يكشف عدد هائل من الوثائق الخاصة بوزارة الدفاع, حصلتُ عليها, وعكفت على دراستها 3أشهر, حجم الدمار المنظم الذي لحق بالقوات المسلحة والأمن. إنها تركة ثقيلة ومخلفات عقود. وما أصعب قول مالا يقال, بإيجاز وحيادية, في مسلسل تقارير صحفية عن جيش يسير بعكازين. لدى تنويه: هو إني أمنت جيدا هذه المعلومات في أكثر من تلقاء نفسها في حال فكر احد ما بإلحاق الأذى بي. هذا ليس كل شيء كان أمامي خيارات كثيرة غير النشر, لكني فضلت الانحياز للحقيقة ابتغاء مرضاه الله, ثم رضاكم انتم أيها القراء الحالمون بيمن جديد غير هذا الوطن الخردة. ولولا هذا السبب لما وصلت إلي, دون جهد, ولا تنبهتُ إليها. إلى الجنود الذين يستقطع القادة, من ذوي الكروش, مرتباتهم ومخصصات قوتهم وعتادهم. إلى المرافقين ورجال القبائل الذين يستغفلهم مشائخ وأعيان منطقتهم, حرمونهم من التعلم والاستقلالية, أو يلقون بهم إلى التهلكة. إلى الجنود المتكومين من شدة البرد في نقاط التفتيش الموحشة بين القرى والمدن. إلى 100جندي فُجعنا بجريمة قتلهم في ميدان السبعين. إلى كل الشهداء الذين خسرهم البلد خلال السنتين الماضيتين, ومن كافة الأطراف. إليكم جميعاً هذا الجهد المتواضع الذي ساعدني فيه الكثير من الأصدقاء, واخص منهم زميلين عزيزين؛ الأول نبيل سبيع, الذي لا غنى لي عن الاسترشاد بمشورته ونصحه, والآخر محمد عايش, رئيس تحرير ((الأولى )) بنباهته العالية وملاحظاته الهامة وذكائه الصحفي الحاد. إن هذه ليست إلا عينات ونماذج من بحر آلاف الوثائق التي أحاول تقديم خلاصتها.. والقادم من هذه الحلقات افظع وأسوأ. مشائخ الجيش ليس لدى اليمنيين جيش وطني وهذا ليس اكتشاف البنسلين. فلواء حرس الحدود عبارة عن مجاميع قبلية غير نظامية تابعة للشيخ أمين العكيمي, وآخرين , منذ تشكيلها حتى إصدار الرئيس السابق, بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة, قراراً, في يوليو 2002, باستبدالها لا بوحدات عسكرية, متخصصة ومدربة, وولاؤها للوطن, وإنما بمجاميع أخرى ((بنظر الأخ جابر علي الهندوس, بالتنسيق مع الأخ وكيل محافظة الجوف)) حسب صيغة التوجيه الرئاسي الصادر على خليفة إعاقة عمل شركة ((هانزا لوفتبيلد )) الألمانية (وكيلها حميد الأحمر), المكلفة بترسيم الحدود اليمنية السعودية, في فبراير من العام نفسه, من قبل العكيمي, السباب تتعلق, بالمقام الأول, باستبعادهم عن اللجان الميدانية والاشرافية, والمبالغ المالية الضخمة التي تم تقاسمها في صنعاء, ويأتي تفصلها في موضع آخر. وحتى عندما أراد الرئيس السابق تشكيل قوة أمنية- مع اندلاع المواجهات بين همدان وذو حسين بالجوف في 2002/6/17, ب(تشكيل قوة أمنية من 200جندي من أبناء محافظة الجوف) لا بناءً على الكفاءة والمؤهل, وإنما على طريقته الأثيرة: (يتم اختيارهم بالتنسيق مع الإخوة احمد صالح السنتيل وسلطان العراقي وربيع العكيمي والحسين بن علي الضمين وحميد ردمان), كما في التوجيه الرئاسي. وبينما تقوم وزارة الداخلية السعودية باستبدال حرس الحدود بشكل دوري, خلال فترات زمنية قصيرة, حتى لا يتم اختراقهم, أو شراؤهم, من قبل عصابات التهريب الدولية, أوكلت اليمن حراسة حدودها البرية مع الجارة السعودية, لمجاميع غير نظامية من أتباع مشائخ واعيان الشريط الحدودي, استناداً الى قربهم, او بعدهم, من القصر الجمهوري, وولاؤهم لقائد المنطقة الشمالية الغربية المدرجة ضمن اختصاصات منطقته العسكرية. حتى إن قائد لواء حرس الحدود المُعين خلفاً للعميد الركن سالم