لقيت مبادرة أكاديمي يمني تدعو الي تأجيل الانتخابات الرئاسية والتمديد للرئيس علي عبد الله صالح رد فعل عنيفا من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الذي وصف المبادرة بأنها التفاف علي الديمقراطية . وكشف الدكتور عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أمس الثلاثاء عن نيته اعلان مبادرة اسماها الوفاق أو الحرب اليوم الاربعاء تتضمن رؤيته للخروج من الوضع السياسي القائم والتمهيد لقيام انتخابات تمثل الاجماع الوطني وتساعد علي ترسيخ الاستقرار والديمقراطية في اليمن. وقال الفقيه في تصريح له ان المبادرة تتضمن ادخال التعديلات المناسبة علي قانون الانتخابات بما يكفل اعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بطريقة ترضي كافة اطراف المنظومة السياسية وبما يتفق مع العقل والمنطق ومع مصلحة البلاد ككل. وأشار الي أن المبادرة تقوم علي استغلال النص الدستوري الخاص بالتمديد للرئيس لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بما يمكن اللجنة الجديدة من اعادة كتابة السجل الانتخابي والتحضير لانتخابات رئاسية تديرها لجنة محايدة ومستقلة ويقبل بنتائجها جميع الأطراف. وقال اذا كان هناك صعوبة في اعادة كتابة السجل فيمكن، بحسب المبادرة، العمل علي تنقيحه ما أمكن لازالة الشوائب وتسجيل الناخبين الجدد الذين لم يسجلوا بسبب الطريقة التي أدارت بها اللجنة القائمة عملية القيد والتسجيل. وأوضح الفقيه أن المبادرة ستتضمن ادخال تعديلات واسعة علي قانون السلطة القضائية وبما يكفل اعطاء القضاء الاستقلالية المناسبة التي تعزز من دوره كحكم في مختلف النزاعات التي تنشأ في المجتمع بما في ذلك النزاعات المتصلة بالانتخابات، باعتبار أن وجود قضاء مستقل يمكن أن يجنب البلاد الكثير من الخلافات المتصلة بالعملية الانتخابية. لكن الحزب الحاكم اعتبر في يومية المؤتمر التابعة له أن المبادرة تتناقض مع العقل. وقال عبد الله الحضرمي رئيس تحرير يومية المؤتمر ان مبادرة الفقيه يرفضها العقل من دون تردد لأسباب عدة أولها أن صالح لديه من القاعدة الشعبية ما يغنيه عن أن يكون مرشحاً لقوي يفترض عليها أن تخوض المنافسة. وأضاف الحضرمي أن ليس من الطبيعي أن يتم تجاوز الدستور ومواعيده لتصبح النتيجة تأجيل الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية الي دورات قادمة، مضيفاً أن اطلاق الأحكام فيما يخص السجل الانتخابي هو أمر يخص القضاء بمفرده ولا يمكن أن يصبح كل مدع قاض في الوقت نفسه حتي تتلاعب به رغبات الأدعياء والمدعين. ومن المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية اليمنية في 23 أيلول (سبتمبر) المقبل وسط تنافس محموم بين القوي السياسية في البلاد، بعد ان أعلن الرئيس صالح في أكثر من مناسبة عزوفه عن الترشح لفترة رئاسية جديدة تمتد حتي العام 2013.