السلطات اليمنية بواجبها لحماية الحدود وتأمين المواطنين وممتلكاتهم ، وحتى لا تتيح أمام أي طرف حاقد فرصة أو ثغرة لتفجير حرب وتزييف الحقائق باتهام جماعة الحوثي بالعدوان على المملكة والتسلل إلى أراضيها مما يجعل الأمور واضحة أمام المجتمع اليمني والدولي في حال بدر من الطرف السعودي أي عدوان على قرى ومساكن الحوثيين أو الاعتداء على أي من جماعتهم.. المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك الحوثي رفض الإدلاء بأي تصريح حول هذا العدوان ، واكتفى مصدر حوثي بالقول : " بموجب اتفاق وقف اطلاق النار قمنا بتسليم مناطق الصراع في الشريط الحدودي إلى السلطات اليمنية وسمحنا بعودة السلطة المحلية لتمارس مهامها وصلاحياتها دون تدخل منّا ، كما قمنا بالالتزام بالجانب المتعلق بنا من الاتفاقية وسلّمنا جميع تلك المناطق الحدودية للجيش اليمني الذي انتشر فيها".. وحرص المكتب الاعلامي لعبدالملك الحوثي على عدم التحدث عن العدوان السعودي أو تأكيده أو نفيه. تجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي خاضوا حرباً عنيفة مع القوات السعودية استمرت ثلاثة أشهر منذ ديسمبر 2009 وحتى يناير 2010م بسبب اتهام السعودية لجماعة الحوثي بالتسلل إلى أراضيها وهذا ما نفاه الحوثيون أكثر من مرة مؤكدين على ان العدوان بدأ من الجانب السعودي وأن دورهم اقتصر على الدفاع عن النفس بعد دخول القوات اليمنية عدة مرات إلى جبل الدخان.. الجدير بالذكر أن جبل " تويلق " في مديرية "شدا" كان من أبرز مواقع القوات اليمنية التي سقطت خلال الحرب السادسة في 23/8/2009م .. وكان ضمن المتواجيدن فيه عناصر سعودية ومؤن عسكرية سعودية ، وبعد سقوطه تعرض أنصار الحوثي للقصف بالطيران السعودي حسب معلومات في حينه.
