تناول مقال بموقع صحيفة فورين بوليسي الأميركية، ، الأوضاع الأخيرة في اليمن، قائلا إن استيلاء جماعة الحوثيون الشيعية على مدينة صنعاءاليمنية له الكثير من العواقب الوخيمة ليس على اليمن وحدها بل على المنطقة وعلى الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على الإرهاب. ترى كاتبة المقال آمال مدللي، الباحثة في مركز وودرو ويلسون الدولي وباحثة في شؤون الشرق الاوسط، أن الأوضاع في طريقها لمزيد من التصعيد مع دعوة زعيم الحوثيون عبدالملك الحوثي لمزيد من التظاهرات للتنديد بالتدخل الخارجي في شؤون اليمن. تدخل إيراني كما ان التطورات الاخيرة التي تشهدها العاصمة اليمنيةصنعاء تمثل انتصارا كبيرا لإيران. فنسبة كبيرة من الشعب اليمني والكثير من الاحزاب اليمنية تتهم ايران بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد لأنها تقوم بتدريب الحوثيين وتوفير الدعم المالي الازم. وفي الوقت نفسه لا تقوم إيران بنفي هذه المخاوف بل تقوم بتغذيتها، على حد قول الكاتبة، إذ تفاخر السياسي علیرضا زاکانی، نائب طهران في البرلمان الايراني، في وقت سابق أن صنعاء هي رابع عاصمة عربية تقع بيد ايران. وارتباط الحوثيون بطهران يهدد بتقسيم اليمن ودفعها نحو الفوضى، وفقا للكاتبة. وتعجبت الكاتبة من ما اسمته بمناورات الحوثيين السياسية، وقالت إن الاسلوب الذي يتبعه الحوثيون يشابه اسلوب حزب الله اللبناني المدعوم من ايران عندما قام حزب الله بالاستيلاء على بيروت عام 2008 واستخدم القوة ضد منافسيه السياسيين ثم قام بالتوقيع على اتفاقية لتقاسم السلطة وتشكيل حكومة جديدة، وبعد ستة سنوات من هذه الواقعة يُعد حزب الله هو العقبة الوحيدة امام انتخاب رئيس جديد متسببا في حدوث فراغا سياسيا، وتخشى الكاتبة من حدوث نفس السيناريو في اليمن. وبحسب الكاتبة، الاحداث في اليمن تؤثر على الدول المجاورة وليس على اليمن وحدها. فمضيق باب المندب يُعد من الطرق الرئيسية التي تصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي وهو الممر المائي الأول في العالم لعبور ناقلات النفط وشريان رئيسي لقناة السويس في مصر، وفي حال احكم الحوثيون سيطرتهم على مضيق باب المندب ومحافظة الحديدة فسيتمكنون من السيطرة على حركة الملاحة في قناة السويس والخليج الفارسي وبالتالي سيطرة النفوذ الايراني في هذه المنطقة. المشاكل تواجهة حكومة اليمن واشارت الكاتبة إلى عدة مشاكل تواجهها الحكومة اليمنية في هذه المرحلة، اولها هي قدرة قائد الحوثيون على مخاطبة الدول الغربية ومخاوفها من انتشار الارهاب، إذ يصور الحوثيون انفسهم على انهم ضد تنظيم القاعدة في اليمن وان استيلائهم على صنعاء كان بهدف الاستقرار. ثانيا، تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية،فالتطورات الاخيرة اثارت التنظيم ودفعته لإتهام الحوثيين بإكمال المخطط الايراني في اليمن، ودعوة السنة باللجوء إلى السلاح وبالفعل قام التنظيم بمهاجمة الحوثيون في اماكن مختلفة من اليمن مما يزيد من وتيرة اعمال العنف التي تشهدها البلاد. وتقول الكاتبة إنه في حال رفض الحوثيون السيطرة على المسلحين التابعين لها وتسليم جميع الاسلحة بحوزتهم والامتثال لاتفاق الاممالمتحدة، فستقع اليمن ضحية الفوضى الكاملة وستصعب السيطرة عليها، مما قد يسعد ايران، على حد قول الكاتبة. مضيفة أنه في مصلحة الولاياتالمتحدة ومصلحة الدول المجاورة لليمن العمل على وقف تقدم الحوثيين والمساعدة في تنفيذ اتفاق السلام.