علي قطن, كان ال(الشيخ) (وهذه الكلمة ليست من عندي, وإنما وردت حرفياً في منطوق قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الصادر في 2002/7/23, بتعيين الشيخ محمد بن محسن نسعة, قائداً لحرس الحدود بمحافظة الجوف. وتعاقب على قيادة لواء حرس الحدود العميد ركن علي عمر سعيد الكازمي, والمعين في 2003/7/8, والعميد الركن عبدالإله احمد عاطف, المعين في 2010/5/9. وبخلاف الاعتقاد الشائع, فقد ازداد اللواء علي محسن الأحمر قوة من حروب صعدة, وازداد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضعفاً وانكساراً, حتى إن صالح اصدر بضغوط سعودية, نتيجة توسع حرب صعدة وزيادة مخاوفها الأمنية, قراراً بتاريخ 2010/5/25, باستحداث (لواء في القوات المسلحة يسمى اللواء الثاني حرس حدود, ويكون مقره في المنطقة الشمالية الغربية, ويصدر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة الأوامر والتعليمات المنفذة لهذا القرار). وفق هذه الخلفية المعلوماتية, بوسعي القول, جازماً, إن قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي, باستحداث تشكيل عسكري كامل, وليس مجرد ألوية, تحت مسمى حرس الحدود, ضمن قرارات هيكلة الجيش الأخيرة, الصادرة في 20سبتمبر الجاري, هو قرار سعودي بالمقام الأول, يمني بالمقام العاشر. فمشاكل اليمن الأمنية, عكس الجارة السعودية, تأتي معظمها من الحدود والمنافذ البحرية, وليس البرية, في شريط ساحلي طويل (2500كم), يتدفق منه مقاتلو تنظيم القاعدة, وتحط فيه قوارب التهريب أعداداً هائلة من اللاجئين الأفارقة, وتمارس فيه كافة أنواع التهريب المنظم العشوائي, وخاصة المشتقات النفطية, وليس انتهاء بالسفن التي تفرغ, بعلم الجهات الأمنية, أو نتيجة تقصيرها, شحنات الأسلحة والمخدرات في الشواطئ اليمنية. باختصار إن استحداث تشكيل عسكري مستقل بحرس حدود, لا تقتصر أهدافه على الحد من تدفق السلاح والمتسللين من اليمن إلى السعودية فحسب, وإنما يراد منه أيضاً انتزاع مهمة (امن الحدود) من جماعة الحوثي التي اضطلعت بها في السنتين الأخيرتين, بحكم قوتها على ارض الواقع, وتسليمها لكيان عسكري سوف تتضاعف إعداده وعتاده العسكرية في المناطق الحدودية, بمقتضى قرارات هيكلة الجيش, بشكل مهول. وهذا احد أهم أسباب سخط جماعة الحوثي من قرارات الهيكلة. لواء الشهيد الزبيري لصاحبه صادق الأحمر لواء الشهيد الزبيري, هو الأخر, تابع للشيخ صادق بن عبدالله الأحمر, منذ 1994, حتى أكتوبر2003. وقتها جرى تحويله من لواء مشاة (كتيبة مستقلة تتبع قيادة المنطقة الوسطى, إدارياً وعملياً, بموجب طلب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر), بحسب توجيه صادر من الرئيس السابق إلى وزير الدفاع, في مستند بتاريخ 2003/10/20. تلك تركيبة معظم وحدات الجيش اليمني على أية حال, وفي مختلف المحافظات والشمالية خاصة. مجاميع قبلية ترتدي الزي العسكري الرسمي. والتجنيد عبارة عن طبق يقتطع اقوياء اليمن منه, كل حسب حجمه ونفوذه, القطعة التي تملأ كفه. والمسؤولية القانونية تقع على الرئيس صالح, وليس على المشائخ. وزادت الحصة المتقطعة من الجيش لصالح مراكز القوى مع حروب صعده, بنسب مرتفعة, ونفخت الروح مجدداُ في لواء الزبيري, فعاد سيرته الأولى من كتيبة ورقية إلى لواء مشاة. أراد الرئيس السابق توريط القبائل, وحاشد خاصة, في حرب الحوثيين, وتوسيع دائرة الثأر والخصومة معهم, غير أن السحر انقلب على الساحر, وكانت حصيلة 6حروب: قتلى وجرحى وشرخاً