انتهت محادثات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في صنعاء أمس مع الرئيس علي عبد الله صالح بتجديد الجامعة العربية دعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره في ضوء مساندة غالبية الدول العربية للحكومة اليمنية في تصديها لحركة التمرد «الحوثية» في محافظة صعدة والمدعومة من إيران، وسعيها الى احتواء دعوات «الحراك الجنوبي» الى الانفصال في تهديد خطير لوحدة البلاد. وفيما تعمدت جماعات «الحراك الجنوبي» تنظيم تظاهرات أمس في محافظات أبين ولحج والضالع نادت مجدداً بالانفصال وطالبت بالإفراج عن المعتقلين من أنصارها تزامناً مع زيارة موسى لصنعاء، صرح الأمين العام ان الرئيس صالح أكد له استعداده للحوار مع كل القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج، في إشارة إلى رموز المعارضة الجنوبية خارج اليمن وفي مقدمهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس. وقال موسى للصحافيين ان «جامعة الدول العربية تؤكد موقفها المساند والداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره». ورفض ان يوضح ما اذا كانت الجامعة ستحاول التوسط في أي من الصراعين في الشمال والجنوب، وقال إن أي مبادرة أو اقتراح ينبغي أن تخدم الاستقرار والوحدة وإن الحوار الوطني الشامل في الطريق. واعتقلت الشرطة أمس نحو 13 متظاهراً جنوبياً قالت انهم حاولوا الاعتداء على رجالها والممتلكات ورفعوا شعارات مناهضة للوحدة، وبينهم ضابط متقاعد برتبة عميد وأن التحقيقات تجرى مع المعتقلين وربما يتم إطلاق سراحهم بعد أخذ تعهدات خطية منهم بعدم تكرار المخالفات القانونية التي ارتكبوها في تظاهرات الأمس التي سادها الطابع السلمي على رغم أنها استمرت ثلاث ساعات. إلى ذلك واصلت وحدات الجيش اليمني ضرب معاقل المتمردين «الحوثيين» وتحصيناتهم في مختلف مناطق المواجهات في محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة، بالإضافة إلى التصدي لهجمات «الحوثيين» على المواقع العسكرية والقرى والمزارع التي يبسط الجيش سيطرته عليها. وعلمت «الحياة» من مصادر متطابقة ان وحدات الجيش في محور الملاحيظ حققت انتصارات مهمة على جماعات التمرد وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقالت هذه المصادر ان نحو 30 حوثياً قتلوا في المنطقة يومي الأحد والاثنين وتمت استعادة عدد من المواقع كان «الحوثيون» يتحصنون فيها، فيما تقوم وحدات عسكرية بتمشيط قرى ومناطق باتجاه مدينة صعدة. وأضافت المصادر ان وحدات خاصة من الجيش والأمن مكلفة بدعم قوات حماية مدينة صعدة (عاصمة المحافظة) تمكنت من استدراج الحوثيين إلى كمائن أعدتها لهم باتقان على امتداد المدينة القديمة من باب اليمن شرقاً وحتى باب نجران غرباً.