بمشاركة إقليمية وعالمية عقد بصنعاء المؤتمر الإقليمي" تفعيل دور المجتمع المدني في التعليم في الشرق الأوسط " والذي نظمته على مدى ثلاثة أيام الحملة العالمية للتعليم ومؤسسة تنمية القيادات الشابة ومنظمة اوكسفام نوفيب الهولندية. وفي كلمة افتتاح المؤتمر شكرت الدكتورة انطلاق المتوكل رئيسة مؤسسة تنمية القيادات الشابة المشاركين في المؤتمر لاختيارهم صنعاء لتكون مكان انطلاقة الحملة العالمية للتعليم للجميع في الشرق الأوسط ، مثمنة دور الحكومة اليمنية وتوجهاتها السياسية الجديدة القائمة على الشراكة مع المجتمع المدني، واصفة ذلك التوجه السياسي ب"الجاد". وقالت أن دورة المؤتمر هذه تبحث في موضوع أهمية تشكيل تحالفات لحملات المجتمع المدني على المستوى المحلي لصالح التعليم للجميع، ومناقشة تأسيس تحالف أو كيان إقليمي للعمل لصالح التعليم للجميع في الدول العربية ، بالإضافة إلى مناقشة قضايا السياسات والمصادر المتعلقة بإنجاز أهداف التعليم للجميع في أنحاء الشرق الأوسط. وفي كلمة وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي والتي ألقتها بالنيابة عنه وكيلة وزارة التربية والتعليم ( فوزية نعمان) أكدت على دور وأهمية التعليم ومحو الأمية في مكافحة الفقر، وقالت :" نستطيع أن نحقق قضايا أساسية ونقضي على الفقر والبطالة من خلال التعليم ". وفي حين تحدثت عن إشكاليات التعليم بشكل عام أشارت إلى إشكاليات يعاني منها قطاع تعليم الفتاة بشكل خاص ويتصدر هذه الإشكاليات بحسب النعمان ضعف التحاق الفتاة بالتعليم وارتفاع نسبة تسربهن نتيجة للزواج المبكر أو الفقر، إضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي بأهمية تعليم الفتاة خاصة في المجتمعات المحلية التي تتدنى فيها نسبة التحاق الفتاة بالتعليم، موضحة في هذا الصدد عن عزم الحكومة تنفيذ برامج توعوية في المحافظات التي تتدنى فيها نسبة التحاق الفتيات بالتعليم، وتنفيذهم قبل ذلك حوافز مادية، تم تنفيذها في محافظتي لحج والحديدة، استفاد منها حتى الآن (216) طالبة. وأشادت وكيلة قطاع تعليم الفتاة بالدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مجال التعليم وتعليم الفتاة بشكل خاص, واصفة إياه ب" الجناح" في شراكته مع الحكومة، مؤكدة أن " دور المجتمع المدني لا يقل أهمية عن دور الحكومة أو ربما يكون دورها أقوى من الحكومة". وفي سياق متصل تحدثت وكيلة وزارة التربية عن تشكيل قطاعها مجالس تنسيق في 17 محافظة، معبرة عن شعورها بأهمية التحالف الدولي والإقليمي والمحلي لدعم التعليم للجميع والذي قالت إنه " مهم جدا لأجل مساعدتها على تنفيذ برامجها وأنشطتها من دون انتظار التزامات جديدة تضرب العنق ويقف المجتمع المدني عاجزا عن تنفيذها، حد قولها، وأكدت أن وزارة التربية والتعليم لا تألوا جهدا في الدفع بالعملية التعليمية وتطويرها، معبرة عن اعتقادها بأن مسؤولية تطوير التعليم لا يقتصر على وزارة التربية والتعليم لوحدها، بل تشترك معها منظمات المجتمع في تلك المسؤولية، مشيرة إلى عدم رضاها الكامل بالدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في مجال التعليم ، وهو ما عبرت عنه بقولها " مش كل الرضى، نصف نصف"، متحدثة عن برامج لتعزيز تعليم الفتاة ينفذها اتحاد نساء اليمن الذي تشغل فيه منصبا في إدارته. أما رئيس الحملة العالمية للتعليم مؤسس المسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال (كيلاش ساترثي) فأشار إلى التحدي الذي تواجهه اليمن في مجال التعليم وتحقيق أهداف الألفية، شاكرا لحكومتها على محاولاتها من أجل التغلب على التحديات. واعتبر اليوم الذي ينعقد فيه المؤتمر بصنعاء يوماً تاريخيا لجمعه