اجتماعياً هائلاً وجيشاً يسير على عكازين. وتتيح الحروب في الدول الهشة ما لا يتاح في السلم. ومصائب قوم عند قوم قوائم تجنيد إضافية واعتمادات. وازداد اقتطاع المشائخ ومراكز القوى من الجيش مع حروب صعدة, بزيادة أعداد أتباعهم داخله, أكانوا مجندين فعلياً أم مجرد أسماء على الورق يستلمون هم بدلاً عنهم المرتبات والوقود شهرياً, والتموين الغذائي بشكل يومي! وشركاء حروب صعده ال 6, هم ذاتهم شركاء اليوم من ورثة نظام علي عبدالله صالح. ففي 2007/4/2وجه الرئيس السابق وزير الدفاع الحالي محمد ناصر, ب(تجنيد 200فرد للواء الشهيد الزبيري بنظر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية), إضافة إلى (تجنيد 3آلاف جندي دعماً لوحدات محور صعدة, وتجنيد 2000جندي تعويضاً لوحدات محور صعدة عن الشهداء والجرحى) مع صرف (6سيارات أطقم للواء الشهيد الزبيري), وإعادة صرف ما تم تنزيله من البترول والديزل للواء الشهيد الزبيري), والتي من المرجح أنها أوقفت بعد تصريح الشيخ عبدالله الشهير حول دخول اليمن النفق المظلم. مظلم بأهله. وبينما كانت دماء اليمنيين تنزف بغزارة في حروب صعدة, كانت قوائم المجندين القبليين في ازدياد ضمن أعداد المضافين سنوياً إلى المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة أولى مدرع. فبعد شهرين فقط من التوجيه السابق, وجه صالح في 2007/6/5, الوزير محمد ناصر, ب (تجنيد عدد 200فرد على قوة لواء الشهيد الزبيري ضمن خطة مجلس الدفاع خلال العام القادم إلى جانب صرف 5)أطقم عهدة على قيادة لواء الشهيد الزبيري, وبناء عنابر للإفراد بلواء الشهيد الزبيري)! وعلى الأرجح كان لواء الشهيد الزبيري المقصود حين قال لواء متقاعد لصحيفة (الكويتية) في 2012/12/14,أن (زعيماً قبلياً بارزاً يتسلم مرتبات حوالي 16الف مقاتل, ويتسلم 700كغ من اللحوم يومياً من التموين العسكري, ونحو 40ألف بنزين شهرياً, حيث كان قد عين قائداً لهذا اللواء إبان حرب 1664). مقترح للجنة الهيكلة بإنشاء لواء أبناء كبار القادة! مخ الفساد في الجيش اليمني التوريث والمحاباة وتعيين الأقارب, وكان الرئيس السابق قدوة سيئة لكل قائد عسكري يرغب بالتوريث, بتعيينه نجله احمد قائداً للحرس الجمهوري, في 2004/1/1, وأبناء أخيه على رأس 3أجهزة أمنية هامة. واحمدُ للواء علي محسن الأحمر انه ابعد أبناءه عن الجيش, مع انه كان قادراً على جعلهم قادة ألوية أن أراد. وفي 2002/11/2؛ صدر قرار القائد الأعلى بتعيين نجلي النائب السابق والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي (جلال برتبة نقيب, وياسر برتبة ملازم أول) وهما المنتميان للسلك العسكري. وعندما أشاد مساعد الرئيس الأمريكي جون بيرنان, باحتراف رئيس هيئة الأركان احمد الأشول, اخذ المحللون والصحفيون يتخافتون بينهم كمن وجد خريطة الكنز: (هذا رجل امريكا في اليمن )! وكدت أقوم برقصة البرع ذات مساء, وأنا اقرأ قراراً اصدره الرئيس السابق (ومن غيره نكب البلد؟), في 2009/12/12, بتعيين المقدم الركن محمد احمد علي الأشول (نجل رئيس الأركان), ضابط ارتباط لدى القيادة المركزية الأمريكية. انه همزة الوصل بين الحكومتين الأمريكية اليمنية. الم اقل يوماً أن جون بيرنان شخص فاقع! وصدرت أثناء الثورة الشبابية قرارات ترقية بالجملة والتجزئة. ففي 2011/4/27؛ صدر القرار ب(ترقية الأخوين علي إسماعيل أبو حورية وعبدالملك يحيى ناصر الدرة), فيما صدر القرار في 2011/5/3ب(ترقية الرائد كهلان مجاهد يحيى أبو شوارب إلى رتبة العقيد), محافظ وعقيد؟ ياللزهد. فيما رقي قرار واحد قبلها بعام الرائد عسكر احمد محمد زعيل والرائد مرضي مبخوت ناجي كعلان إلى رتبة المقدم بتاريخ 2010/7/6. ورقي (الرائد تيسير صالح عبدالله صالح, في 2004/3/28, إلى رتبة عقيد في القوات المسلحة), وأي بأس في ذلك يا تيسير: البيت بيتك! وتم تعيين (الجندي هيثم محمد صالح الأحمر(نجل قائد الجوية السابق), في 2004/10/24, برتبة الملازم أول في القوات المسلحة), فيما صدر قرار القائد الأعلى, في 2010/9/27, ب(إلحاق وتعيين الأخ (مع أن أخ تعبير مجازي) خالد علي عبدالله صالح في القوات المسلحة (مشاة جبلي) برتبة ملازم ثان) فور تخرجه من كلية سانت هارز البريطانية. وكان تساقط عيناي من محجريهما وأنا اقرأ قراراً رئاسيا في تاريخ 2005/4/5,ب (تعيين الأخ محمد عبد اللاه محمد القاضي (عضو البرلمان المعارض الشهير, ونجل قائد اللواء 201ميكا العند), برتبة عقيد في القوات المسلحة). وبحث طويلاً عن قرارات تعيين هاشم وسائر أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, في الجيش غير أنني عضضتُ أصابعي حين لم أجد فيما توفر لدي من قاعدة بيانات. ومحظوظون حتى في هذه يا أبناء الشيخ! وتذكرت هتافات الثورة ومنصة التغيير وأنا اقرأ قراراً في 2007/4/3. ب(تعيين الأخ معاذ حميد منصور القشيبي في القوات المسلحة برتبة الملازم ثان) ثورة .. ثورة.. ثورة! ومن الواضح أن لدى الرائد محمد عبدالله دويد مؤهلات عالية ليعين, في 2002/5/26,(سكرتيراً للجنة الفنية لترسيم الحدود في المملكة العربية السعودية). وصدر القرار في 2004/2/14, ب( تصدر الأخ محمد بن علي الغادر إلى المنطقة الشمالية الغربية, وتعيينه قائداً في احد المعسكرات), و(تعيين الأخ خارف عسكر أبو شوارب ركناً في المنطقة الشمالية الغربية محور صعدة). بتاريخ 2001/11/10, صدر القرار بتعيين العقيد عزيز حسن علي ملفي (مرافق الرئيس السابق), رئيساً لأركان اللواء 27مشاة ميكا, في 2008/7/28, قسمة إخوة! وحتى ملك الزجاج والسكر وابن قريتي رجل الأعمال الملياردير شاهر عبدالحق, انتزع في 2005/10/22, قراراً بإلحاق نجله (خالد عبدالحق شاهر في القوات المسلحة برتبة ملازم ثان), كما لو انه بحاجة إلى مرتب جندي, أو انه كان ليسمح له بالتدرج في الجيش! وبحثت عن حبة بندول وأنا اقرأ توجيه الرئيس السابق, في 2003/8/12, إلى أمين عام رئاسة الجمهورية, ب( اعتماد مبلغ 120آلف ريال شهرياً للإخوة احمد وحسين وحسن وعمر وناصر وصالح علي عليوة بواقع 20ألف ريال). باختصار أن اكبر, وأقوى لواء في الجيش اليمني, هو لواء أبناء قادته وأقاربهم وقبائلهم. واقتراح على لجنة هيكلة الجيش, بدلاً من بيع الوهم لليمنيين, إنشاء لواء مدرع ضمن الهيكلة الجديدة, تحت اسم لواء أبناء كبار القادة. أو استوردوا جيشاً من الصين أخرج. الجيش بوصفه قطعة قماش تتنازعها المقصات ومنذ 3أشهر وأنا أحاول جاهداً إعداد وتنقيح قائمتين رئيسيتين: الأولى ب(جيش المشائخ ومجنديهم), والثانية ب(لواء كبار الضباط), في ضوء ما توفر لدي من قاعدة بيانات ومستندات من مؤسسة الجيش, ثم إني توقفت. فلا طائل. هذا هو جيشكم, وليس لديكم الحاصل! والتجنيد في معظم وحدات الجيش اليمني عبارة عن حصص توزع على مشائخ ونافذين ومحافظين, كل حسب نفوذه القبلي والاجتماعي, بعيداً عن أي ضوابط مهنية وعسكرية- قد تأتي لاحقاً- من المتبعة في سائر جيوش العالم. انه أشبه بقطعة قماش تتنازعها مقصات المشائخ ومراكز القوى وقبائل كبار قادة الجيش. والأدهى أن