حذر عميد الأسرى العرب سمير ال قنطار أبناء اليمن مما يتعرض له بلدهم من "حصار غير معلن"، ومؤامرات لتفكيكه وتقسيمه وتحويله إلى دو يلات من قبل من وصفهم ب"حلفاء الكيان الصهيوني"، مؤكداً أن من يعتقد أن حل مشاكل اليمن ستكون ب الانفصال فهو واهم، وواهم أيضاً من يعتقد أن الانفصال سيكون انفصاليين فقط، بل سيتم تحويله إلى عشرين يمن، داعياً اليمنيين إلى ع دم السماح بحدوث ذلك. وقال سمير القنطار- في كلمة ألقاها أمس الأربعاء في محافظة إب على هامش انعقاد المؤتمر الخامس لفرع نقابة المحامين: "أؤكد لكم انتم أبناء اليمن أن بلدكم يتعرض للحصار غير المعلن، ويتعرض لمؤامرات تفكيكه وتقسيمه وتحويله إلى دويلات صغيرة.. أن بلدكم يحاول حلفاء الكيان الغاصب عرب وغير عرب أن يطوقوه ويجعلوه بلداً فقيراً يعتمد فقط على المساعدات كي لا يتمكن هذا الشعب المجاهد أن يقف بدولته القوية، ويكون حامي ظهر المقاومة في فلسطين ولبنان". وتابع: "أؤكد لكم إننا في المقاومة ننظر إليكم أبناء الشعب اليمني على إنكم جزء هاما من هذه المقاومة، ونطالبكم إن أردتم أن تبقوا إلى جانب المقاومة وتساندوننا في المعركة القادمة- نحن لا نطلب الرجال، لدينا الرجال- نطلب فقط أن تكونوا موحدين.. عندما تكونوا موحدين نستطيع أن نكتسب القوة، فوحدتكم هي التي تحمي ظهر المقاومين". وأكد القنطار- الذي أمضى في سجون إسرائيل 30 عاماً: "أن كل بلد لديه مشاكله الاقتصادية والاجتماعية وخصوصا إذا كان بلداً مستهدفا مثل اليمن.. هذه المشاكل تحل دائما عبر برامج متواضعة قابلة للتحقيق من قبل كل القوى والأحزاب والتفاعل فيما بينها.. إن محاولة طرح عودة الانشطار وفصل اليمن إلى يمنين كطريق لحل هذه المشاكل هو أمر خطير جداً، ولا يجب السماح بأن يحدث..". وقال أيضاً: "واهم من يعتقد أن حل مشاكل اليمن ستكون بالانفصال.. وهو واهم من يعتقد أن الانفصال سيكون انفصاليين فقط، فإن أي محاولة للانفصال بهذا البلد يعني تفكيكه بالكامل وتحويله إلى عشرين يمن وليس يمن واحد..". وأعرب عن ثقته بهذا الشعب العزيز والكريم، وأمنيته الدائمة لليمنيين بأن يكونوا موحدين، ومؤكداً قوله: " فوحدتكم هي قوتنا". وكان القنطار- الذي استقبله محامو إب بحفاوة عظيمة وارتجت القاعة تصفيقاً وهتافاً له- استهل كلمته بتأكيد سعادته لزيارة محافظة إب، وقال إن ما شاهده يعكس التضامن الاجتماعي المدني في البلد. وأضاف القنطار: لقد أتيت من فلسطين ثم من لبنان وكنا دائما نسمع ونتابع نبض الشعب اليمني العزيز الكريم الذي وقف دائما إلى جانب جهادنا ونضالنا وتضحياتنا.. أتيت من هناك وأنا احمل لكم تحيات إخوانكم المجاهدين في المقاومة الإسلامية وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، لأؤكد هنا أن المقاومة في لبنان وفلسطين قد دخلت عصر الانتصارات بعد أن ولى زمن الهزائم.. وأؤكد أيضا إن الحلم الكبير باستعادة الحقوق والقضاء على الكيان الغاصب الذي زرع في منطقتنا بدأ يتحول إلى حقيقة مع هزيمة هذا العدم عام 2006م ومع هزيمته في غزة مؤخراً.." وأكد: نحن في المقاومة الإسلامية بلبنان ننتظر اليوم الذي يرتكب فيه هذا العدو حماقة كبيرة ويحاول الاعتداء على بلدنا لبنان، وكما قال سماحة الأمين العام حسن نصر الله: أن ما حدث عام 2006 هو نزهة بالمقارنة مع ما سيحدث في حال أن تجرأ هذا العدو وخاض معركة.. لقد أعدينا لهم ما يسر قلوبكم.. وإخوانكم هناك متحفزين وينتظرون الضوء الأخضر". من جانبها، قالت الدكتورة بلقيس أبو أصبع- نائب رئيس جمعية كنعان لفلسطين: ان مؤتمر المحامين سيضيف لبنة جديدة لمسيرة الديمقراطية اليمنية، وأنه سيعزز من التجربة الديمقراطية، ورحبت باسم رئيس جمعية كنعان الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح