قضية طريفة جديدة نضيفها إلى سجل القضايا العجيبة الغريبة التي أصبحنا نتعامل معها يومًَا بعد يوم كحدث طبيعي يحدث.. وتنقل أخباره.. ويتحدث عنه المجتمع بدهشة.. ثم ننساه لنستقبل خبرًَا جديدًَا يأخذ نفس "الدائرة الجهنمية"، ليلقى ما لقاه الخبر الذي قبله من إهمال ونسيان وذلك عملًَا بنصيحة إخواننا المدركين لطبيعة سير الأمور الذين إذا ما نشأت قضية قالوا لصاحبها: "حط بالخرج". وما أكثر ما وضعنا في هذا "الخرج" حتى فاض وطفح الكيل.. وما زال هذا الخرج يتسع لمزيد من الخيبات والنكسات والهزائم والدجل. وتحول "خرج الإنسان" إلى مكب نفايات يستوعب كل غريب وعجيب من القضايا والإحباطات التي تعقبها وتقودنا إلى الانهزامية والانكسارات المتتالية التي تُعبر عن درك السلبية واللا مبالاة الذي سقطنا فيه. القضية الجديدة نشرها أكثر من موقع على الشبكة العنكبوتية تتحدث عن إجبار امرأة سعودية، تحت ضغوطات كبيرة من رجال ملتزمين دينيًا في بريدة، على التنازل عن قاتل قريبتها التي توفيت على يد راقٍ شرعي بعد أن صعق جسدها بالكهرباء حتى لقيت مصرعها بدعوى تخليصها من الأمراض النفسية؟! وقالت المرأة، وفق ما جاء في موقع "قضايا": إنه لم يمض على جريمة قتل قريبتها 48 ساعة وبعد أن تم اقتياد قاتلها بعد قتلها بثلاث ساعات إلى التوقيف تم إطلاق سراح القاتل في نفس اليوم، ثم تم إنهاء القضية في اليوم التالي. الراقي الشرعي، كما يقول موقع "قضايا"، يعمد إلى جمع النساء داخل شبك كالذي يستخدم لحفظ الأغنام ثم يقوم بإقفاله بعد دخول النساء ثم يقوم بالقراءة عليهن ومن تصدر صوتًا يقوم بلسعها بالكهرباء ومن ثم يواصل القراءة، والقتيلة كانت تتلقى الصدمات الكهربائية داخل الشبك وبسبب الصدمات الكهربائية العنيفة انتقلت روحها إلى بارئها حيث تركها هذا المجرم جثة هامدة بين النساء ومنع وليها من الوصول إليها لمدة ساعتين بحجة أنه شيء طبيعي أن تنصرع بعد خروج الجني وسوف تستعيد وعيها. الغريب في الأمر أن المجرم المذكور غادر شبك النساء للقراءة على الرجال وبعد أن فقد وليها الأمل في استعادة وعيها حملها إلى المستشفى حيث افاده الأطباء أن الوفاة تمت منذ ساعتين بسبب صعق كهربائي في أنحاء عديدة من جسدها نتج عنه توقف في القلب وتم إعداد تقرير طبي بذلك على ضوئه تم القبض على المجرم المذكور. أخذني الخبر، الذي أرجو ألا يكون صحيحًا.. لكن العهدة على الراوي، إلى قصة الطبيب الذي أجرى عملية لأحد المرضى انتهت بوفاة المريض. الطبيب خرج إلى أهل المريض ليبشرهم بأن العملية التي أجراها كانت ناجحة بكل المقاييس الطبية المعروفة... لكنه قدم أسفه لأسرة المريض بأن مريضهم قد مات؟! وما حدث مع المرأة والمقرئ الشرعي لا يخرج عما حدث للمريض مع الطبيب (غير الشرعي). فقد خرج "الجني" الذي "ركب المرأة" بالصعق الكهربائي المتوالي لجسدها.. لكنها ماتت! وهكذا وأمام ضعفنا وقلة حيلتنا في التعامل مع مثل هذه الجرائم المتوالية التي يواجهها مجتمعنا بكل خفة وبساطة.. وسذاجة فليس أمامنا إلا مشاركة المرأة المكلومة في قريبتها، والتي اكتفت بمطالبة الجميع بالدعاء لقريبتها بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان. أما المجرم ومن شفع له من أترابه فسيزاول عمله كالمعتاد طالما هؤلاء يتعاملون مع الناس كالبهائم.