فرقاً شاسعاً بين قانون المسطور في الأبجديات العسكرية, وبين قانون آخر هو الساري في الجيش اليمني. انه قانون علي عبدالله صالح وسنده حكمه الخلص, وتفصح عنه توجيهات الرئيس إلى وزارة الدفاع, أو طلباتهم المرفوعة إليه, وهما, لا المشائخ , من يتحملان المسؤولية القانونية والأخلاقية. ومن جملة ذلك توجبه إلى وزير الدفاع, في مستند بتاريخ 2007/9/30, ب (تجنيد عدد من جماعة الأخ الشيخ عقيل لطف, ضمن التجنيد الجديد) وتوجيه ثان بتاريخ 2009/5/13, ب( صرف تعيين لعدد من 400شخص لمد شهرين بنظر الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر, وثالث بتاريخ 2009/12/12ب (تجنيد مجموعة مانع أبو سعيد وعددهم 100المرابطين في صعدة), ورابع ب(تجنيد 200فرد لنشور بنظر فائز العوجري, بحسب مقترح من رئيس الاركان احمد الأشول بتاريخ 2007/3/8, لا فائز, وخامس بتاريخ 2009/12/23,ب(تجنيد 600فرد من أبناء محافظة الجوف بمعرفة الأخوين منصور عبدان وخالد هضبان, من ضمن قوات المجندين الجدد). هذا هو القانون الساري للتجنيد في الجيش اليمني. وجندت وزارة الدفاع بنظر المشائخ والوجهاء, في السلم كما في الحرب, وان قلت شراهتها في الأولى, وزادت في الثانية. انه توجيه رئاسي بتاريخ 2002/4/28, ب(اعتماد تجنيد 50جندياً بنظر الشيخ عبد المغني محمد مبارز, مع تموينهم الغذائي وألف لتر بترول شهرياً). وآخر في تاريخ 2002/3/19, ب(اعتماد ألف لتر بترول وتعيين 50فردا للأخ سالم البهجي, وترقية نجله محمد إلى رتبة ملازم ثان). تلك روشتة علي عبدالله صالح وطريقة حكمه. والتجنيد في الجيش أيضاً مناطقي, وليس حكرا على المشائخ والأعيان فحسب. كان الرئيس السابق, على أيه حال, يصدر بين الفينة والأخرى, توجيهاته إلى الدفاع بالتجنيد من مناطق بعينها, دون تسمية شيخ أو احد وجاهاتها الاجتماعية, لا استناداً إلى الاختيار التنافسي, وإنما بشكل تقديري وعرفي. ومن ذلك مثلاً توجيه للدفاع بتاريخ 2001/11/11, ب(تجنيد عدد 2000شخص من مختلف مديريات محافظة مأرب, لتشكيل قوة أمنية بالمحافظة), وآخر في تاريخ 2002/6/5, ب(تجنيد عدد بعض أبناء محافظتي حضرموت والمهرة, واتخاذ الإجراءات اللازمة), وكذلك توجيه في 2009/12/27, ب(تجنيد عدد من أبناء مديرية رضوم ورأس بلحاف على قوات محور عتق). وما خفي أعظم. بخلاف جيوش العالم: تجنيد وتقاعد في يوم واحد! وحين يأمر رئيس الجمهورية وزير الدفاع الحالي, في تاريخ 2009/12/9, حرفياً: (بمعاملة شهداء صعدة منطقة دماج وجرحاهم كأمثالهم شهداء وجرحى القوات المسلحة), فان المعنى واضح وفاضح: حتى الشهداء , وليس الأحياء فحسب, يعاملون بدرجات متفاوتة! وفي الصيغة إقرار بالظلم من رئيس جمهورية من العدل الإلهي ألا يبقى رئيساً. ويمتاز الجيش اليمني, دون سائر الجيوش, بأنه الجيش الوحيد في العالم الذي يجند ضباطاً ويحيلهم إلى التقاعد في نفس المعاملة, وبأمر عسكري واحد! ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر, مستند بتاريخ 2010/4/26, إلى وزير الدفاع, ب( معالجة موضوع ما تبقى من ضباط جيش البادية الحضرمي, وعددهم 32ضابطاً وواحد صف ضابط, وذلك بإلحاقهم بالقوات المسلحة وترقية الضباط الى رتبة العقيد واحالتهم الى التقاعد بعد التعزيز المالي). وذلك واحد من ابتكارات الجيش اليمني. وتضاعفت إعداد المجندين, عن طريق وزارة الدفاع, لا المشائخ, من 10آلاف مجند في 2002, كما يظهر توجيه من القائد الأعلى لمدير دائرة شؤون الأفراد, في تاريخ 2002/9/18, إلى 20ألف جندي