بعميد الأسرى العرب سمير القنطار. وأكدت: أن جمعية كنعان استطاعت أن تنقل العمل المدني اليمني إلى واقع الميدان، ونقلت عملها إلى فلسطين بكثير من الفعاليات والأنشطة التي تتبناها الجمعية، والتي منها افتتاح ثانوية بلقيس للبنات، ووضع حجر الأساس لمعهد الرئيس الصالح للعلوم الزراعية، وتقديم الكثير من المساعدات المادية لأبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني خلال ما مروا به من أزمات جراء العدوان الصهيوني. وأعربت عن شكرها لأبناء محافظة إب، وقالت أن محافظة إب قدمت الكثير من الشهداء والتضحيات على طريق الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وثمنت مواقفهم البطولية في الدفاع عن الوحدة، وترسيخ جذورها، مؤكدة أن محافظة إب قدمت العديد من أبنائها للنضال في صفوف المقاومة الفلسطينية واللبنانية. وجددت أبو أصبع ترحيبها بالقنطار، مشيرة إلى أنه انه أصبح رمزا عربيا، وجعل من سنوات اعتقاله رمزا للصمود العربي، إذ أنه لم ينحن ولم يلن في يوم من الأيام، بل استطاع أن يحصل على شهادات علمية عالية، وبرهن بان الصمود والمقاومة هما الأساس والحل لاستعادة الأراضي الفلسطينية المغتصبة، مؤكدة مواقف الشعب اليمني وقيادة الرئيس صالح في مناصرة القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، ووحدته الوطنية. وتطرقت إلى موضوع الأسرى، قائلة: أن قضية الأسرى هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى وان إسرائيل انتهكت كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى والأسرى يمثلون رمز الصمود والبطولة الذي ينبغي الوقوف معهم. وناشدت بلقيس أبو أصبع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للوقوف بجانب الأسرى في السجون الإسرائيلية ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، وحيت صمود المرأة الفلسطينية ونضالها. من جانبه ، القاضي أحمد عبد الله الحجري- محافظ إب- رحب باسم المجلس المحلي والتنظيمات السياسية والقوى المدنية بالمناضل سمير القنطار، معربا عن اعتزازه بالمقاومة في فلسطين ولبنان معتبرا إياهم الصف الأمامي للأمة العربية والإسلامية. كما ثمن مواقف نقابة المحامين والأحزاب والتنظيمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني المؤازرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية في مختلف مراحل نضالها، وقال: "أننا مستبشرين كثيرا بالمناضل القنطار الذي دخل السجن منذ ثلاثين سنة وهو اليوم يتحرر ويجعلنا نتفاءل بتحرير بقية الأراضي العربية إن شاء الله". وأكد ثقته بان الأراضي الفلسطينية ستتحرر وسيأتي اليوم الذي سنحتفل به جميعا بالانتصار على العدو الصهيوني. وأشاد أيضا بالمواقف الليبية والإيرانية في مؤتمر جنيف أمام العدو الصهيوني. هذا وتأتي مشاركة القنطار في حضور افتتاح المؤتمر الخامس لنقابة المحامين اليمنيين فرع إب، المنعقد تحت شعار: (نحو ثقافة احترام الشرع والقانون وتعزيز السلام الاجتماعي)، ضمن البرنامج الذي أعدته جمعية كنعان لفلسطين من أجل حشد التضامن مع الأسرى الفلسطينيين، وقضاياهم، ومعاناتهم، التي يتجاهلها المجتمع الدولي. هذا وحضر افتتاح مؤتمر المحامين كلاً من: القاضي أحمد عبد الله الحجري- محافظ إب، والأستاذ فيصل أبو راس سفير اليمن ببيروت، والدكتورة بلقيس أبو أصبع نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، نائب رئيس جمعية كنعان لفلسطين، وعبد العزيز الحبيشي مستشار رئيس الجمهورية، والقاضي العلامة يحيى المعمدي رئيس محكمة الاستئناف، والدكتور احمد شجاع الدين رئيس جامعة إب، وحشد كبير من كبار المسئولين الحكوميين وقيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية.