سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية اليمنية ..أدباء وباحثون ونقاد ل"مأرب برس": المهرجان فرصة للالتقاء , والناس بحاجة إلى ثقافة ضد ثقافة المسخ الحاصل الآن في الساحة ,وتشجيع الإبداع يريد قرارا سياسيا
شهد المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية اليمنية, الذي انعقد على مدار ثلاثة في المدة من 26 – 28 يوليو 2008م. وشارك في المهرجان ما يربو على 200 قاص وقاصة يمنية وعدد من الباحثين والناقدين العرب من الذين تم دعوتهم للمشاركة. وقُدمت ستون ورقة توزعت على عدد من المحاور في اتجاهات نقد الرواية, والسرد اليمني والترجمة, ودراسات عن القصة والرواية اليمنية, إضافة إلى أدب الطفل. وقد اختتم المهرجان مساء الاثنين الماضي في مسرح الهواء الطلق بصنعاء القديمة بحضور وزير الثقافة محمد أبو بكر المفلحي , والذي تم فيه تكريم جميع المشاركين في المهرجان بدروع من وزارة الثقافة. وفي المهرجان الذي انعقد بدعم من الرئيس علي عبد الله صالح , ورعاية وزارة الثقافة , وبتنظيم من نادي القصة اليمنية (إل مقه) حاول مأرب برس الالتقاء بعدد من المشاركين العرب واليمنيين.. محمد الغربي عمران – رئيس نادي القصة اليمنية إل مقه , قال إن" الناس بحاجة إلى ثقافة ضد ثقافة المسخ الحاصل الآن في الساحة , وثقافة ضد ما هو ضد الوطن ؛ لأن اليمن فوق كل اعتبار , والفرد الواحد ليس كل الوطن.. الوطن هو أنا وأنت وأمي وأمك وأخواتي وأخواتك والبقر والغنم والطير .. عندما تشاهد المسخ الحاصل في صحافتنا وموجود في بعض المواقع وهو تأفف الإنسان عن وطنه ووصفه ببعض الألفاظ البذيئة , وينسى بأنه هو الوطن , والوطن ليس الرئيس , ليس شخصا , وليس سياسة محددة , الوطن هذا الجمال , هذا اللقاء , هذه الثقافة"على حد تعبيره. وأضاف الغربي عمران " نحن نملك أجمل وأروع وطن , نحن نريد من خلال هذا المهرجان إنسان مبدع , يتعاطى مع الفكر المعاصر , كما كان تعاطى مع الفكر القديم , وعندما تلتقي بالآخر تدرك كم أنت عظيم" مختتما " مهرجان صنعاء الرابع تجاوز هدفه بنجاح مما يعطينا أن ننظم اللقاءات القادمة بشكل أوسع وكبير" وتحدث الناقد والباحث السوري عبد الله أبو هيف بالقول " قدمتُ بحثاً مطولاً من (50) صفحة من القطع الكبير , ووضعت محاوره فيما يخص نقد الرواية والقصة اليمنية , وأدب الأطفال في اليمن" وأكد أبو هيف " اهتمام وزارة الثقافة اليمنية بالقصة والرواية العربية بعامة واليمنية بخاصة , وهذا كله يقوم على ضبط وتدقيق المصطلحات والمنهجيات والمعرفيات والتواصل مع التأصيل , أي الأصول الثقافية العربية وتطوراتها مع منظورات التحديث" وقدَّر الباحث السوري عالياً شغل الإبداع النقدي من وزارة الثقافة في المهرجان ؛ لأن هذا الأمر يقوم على العلاقات العربية وعلى تنمية الأبعاد من اليمن إلى الأقطار العربية جميعا من خلال توحيد المناهج لغويا ولسانيا ونقديا وأدبيا , وهذا كله يهم بالإبداع , حسب ما قال. وأوضح أبو هيف إلى أن الأبحاث المقدمة " عالجت الحوار الحضاري ما بين العرب والمسلمين والغرب في أوروبا , وفي الشرق فيما يخص الهند والصين واليابان , وهذا كله لا ينقطع عن الحوار الحضاري" من جهته أشار عبد الله عباس الارياني إلى أن "هذا المهرجان كان بالنسبة لليمنيين فرصة لأن يلتقوا بكتاب عرب , وبعضهم البعض , وفرصة لتبادل أعمالنا" موضحا " التنظيم كان جيدا والحضور معقول ومقبول, ونجح بقدر كبير" إلا إن " مشكلتنا إن الأوراق المقدمة والتوصيات لا تترجم على أرض الواقع , وهذا الأمر ليس مصورا على هذا المهرجان , انظر حتى تقارير البرلمان" كما أضاف الإرياني. وحسب محمد الشرفي فإن هذا المهرجان " يكاد يكون أروع وأفضل وأثرى ما شاهدت من مهرجانات , ظهر فيه الأدباء والكتاب والروائيون وكتاب القصة القصيرة , وظهرت أيضا المرأة بكتاباتها وإبدعاتها , بجانب الكاتبات والقاصات العربيات , تشبههن أو متساوية معهن , وكان ترتيبه جيد " شاكرا كل من ساهم وأعد هذا المهرجان "وأخص بالذكر محمد الغربي عمران" وجدي الأهدل أعتبره أيضا فرصة للتعارف مع الأدباء والكتاب من مختلف المحافظات , ومع أدباء وكتاب عرب " نحن في بلد واحد , نجد صعوبة في أن يوصل أحدنا كتابه للآخر" وأضاف الأهدل " هذا المهرجان سيكون مفيدا ؛ لأن هناك 60 باحث , وناقد قدموا أوراقا عن القصة والرواية اليمنية" إلا إن " القصة والرواية تحتاج إلى قرار سياسي من فوق في الدعم المالي والمعنوي لكامل الفنون , وليس فقط للقصة والرواية , وهناك يتم دعم مؤسسات دينية بمبالغ ضخمة جدا , وهي لا تنتج شيئا , تكرر ما أنتج في السابق" وكان البيان قد خرج بعدد من التوصيات نصت على تنظيم المهرجان دوريا كل سنتين تنفيذاً لتوجيه رئيس مجلس الوزراء د/علي محمد مجور. وضرورة تشكيل لجنة من الاختصاصيين في مجال السيناريو لتحويل الروايات والقصص اليمنية المناسبة إلى أعمال درامية إذاعية وتلفزيونية. والاهتمام بكتاب القصة والرواية والمسرح في جميع المحافظات. والاهتمام بأدب الطفل، وإصدار مجلات متخصصة للأطفال، وتشجيع الجهود الشعبية المبذولة في هذا المجال. وحماية المبدعين من الوصاية بكافة أشكالها، واعتبار الإبداع عملاً خيالياً لا يمكن محاسبته كأمر واقع. وطباعة مؤلفات الأدباء، وصرف مبالغ تشجيعية لهم. بالإضافة إلى إنشاء مركز لترجمة الأدب الأجنبي إلى العربية، وترجمة الأدب اليمني إلى اللغات الحية.