في 2010/3/15, مع الأخذ بعين الاعتبار تجنيد 17ألف جندي ضمن قوات القوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص, بحسب مذكرة من قائد الحرس الجمهورية بتاريخ 2007/3/18. ومن المرات القليلة التي يشترط الرئيس علي عبدالله صالح, وعلى غير عادته, تجنيد جامعيين, مستند بتاريخ 2006/11/11,امر وزير الدفاع ب(تجنيد 20طالباً من خريجي الجامعات والمعاهد المتوسطة والمتخصصين في مجال علوم الحاسوب لدائرة شؤون الضباط), وأخرى في 2008/3/9, ب(تجنيد 500فرد من خريجي المعاهد والكليات الفنية لرفد المعهد الفني للقوات المسلحة بالتخصصات المختلفة). ووفق هذين التوجيهين يمكن معرفة أتباع المشائخ, ومن جندوا بنظرهم. بنظر قائد المنطقة الغربية الشمالية وتضاعفت حصة المشائخ والأعيان من إعداد المجندين سنوياً ضمن وزارة الدفاع, مع كل تجديد للمواجهات في صعده. ويبدو أن اللجان الشعبية في أبين, فكرة ومضموناً, مستنسخة بالكامل من كتائب المتطوعين في حرب صعدة. والمليشيات الشعبية. وتلك كارثة: بدلا من أن يتطبع الشمال بالدولة التي كانت قائمة في الجنوب, فازدهرت المليشيات, وقويت العصبيات, وتقرا أحياناً في صحيفة (الثورة) تهنئة باسم شيخ مشائخ عدن! ومن حالات التجنيد في حروب صعدة, أو أنقاضها, توجيه صادر بتاريخ 2007/7/1, ب(توزيع المجندين الجدد في منطقة خمر لعدد 600فرد من مركز تدريب القوات البرية), وآخر في 2010/5/9, مع تجدد مواجهات صعده. ب (تجنيد 200فرد من الحيمة على مجندي كتيبة سفيان, ويتم دمجهم معاَ من ضمن 10آلاف مجند على القوات المسلحة). وحتى قبل 7أيام من إعلان نهاية حرب صعده الأولى في 2004/12/11, اصدر القائد الأعلى الرئيس علي عبدالله صالح, قراراً ب (ترقية عدد 123شخصاً يبدأ باسم الشيخ فهد مفتاح دهشوش وينتهي باسم احمد حمد بشر), بناء على مقترح من سيد المقترحات ورجل الأزمات: قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر. بل ان صالح اصدر في يوم إعلان نهاية حرب صعده (وسماه الفتنة), 2004/12/19, توجيهاً لوزارة الدفاع ب (تجنيد 50فرداً على المنطقة الشمالية الغربية بنظر الأخ احمد حمدان أبو مشعف). ولم يكن الرئيس السابق غافلاً عن فداحة وسوء مسلك مقترحات اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يقوي نفوذه أكثر باعتماد كتائب المتطوعين واستقطاب رجال القبائل وتغلغلهم في الجيش. بدليل أن صالح أصدر في 2005/1/13, قراراً شجاعاً بإيقاف (المرتبات والمهمات والتعيينات والوقود المعتمدة لفئات المجاميع والمرافقين للمشائخ والضباط, حتى يتم ترتيب دمج الصالحين في القوات المسلحة, غير أن صالح, وهذا عيبه, انه رئيس كرتوني. انه يتراجع سريعاً عن قراراته العسكرية والمدنية, ويحط من هيبتها, وينقلب عليها في زمن قصير. وبالفعل, لم يمض وقت طويل حتى اصدر صالح طابوراً من القرارات المناقضة لقراره الأنف, ليس أخرها توجيهه في 2006/3/14, الى وزارة الدفاع, ب(صرف مرتبات حرس الحدود من وائلة بنظر قائد المنطقة الشمالية الغربية, وتجنيد بدلاً عمن تخلف, ومعالجة مشكلة المشائخ مع صرف مستحقاتهم من الغذاء (شهرياً). وتلك علة الرئيس السابق, وسبب فساد حكمه وضعف دولته. مصائب قوم (حرب صعدة) عند قوم قوائم تجنيد! وتوالت قوائم مجندي المشائخ والأعيان مجدداً, وتضاعفت إعداد كتائب المتطوعين, وان كانت بعض التوجهات الرئاسية, لبعض المشائخ والاعيان, لم تنفذ وتعرقلت في وزارة الدفاع. ونسى الرئيس صالح قراراه ب(إيقاف اعتمادات كتائب المتطوعين في 