لم يكن يتوقع الطالب/ عبده علي الربيعي أن تكون نهاية حياته من مصدر رزقه الذي تقتات منه أسرته المكونة من ستة ذكور، وأربع إناث. استيقظ طالب الصف التاسع أساسي صباح مطلع هذا الأسبوع ليجهز نفسه للذهاب إلى مدرسة الميثاق التي تفصلها عن منزله في حارة السلام بمدينة مأرب مسافة ليست بالبعيدة، وفي تلك الأثناء قام بتشغيل الموتور التي تعول متحصلاته اليومية الضئيلة تلك الأسرة الكبيرة، غير أنه عاد ليسترخي في غرفته حتى يعطي فترة كافية لتسخين الموتور. لم يكن يدرك أن ذلك الاسترخاء سيكون الأخير بعد انعدام الأكسجين في الغرفة ليفارق الحياة مختنقاً (بدخان الموتور) تارك أسرته التي يغمرها الحزن وسيطر على أفرادها الأسى لفقدان عائلها الوحيد. ... مقعد الطالب في مدرسة الميثاق فارغاً منذ حال الموت دونه ومواصلة الدراسة، وفي الوقت الذي يحتفظ محيط الصف المدرسي بذكرياته مع زملائه، تتحفظ إدارة البحث الجنائي على الجثة لاستكمال جمع المعلومات حول أسباب الوفاة التي يعتقد أنها غير ذات فائدة في نظر أسرته بعد رحيل ابنها الأكبر مبكراً, والذي أضاف إلى معاناتهم من الفقر والحاجة معاناة البحث عن عائل جديد ومصدر رزق جديد، أتوقع ألا يكون (الموتور) خياراً مطروحاً بعد أن تسبب في مأساة الأسرة.