مع نهاية شهر يونيو الفائت, يكون قد مضى عاماً على الذكرى الثانية لرحيل "خنساء اليمن" , رحلت بهدوء, لم تخلف خلفها ضجيجا وصخبا او حتى تعزية على إحدى الصحف. رحلت "هايلة يحيى على جابر "عن عمر ناهز 80 عاماً بعد ان تركت حكاية مليئة بالكثير من الحقيقة لما يقارب 44 حفيداً, ومقابلة تلفزيونية يتيمة, أجريت معها عقب حرب صيف 1994م. كان "عبد القادر موسى "-رحمة الله -المذيع من تلفزيون اليمن - يومها - يتحدث الى شخصيات كان لها بصمات في نصر7 يوليو لتكون "خنساء اليمن "احد أهم ضيوف البرنامج, هو من اطلق عليها ذالك القب, لتحملة سنوات دون منازعه من ام اخرى, (الحجه/ هايلة ) فقدت في حرب 94م ثلاثة من أبناءها "محسن ,محمد,مجاهد" كان الزمن الفاصل بين خبر استشهادهم لا يتجاوز الشهر. "محسن على حسن الحصني "والذي كان يحمل رتبة رائد في الجيش سقط في معركة العند في الوقت الذي كان يحمل شقيقه"محمد"رتبة نقيب واحد ضباط اللواء خالد بن الوليد ,لقي حتفه هو الأخر بمنطقة "بئر علي ",ليكون ثالثهم"مجاهد "قد لقي حتفه في "جسر عقاب"على مقربة من "معقل الانفصاليين"- كما أحب ابن الشهيد" محسن الحصني "أن يصف عدن. لم تلتفت الجهات المسئولة إلى احد من أسرة "خنساء اليمن" باستثناء المرتب الذي يكون الوصول إلية مضني وبعد طابور طويل على أبواب "مكتب البريد" عند نهاية كل شهر لا ستلام الراتب. بعد ان تلقت الأسرة نبا استشهاد أبنائها الثلاثة في اقل من شهر, لم يتمالك والدهم مأساة ما حدث فبعد مضي ستة أشهر كانت "قرية القاهر"- 28كم الى الغرب من مركز محافظة ذمار - تتبادل العزاء في وفاة "ابو الشهداء" . المرأة, التي كانت تحب ان "تطعم "البقرة, كل صباح ,لم تنل شيى من التعليم لكنها تعلمت من مدرسة الحياة ان "تصبر حتى وان كان المصاب جلل". لم تخرج من قريتها "القاهر"الا فيما ندرا. ولدت فيها وأيضا دفنت هناك, تقاسمت الحزن معا نساء قريتها, فقد استقبلت هذه القرية التي يقدر عدد سكانها في عام 1994م ما يقارب (400 نسمة),خبر وفاة 12جندي من أبناءها وإصابة 38 آخرين بعضهم عاد بدون إحدى إطرافه, ضمن ما يقارب 80 عسكري في الجيش والأمن كانوا يساندون قوات "الشرعية". وقبيله انس التي اختفت تسميتها بفعل التقسيم الاداري الجديد الى اربع مديرات "ضوران ,المنار, جبل الشرق, جهران "ضمن النطلق الاداري لمحافظة ذمار"جنوب العاصمة صنعاء100كم", يمكن تسميتها "بقبيلة الجنود" وذلك لكونها أكثر توليداً للجنود في صفوف الأمن والجيش اليمني والأكثر انتشاراً لأبنائها فيه . المديرات الاربع التي تشكل في مجملها النطاق الجغرافي لقبيلة انس, يبلغ عدد سكانها حوالي 320725 نسمة وتمتد على مساحة تقدر ب9141كم2 ويتراوح ارتفاعها عن مستوى سطح البحر«9802848»متراً. يقول رئيس جمعية معاقي الحرب والواجب للقوات المسلحة والأمن بذمار:ان انس منطقة عرف بناءها بانتسابهم الهائل الى السلك العسكري ,مقدرا عددهم بما يقارب"180"ألف فرد في الأمن والجيش.معيدا سبب ذالك إلى "نطره هذا المجتمع على ان العسكري اقرب طريق لضمان المستقبل ". وأضاف "محسن الدينه"في حديث خاص ل(لحج نيوز):ليس هذا فحسب فقد تجد من يقول لك من ابنا ء انس انا الجريح ابن المعاق اخو الشهيد وهذا يعود الى جهل المواطن هناك بالحياة .حد تعبيره. معا هذا أشار ان قلة مستوى الوعي وعدم وجود المؤسسات التعليمية في المنطقة بشكل كافي وقبل ذلك الفقر, متصدر أسباب التحاق شباب انس "بالعسكره". ليتوقف مبتسما ويقول : لا تستغرب أن تجد خمسة او حني ثمانية أفراد من بيت واحد ,جنود وهذه ميزه تتميز بها انس عن غيرها ."الدينه" وهو ضابط في الجيش يحمل رتبة (رائد) اصيب في حرب 94م في عموده الفقري تقاعد إثرها, لم ينسى ان يتذكر ذلك العدد الهائل من استقبلت انس وفاتهم في حرب 1994م وحروب صعده بحروبه المتتالية ,يضاف إليهم من أصيبوا أو استشهدوا وهم يودون الواجب . توفيت خنساء اليمن مع شي من الحزن الدفين ، أن الاهتمام الرسمي تضائل حتى بدا ينتهي وهو يلقي اهتمامه لأسر الشهداء ..ولنا أن نتساءل كم خنساء أخرى طوتها صفحات السجلات الرسمية وتناستها في تكريماتها واحتفاليتها الكثيرة.