2005/7/13, ليوجه وزير الدفاع محمد ناصر, في 2006/4/2,ب( تجنيد عدد 90شخصاً بموجب ما هو موضح في رسالة العميد الركن علي محسن صالح), وتوجيهاً ثانياً في 2007/9/12اشد وضوحاً وإفصاحاً, ب( صرف مرتبات المجندين في الملاحيظ من أصحاب أو حلفه شهرياً), وثالثاً في 2007/10/1, ب(ترقيم بقية كتائب الدعم وبحسب الكشف المرفق, ويضاف الى قوتهم 100فرد فقط), ورابعاً في 2011/3/8, ب( معاملة الأخ دغفل حسين دغفل قائد مجاميع مران, بشان طلب اعتماد كتيبتين من المجاميع أسوة بأمثاله), مختتماً التوجيه بكلمتين ظريفتين في غير محلها, هما: (وطبقاً للقانون)! أي قانون يا رجل! القانون الذي في رأسك ام الذي في الورق؟ أراد علي عبدالله صالح توريط اللواء علي محسن في صعدة, فورطه الأخير. أراد الأول إغراق الثاني في دماء صعدة, فغرق الأول في بحر الاعتمادات والمجاميع الشعبية المرفوعة من أخيه غير الشقيق, وفق إشاعة عمرت أراد الأول إغراق الثاني في دماء صعده, فغرق الأول في بحر الاعتمادات والمجاميع الشعبية المرفوعة من أخيه غير الشقيق, وفق إشاعة عمرت 33سنة, وحقيقة خصامهما وعمرها اقل من عامين. ولم يكن علي محسن ولا حرب صعدة وحدهما البوابة الحصرية التي تعبر من خلالها مراكز القوى إلى مؤسسة الجيش. حتى الحرس, وهو الأكثر انضباطاً وهيكلة, طالته توجيهات القائد الأعلى التدميرية, منها مثلاً توجيه الرئيس صالح الى وزير الدفاع, في 2008/5/10, ب (تجنيد عدد 20فرداً على قوة الحرس الجمهوري بمعية اللواء يحيى الراعي رئيس مجلس النواب). وتثير هذه الوثائق أماكن معتمة لدى الرأي العام عن حرب صعدة وأسباب تجددها. الحرب من منظور نفعي مصداقاً لقول المتنبي: (مصائب قوم عند قوم فوائد), وفي 2008/7/22,وجه الرئيس السابق اللواء محمد ناصر ب(صرف 20مليون ريال بنظر الأخ كهلان أبو شوارب, واعتماد مواد غذائية لعدد 100فرد ولمدة 60يوماً بنظر محافظ محافظة عمران) دولتكم! وكانت دائرة المستفيدين, كما والمتضررين, تتسع من حرب لأخرى, وتنقل من محافظة إلى ثانية. ففي 2008/7/27, أي بعد أسبوع واحد من التوجيه السابق, أمر الرئيس وزير الدفاع الحالي ب(تجنيد 300فرد بنظر العميد عبدالحميد مسعد العماد), وزاد عليهم أمراً أخر قضى ب (تجنيد 150فرد بنظر المقدم احمد علي القاضي), إضافة إلى (تجنيد 100فرد من بني سعد, على أن يضم الجنود جميعهم على قوة اللواء 105مشاة مالياً وإدارياً, وعلى قيادة اللواء تحديد المهام الخاصة بهم). وانعم والهيكلة! وكل التوجيهات الرئاسية, وغيرها من قرارات تأتي في موضع أخر, تؤكد أن اللواء علي محسن الأحمر خرج من حروب صعده ال 6أقوى بكثير مما كان قبلها, بخلاف الوهم الشائع لدى معظم اليمنيين. وهكذا في جميع حروب صعدة. في 2009/12/12, وجه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, وزير الدفاع محمد ناصر, ب(تجنيد مجموعة مانع ابو سعيد وعددهم 100فرد المرابطين في صعدة), وهكذا نصاً. وفي اليوم التالي 2009/12/13, وجه وزير الدفاع ب( تكليف وكيل أول وزارة الداخلية لقطاع الأمن (القوسي), بالإشراف على إعداد المجندين في محور صعدة, وتدريبهم وتأهيلهم) وب(توفير المتطلبات الضرورية لمجاميع الدعم الشعبي بنظر قيادة اللواء 127مشاة)التابع للمنطقة الشمالية الغربية. ويبدو أن الظلم وعدم المساواة لم يقتصرا في حكم علي عبدالله صالح, على الأحياء والشهداء. حتى جرحى حروب صعدة ومن أصيبوا بعاهات مستديمة, صُرفت مستحقاتهم, على قلتها. بنظر المشائخ, ولم تسلم لهم يداً بيد. بالنسبة