عددا من دعاة التعليم في منطقة الشرق الأوسط والعالم في صنعاء، مهنئا قيادات ومؤسسة تنمية القيادات الشابة ومنظمة اوكسفام نوفيب الهولندية على تبنيها تنظيم هذا المؤتمر، متمنيا أن يحقق المؤتمر أهداف التحالف الإقليمي لتفعيل دور المجتمع المدني في التعليم. وفي حديثه عن أهمية التعليم في التنمية، حمل (كيلاش ساترثي) الأمية مسؤوليتها عن انتشار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مشيرا إلى دور التعليم في التخفيف من الفقر ومساعدته على وجود العدالة والنمو الإقتصادي، ملفتا بالمقابل إلى حاجة دول العالم إلى 16 مليار دولار لتحقيق مقررات مؤتمر داكار التعليم للجميع بحلول 2015. وأشار إلى انخفاض عدد الأطفال من خارج إطار المدرسة، والذي انخفض من 127 مليون إلى 70 مليون، إضافة إلى انخفاض عدد الأطفال العاملين من 216 مليون طفل من العمالة إلى 116 مليون، مشيرا بالمقابل إلى ارتفاع المساعدات الدولية الخاصة بالتعليم من مليار إلى أربعة مليارات، لكنه أوضح عن تخفيض ( 85 ) دولة لميزانيتها المالية على التعليم، وإنفاق (25 ) دولة فقط أقل من 3 بالمائة من الناتج المحلي على التعليم، و(1%) فقط على التعليم الأساسي، ملفتا في النهاية إلى إن ( 95 %) من الدول لم تحقق التعليم للجميع حتى الآن. وقال رئيس الحملة العالمية للتعليم إن باستطاعة الحملة إنقاذ (7) مليون شخص حول العالم من مرض الإيدز، معتبرا التعليم أهم سلاح لمكافحة الكثير من التنوع الإجتماعي العنصري، مشددا على ضرورة تخليص العالم من الفجوة بين النوع الإجتماعي في التعليم والذي فشل فيه في عام 2005م، واصفا الوضع الحالي الذي يعشيه أطفال العالم ب"المأساوي"، مؤكدا عودة العالم إلى الوراء في اهتمامه بالطفولة وحقهم في الحياة. وفيما تحدث عن دور الحشد والتعبئة للأطفال في العالم حول المطالبة بحقوقهم، دعا ((كيلاش ساترثي) إلى تعزيز ثقافة المشاركة وكسر حاجز الصمت في وسط المجتمع المدني. وفي جدول اعمال المؤتمر تحدث السيد ياتريك واتكنز حول قطاع التعليم في الحملة العالميه والسيد عماد سابي عضو مجلس الاداره للحمله العالميه للتعليم ومنظمة اوكسفام نوفب والسيده هدى حوري مسئولة ومنسق مشروع اتحاد التجاره في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والمشرفه الاكاديميه في مؤسسة تنمية القيادلت الشابه آمال الكبسي وفي اليوم الثاني لأعمال المؤتمر تحدث السيد رفعت الصباح من مركز ابداع العلم في فلسطين والسيد اوين جيمس منسق الحمله العالميه للتعليم مقدما ملخص عن تاريخ الحمله وقدم عماد سابي موجز عن آخر التطورات في كل بلد عن الوضع الراهن وذلك لتنسيق المجتمع المدني لتوفير التعليم في سياق النقاط الرئيسيه تلى ذلك ورشة عمل ادارها السيد جورجي سو حول كيفية تشكيل تحالف وطني بالاضافة الى كيفية تطوير التحالفات الوطنيه الخاصه بالبلدان للسيدة الكس كنت مسئولة الاتصال بالحملة العالميه كما عرض السيد كيلاش ساتيري رئيس الحمله والسيد اوين جمس منسق الحمله صور التنسيق في الاقاليم الاخرى والنظر الى مقترحات التنسيق الاقليمي بشأن تحالفات التعليم في دول الوطن العربي وتم اقتراح انشاء لجنة صياغة لتطوير افكار المشاركين كما قدمت السيده اسيبي نابو مديرة الحمله العالمية للتعليم نبذة عن الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات في داكار ثم تلى ذلك مناقشة لأسبوع العمل العالمي حول الحمله العالميه 2010 ومناقشة الخطط الخاصه بالاسبوع العالمي حول الحمله وتحديد دور الحمله العالمية ومشروع فيفا يونيو 2009م وفي صباحية اليوم الثالث تم استعراض ما تم مناقشته في اليوم السابق ومواصلة النقاش بشان التنسيق الاقليمي