أفادت مصادر مطلعة في حركة "فتح" أنه يتم الإعداد حالياً لترحيل حوالي أربعمائة من ناشطي حركة "فتح" وعناصر وضباط الأجهزة الأمنية الموالين لرئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس، الذين فرّوا من غزة قبل عام تقريباً حينما حسمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الموقف الميداني في قطاع غزة ؛ تم الإعداد لترحيلهم إلى اليمن ، وذلك جراء شكاوى السلطات المصرية مما تسميه "المشكلات الكبيرة التي سبّبها هؤلاء النشطاء للأمن المصري" خلال عام.. وبحسب المصدر الفتحاوي فإن عملية الترحيل تأتي ضمن اتفاق ما بين القاهرة ورام الله وصنعاء من أجل "تخلص مصر من هذه العناصر". وكانت القاهرة رحلت مؤخراً عدداً من عناصر حركة "فتح" المقيمين لديها إلى الضفة ال غربية ، وذلك "بعد تورطهم في عمليات تزوير والمتاجرة في المخدرات والإخلال بالأمن العام" . ويرفض معظم عناصر "فتح" الذين فروا عقب الحسم العسكري في غزة، قبل عام كامل إلى مصر، العودة إلى قطاع غزة خشية تعرضهم للمحاسبة من قبل السلطات الجديدة في قطاع غزة أو تعرض أهالي ضحايا الأجهزة الأمنية السابقة لهم، بينما في الوقت ذاته ترفض السلطات الإسرائيلية كذلك وصولهم إلى الضفة الغربية. وبحسب مصادر حركة فتح فإنّ القيادي النافذ سابقاً بحركة "فتح" محمد دحلان، والمثير للجدل، اتهم خلال حديثه مع هؤلاء العناصر الذين يعتبرون مقرّبين منه، السفير الفلسطيني في القاهرة " نبيل عمرو " بالوقوف وراء هذا الترحيل، وأكد دحلان أنه يحاول التدخل لدى المسئولين المصريين لعدم إتمام عملية الترحيل. الحوار لا زال في بداية خطواته الأولى ويوم أمس الاثنين "9/6" قال زعيم حركة حماس في غزة ، و رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية : إن مساعي استئناف الحوار الوطني الفلسطيني "بين حركته وحركة فتح " "لا زالت في بداية خطواتها الأولى"..وتابع هنية خلال تفقده إحدى قاعات امتحانات الثانوية العامة في مدينة غزة :"" نحن نعمل على تهيئة أجواء الحوار حتى ينطلق مشروع الحوار الوطني على قاعدة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني بلا شروط وبلا غالب ولا مغلوب".. وأضاف هنية : "نتحرك على مسار تهدئة متبادلة مع الاحتلال بجهود مصرية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف هذا العدوان؛ ونهيئ الأجواء لننطلق بحوار وطني فلسطيني على قاعدة المصالح العليا لشعبنا وقضيتنا وبلا شروط وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب ونخرج باتفاق ينتصر به شعبنا"... ومن القاهرة قال رئيس السلطة الفلسطيني ، محمود عباس عقب اجتماعه أمس مع الرئيس المصري حسني مبارك :" إن جهود مصر لتحقيق الحوار والتهدئة بين أبناء الشعب الفلسطيني كانت محور المحادثات المكثفة التي جرت بالقاهرة ، مؤكدا أن ما يجلب التهدئة هو الحوار الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس وليس عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة.. وتابع عباس خلال تصريحات للصحافيين أن "المحادثات تركزت حول ضرورة استمرار الجهود المصري من اجل التهدئة لأنه ليس هناك من بديل لنا عن هذا التوجه". واستبعد الرئيس الفلسطيني عقد لقاء ثنائي بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، مؤكدا أن "المشكلة ليست مشكلة شخصية أو حتى غير شخصية" بينه وبين مشعل. وسبق أن قال الناطق باسم حركة "حماس" أيمن طه :" إن الرئيس السنغالي" عبد الله واد" يعمل على الاتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ،ورئيس المكتب السياسي في حركة" حماس" خالد مشعل لترتيب لقاء بينهما في العاصمة السنغالية داكار ونأمل أن"يكون اللقاء قريب . يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر متطابقة سورية - فلسطينية في دمشق :"إن اجتماعاً عُقد بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل للبحث في إمكانية معالجة العقبات التي تحول دون تفاهم فلسطيني - فلسطيني بين كل من السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" من جهة، وحركة "حماس" من جهة أخرى. وبحث المعلممع مشعل المستجدات على الساحة الفلسطينية ولاسيما في ضوء دعوة الرئيس محمود عباس للحوار الفلسطيني وترحيب حركة حماس بها وفقا لإعلان صنعاء والمبادرة اليمنية وقرار القمة العربية بدمشق . وعقب الاجتماع عبر مشعل عن استعداد الحركة للحوار الفلسطيني -الفلسطيني لتحقيق المصالحة بما يصون الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.