بعد ساعات على استهداف الحوثي لمحطة وقود شمال مدينة مأرب، انتشرت صور الضحايا، ومشاهد مؤثرة لأمهات يودعن فلذات أكبادهن بعد أن قضوا في تلك المجزرة التي راح ضحيتها العشرات. وكان مصدر طبي أوضح لوكالة رويترز أن عشرات الأشخاص، كثير منهم مصاب بحروق خطيرة، نقلوا إلى المستشفى العام في مأرب وإن 12 منهم توفوا متأثرين بإصاباتهم بينهم خمسة أطفال. من بين هؤلاء الأطفال، ليان التي انتشرت صورة جثتها متفحمة كالنار في الهشيم بين اليمنيين على مواقع التواصل. فابنة الخمس سنوات كانت على ما يبدو في سيارة مع والدها، حين سقط صاروخ الميليشيات على محطة الوقود، لتلتهم النيران جسد ليان طاهر محمد عايض الصغير. أم تمسح وجه طفلها القتيل إلى جانب صورة ليان التي شكلت صدمة عارمة بين الناشطين اليمنيين، انتشرت مقاطع مصورة تظهر إحدى الأمهات تمسح وجه طفلها القتيل، والقهر يخنق صوتها. كما راحت تربت على صدره، وكأنها ترفض التصديق أن صغيرها الذي كان أمام عينيها قبل لحظات، أضحى جثة هامدة. يذكر أن 17 شخصا قتلوا، بحسب إثر استهداف صاروخ باليستي لمحطة الوقود، بينما كانت عشرات السيارات تنتظر من أجل تعبئتها. بدوره، كتب وزير الصحة قاسم بحيبح بتغريدة على تويتر مساء أمس، أرفقها بصورة لجثة محترقة: "أكثر من 17 قتلوا أو أصيبوا بينهم هذا الطفل الذي احترق بصاروخ حوثي على مدينة مأرب". فيما أكد أحد سكان مأرب لرويترز أن الانفجار وقع بالقرب من محطة بنزين بسوق شبواني على مشارف مأرب، مضيفا أن الحريق اندلع في وقت كان فيه أناس كثيرون هناك. أتى هذا الهجوم المروع، فيما لا تزال ميليشيات الحوثي مستمرة في محاولة التقدم باتجاه المحافظة الغنية بحقول الغاز، على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف التصعيد الحوثي العسكري، الذي يهدد حياة آلاف النازحين. وفيما لا تزال محافظة مأرب، شمال اليمن تحت هول المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بقصف محطة للوقود، وسط ارتفاع الدعوات المحلية لتحرك دولي يوقف تلك الجرائم المروعة، أوضح العقيد يحيى الحاتمي، رئيس شعبة الإعلام في الجيش اليمني أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع. كما كشف في مداخلة مع العربية اليوم الأحد أن الحوثيين استهدفوا طواقم الإسعاف بعد قصف محطة الوقود في مأرب. ولفت إلى أن جرائم الميليشيات هذه واستهدافها للمدنيين تأتي بسبب تراجعهم في جبهات القتال. إلى ذلك، أكد أن استهداف المدنيين محرم دولياً، مضيفا أن الرد على الميليشيات سيكون في ميدان المعركة. وشدد على وجوب إعادة تصنيف الحوثيين وقادتهم ضمن قوائم الإرهاب.