والنظر في النص المقترح من قبل لجنة الصياغه و مراجعة والموافقة على النظام الاساسي للتنسيق الاقليمي ومناقشة الموارد والخطوات لتشكيل كيان اقليمي تلته ورشة عمل حول تأمين تغطية إعلامية فاعلة وكيفية ثأتيرها على الأهداف . من جانب آخر قدم السيد رفعت الصباح مداخلة حول الاجراءات الوطنية الهادفة إلى تنفيد ما اتفق عليه من اجراءات على الصعيد الوطني تلاه ترشيحات عضوية اللجنة التوجيهية الاقليمية وأختتم المؤتمر بكلمة لنائب وزير التربية والتعليم د / عبدالله الحامدي الذي التزم وتعهد بدعم كل جهود المؤتمر الهادفة لإيصال التعليم للجميع و خاصة تعليم الفتاة وأن التعليم هو رأس مال اجتماعي يجب الاهتمام فيه وصوت المشاركين إلى أن تكون صنعاء هي الحاضنة للمكتب الاقليمي العربي للتعليم للجميع ولمدة ثلاث سنوات بعد أن انحصرت المنافسة بين ثلاث عواصم عربية هي بيروت وعمان وصنعاء . وفي كلمتها في الجلسة الإختتامية للمؤتمر اعتبرت الدكتور انطلاق المتوكل أن التعليم هو مفتاح التنمية والتحديث في أي مجتمع متمنية أن يكون هناك شراكة مجتمعية وحكومية واسعة من أجل إيصال التعليم للجميع . واختتم المشاركون فعاليتهم بإطلاق ( إعلان صنعاء ) الذي جاء فيه خلال ثلاثة أيام شارك في مؤتمر تفعيل دور المجتمع المدني في التعليم في الشرق الاوسط مشاركون من أنحاء العالم العربي بالعاصمة اليمنية صنعاء تبادل جميعاً خبراتهم ومعارفهم واهتماماتهم للوصول لهدف التعليم للجميع وناقش المؤتمرون قضايا تمويل التعليم ونقص المدرسين وظروف عملهم ورواتبهم وتعليم الفتاة والأمية والطلاب والعقبات الخاصة . كما ناقش المشتركون في المؤتمر دور المنظمات المدنية في ضمان التعليم للجميع والتفاصيل العملية لتشكيل وتوسبع الائتلافات الوطنية للدعوة بشكل مشترك من اجل التعليم للجميع . واختتم البيان بالقول ( في خطوة هامة وتاريخية بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالتعليم اتفق المشاركون على البدء في تشكيل ائتلاف إقليمي لدعم المنظمات العربية المعنية بالتعليم ) وقدم " إعلان صنعاء " مقترح بتسمية هذا الإئتلاف ( الحملة العربية من أجل التعليم للجميع " وأن يكون مقر أمانته العامة في العاصمة اليمنية صنعاء ويظم في عضويته جميع الائتلافات الوطنية في البلدان العربية على أن يكون هناك ممثل واحد من كل بلد عربي ومدة ولاية أعضائة ثلاث سنوات و من مهامه توفير المصادر المعلوماتية والخدمات البشرية وبناء القدرات ورسم الاستراتجيات والعمل على تأسيس صندوق لتمويل نشاطاته وتعزيز روح التضامن وتم اختيار للجنة تحضيرية تتولى مسؤلية التحضير للاجتماع التأسيسي في نهاية شهر أغسطس القادم . جدير بالذكر أنه يشارك في المؤتمر عدد من الباحثين والأكاديمين والمهتمين من كل من البحرين والعراق ومصر والجزائر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وقطر والسعودية والصومال والسودان وتونس وتركيا والإمارات بالإضافة لليمن ودول أخرى . نظمت المؤتمر الحملة العالمية للتعليم وهي حركة مجتمع مدني تهدف إلى إنهاء الأمية على مستوى العالم.وتعمل في أكثر من 100 دولة و تسعى للتأكد من أن الحكومات تعمل على توصيل التعليم إلى كل فتاة – فتى – رجل و امرأة بشكل متساوِ ، بالشراكة مع مؤسسة تنمية القيادات الشابة وهي مؤسسة يمنية غير حكومية تسعى إلى رفع مشاركة الشباب في الجوانب الاجتماعية , والاقتصادية , والسياسية وتزويدهم بالمهارات المهنية , والاتصالات , والقيادة , ومهارات الحياة بحسب احتياجات المجتمع وسوق العمل بالإضافة لمنظمة أوكسفام نوفيب وهي منظمة هولندية متخصصة في دعم أنشطة التنمية والتعليم ومكافحة الفقر في العالم، ومقرها لاهاي