لآخرين فشيء. ذلك ان وزارة الدفاع امتنعت عن صرف تعويضات جرحى آخرين يتبعون مشائخ اقل نفوذا وسطوة, ولم يتمكنوا من الحصول على توجيه رئاسي بشأن الجرحى الذين صدرت على توجيهات الرئاسية بتجنيدهم. وهكذا ما كان يتسرب في الإعلام عن تخلي الدولة عمن قاتلوا معها في صعده . في 2009/6/14,أمر الرئيس السابق وزير دفاعه ب( معاملة الشهداء وعددهم 42والجرحى وعددهم 142من أبناء العصيمات أسوة بشهداء وجرحى الحرب حسب المكشوف). ثم أمر , في 2009/12/7, ب(معاملة الجرحى من أصحاب محسن هادي معقل وعددهم 6كأمثلهم الجرحى من القوات المسلحة, ومعاملة الشهداء من أصحاب محسن معقل وعددهم 11شهيداً كأمثلهم من شهداء القوات المسلحة).هكذا بالحرف. وفي 2009/12/20, وجه ب( معاملة الجرحى من أصحاب علي بن هادي غريسة وعددهم 6كأمثلهم الجرحى من ابناء القوات المسلحة). رحمة الله على جميع الشهداء, وشفا الله الجرحى, ولا اشتعلت حرب أخرى في اليمن بعد اليوم إن شاء الله. آن لهذا البلد أن يرتاح قليلاً. 10 سنوات لإعادة هيكلة الجيش! هذا هو جيشكم وكان محقاً اللواء المتقاعد الذي قال لصحيفة (الكويتية) في 14من الشهر الجاري: "ان اكثر من 50الفا من تعداد القوات المسلحة هم من ابناء واقرباء واتباع قبائل قادة الجيش وزعماء القبائل. واضاف: (ان تركيبة الجيش على هذا النحو تجعله قبيلة كبيرة يصعب اعادة هيكلته. ومنهم من يحملون رتباً عسكرية دون مؤهلات, او منحوا رتباً منذ اليوم الاول لتجنيدهم, او توارثوها). وزاد :(ان من بين اولئك الاقرباء من يحملون رتباً عسكرية من دون مؤهلات, وبعضهم منحوا رتباً عسكرية منذ اليوم الاول لتجنيدهم لاعتبارات سياسية وقبلية, لانهم مشائخ قبائل او ابناء قادة عسكريين او وزراء توارثوا المناصب في كثير من الوحدات العسكرية, في وقت لا يحصل خريجو الكليات العسكرية والجامعات على تلك الرتب الا بشق الانفس, فيما كان عدد مشائخ القبائل قد عينوا قادة لألوية عسكرية غير موجودة على الواقع). واشارة الى ان (هناك اوامر لمشائخ قبائل بصرف من 70الى 80جنديا, والتي تعني حصول المستفيد من الامر على مرتباتهم شهرياً), وليس لهم وجود على الواقع), (اكرس حلقة خاصة حول المحاباة والتوريث داخل الجيش), واكد اللواء (استحالة الحديث عن عملية اعادة هيكلة الجيش في ظل هذا الوضع, مشدداً على ضرورة ان يسبق ذلك عملية تصحيح شاملة في صفوفه على اسس وطنية, بعيداً عن المناطقية والقبلية, مقدراً الزمن اللازم لإعادة الهيكلة بنحو 10سنوات). هذا بالضبط الحاصل, وما سبق , ما سياتي لاحقاً, تفصيله. منح وزارة الدفاع.. ابن من انت؟ حين فجر ارهابي نفسه امام نادي ضباط الشرطة, مزهقاً اروح طلاب خرجوا للتو من النادي, لقيت, في موقع الحادث, رجلاً كهلاً يرتدي الزي الصنعاني, يبدو عليه امارات الحكمة والتعب, وينطق بالسان أي كليم. قال: (ماذنبهم)؟ يكون ابوه تفل (بصق) دم حتى يدخله الكلية). هذه العبارة المؤلمة توصيف دقيق لمعاناة اليمنيين من الطبقة الوسطى, الراغبين في الحاق ابنائهم بكلية الشركة والقوات المسلحة. بينما كان على الكثير من الاباء ان يطرشوا دماً, وان يقدموا اموالاً ورشا, ويستعينوا بنافذ او شيخ, من اجل الوساطة لإلحاق ابنه بالشرطة او الجيش, في ذلك الوقت كان اباء اخرون يلحقون ابناءهم, دون جهد, وبيسر شديد, بأرقى واغلى الاكاديميات العسكرية في العالم. هذا غيض من فيض. الدرجة الأولى: أبناء سانت هاوز الدرجة الثانية: طلية زايد والسعودية وأركان حرب الولاياتالمتحدة الأمريكية
