قالت صحيفة السياسة الكويتية، اليوم الأربعاء، إن المبادرة السعودية وضعت طهران، الداعمة للمليشيات الحوثية في اليمن، أمام خيار صعب، وامتحان حقيقي. وذكرت في افتتاحيتها ان امام طهران خيارين: إما قبول إيران بالسلام ووقف سفكها للدماء اليمنية والكف عن عدوانها العبثي المستمر أو مواجهة المجتمع الدولي الذي لم يعد لديه غير التأديب الذي لوح به. وتابعت الصحيفة: لا شك ان هذه الخطوة المتقدمة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تشكل بداية لمرحلة جوهرية في عملية إعادة الاستقرار الى اليمن. واشارن الى إن الترحيب الدولي، والتأييد المتزايد للمبادرة السعودية، يعني أن العالم لن يقبل باستمرار المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني منذ انقلبت جماعة الحوثي على الدولة. وقالت الصحيفة: سادت قناعة لدى الإيرانيين والحوثيين طوال السنوات الست الماضية أن إطالة الحرب ستنهك المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، ما يسهل اجتياحهم الأراضي السعودية والسيطرة على الأماكن المقدسة، وتحقيق الوهم الملالوي، لكن الأحداث أثبتت أن المملكة تسعى لتحقيق السلام في اليمن، وفي الوقت نفسه الدفاع المشروع عن حدودها وأمنها ضمن الأطر والأعراف والمواثيق الدولية. وأشارت إلى أنه رغم كل هذا فقد أثبتت الوقائع أن كل الهجمات التي شنها الحرس الثوري، أكان بالصواريخ البالستية أو المسيَّرات، ومحاولات ترويع المواطنين الآمنين في المملكة لم تفت بعضد الشعب، بل زادت من تصميمه على المواجهة والالتفاف حول قيادته، فيما زاد الاهتراء في صفوف حلفاء إيران، ليس في اليمن فقط، بل في الإقليم ككل، ما يعني أن على المخططين والموجهين الموجودين في طهران إدراك أن هذه اللعبة قد انتهت بهزيمة مشروعهم. وأضافت : يعرف العرب والعالم أن ما تم الإعلان عنه يأتي ضمن المبادرات السابقة، منذ المبادرة الخليجية مروراً بدعم كل جهود المشاورات لإنهاء الأزمة، والوصول إلى حل سياسي شامل، وبالتالي فإن تضييع الحوثيين هذه الفرصة التاريخية يعني استمرارهم بإخضاع 26 مليون نسمة للمعاناة الإنسانية التي تسببوا بها خلال السنوات الماضية، فالمبادرة لا تجسد اهتمام المملكة بأهمية استقرار اليمن وتغليب كل مكوناته للمصالح الوطنية فقط، بل تعني البدء بمشروع عربي من أجل إعادة إعماره، ومعالجة كل الخلل الذي تسببت به الحرب. وأكدت الصحيفة أن المملكة كانت واضحة في تحديد المسار الواجب اتباعه لخروج اليمن من المستنقع ،وهو عبر منح الحوثيين الفرصة لإعلاء مصالح بلادهم وشعبها على الأطماع الإيرانية ..وأن العرب عموما، والسعودية خصوصا، لن يقبلوا باستمرار هذه المعاناة التي فرضها مشروع توسعي طائفي ابتدعته المخيلة الإيرانية المريضة. يذكر أن رئيس الحكومة اليمينة، معين عبد الملك، كان أكد أمس الثلاثاء أن المبادرة السعودية تضع الميليشيات الحوثية وداعميها في طهران أمام مواجهة حقيقية مع الشعب اليمني والمجتمع الدولي. كما اعتبر أنها تكشف من يرفض جهود السلام ويصر على استمرار الحرب. وشدد على أن الحكومة ملتزمة بالتعاطي الإيجابي مع كل جهود ومبادرات السلام وستقدم التنازلات انطلاقاً من مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية تجاه الشعب اليمني، في حين تستمر الميليشيات وبإيعاز من داعميها في طهران على التصعيد.